أبو مازن: لن أتراجع عن طلب الدولة.. وسنعود لمجلس الأمن ثانية وثالثة

قال إنه سيبحث مع مشعل آفاق المستقبل وحث واشنطن على دور أكثر توازنا

الرئيس الفلسطيني محمود عباس
TT

دعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) إلى أوسع مقاومة شعبية ممكنة ضد إسرائيل، في ما بدا أحد خيارات السلطة في ظل انسداد الأفق السياسي، غير أنه أكد على سلمية هذه المقاومة التي طالب قيادة السلطة وفتح والفصائل بالمشاركة فيها، وعدم اقتصارها فقط على الشبان والضيوف الأجانب.

وقال أبو مازن: «أدعو إلى أوسع مشاركة في هذه المقاومة الشعبية السلمية.. هذا حقنا، وهذه أرضنا وإسرائيل معتدية».

وجاءت دعوة أبو مازن لأوسع مقاومة شعبية في وقت أكد فيه في خطاب في ذكرى إعلان الاستقلال ورحيل الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات، على المضي قدما في الحصول على عضوية دولة كاملة في الأمم المتحدة.

وأفاد أبو مازن: «طلبنا من مجلس الأمن الحصول على العضوية الكاملة هو حق مشروع لنا تكفله القوانين والمواثيق والأعراف الدولية، ولن تثنينا عن حقنا هذا العقبات التي وضعت في طريقنا.. سنعود إلى مجلس الأمن ثانية وثالثة، ولن تثنينا عن حقنا أي عقبات وضعت في طريقنا».

وذكّر أبو مازن بأن شهادة ميلاد إسرائيل التي حصلت عليها من الأمم المتحدة، عام 1949 اقترنت بميلاد فلسطين وفق قرار التقسيم «181»، وأردف: «الحق لا يسقط بالتقادم. نحن اليوم نطالب بحقنا الذي نسيه الزمن، وسنحصل على الدولة الكاملة مهما كان هناك من عقبات وصعوبات».

وحرص أبو مازن على التأكيد أن ذلك لا يعني بأي حال من الأحوال، الوصول إلى قطيعة مع الولايات المتحدة التي تعارض هذا التوجه، وقال إن السلطة تسعى للحفاظ على علاقتها مع الإدارة الأميركية. وأضاف: «لا نريد الصدام مع الولايات المتحدة التي رغم علاقتها المتميزة مع إسرائيل قامت بتقديم دعم مهم للشعب والسلطة الفلسطينية.. دعم سخي، ونحن نعي تماما أهمية دورها في أي عملية سلام جادة»، وتابع: «نزعم أننا أصدقاء لأميركا، وهذه هي الحقيقة، ولكن عندما نختلف حول ما يضر مصلحتنا، نقول (لا)، وسنظل نقول (لا) للخطأ».

وطالب أبو مازن الإدارة الأميركية بدور أكثر توازنا، وقال: «نريد دورا متوازنا للولايات المتحدة الأميركية، وأن لا تعتمد معايير مزدوجة في تطبيق القرارات الدولية عندما يتعلق الأمر بإسرائيل وبمشاريعها الاستيطانية (..) كل ما نسعى إليه هو أن يكون الدور الأميركي متوازنا وأن تكون الوساطة نزيهة».

وفي الوقت نفسه، جدد أبو مازن التمسك بالأسس التي تطرحها القيادة الفلسطينية لاستئناف المفاوضات مع إسرائيل، والتي تقوم على أساس إقامة دولة فلسطينية على حدود عام 1967، ووقف الاستيطان، قائلا، إنه «دون هذين الشرطين لا توجد مفاوضات».

وأبقى أبو مازن كل الخيارات مفتوحة في المستقبل، وقال إنه سيناقشها مع الدول العربية والأوروبية والأصدقاء، وأيضا مع رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل، موضحا: «كافة الخيارات متاحة أمامنا، وسنقوم بعرض ما سنتوصل إليه من مشاورات (مع العرب والغرب) على أعضاء القيادة حال استكمالها وفي أسرع وقت ممكن، وسيكون هذا الموضوع وكل ما يرتبط به آفاق عملنا السياسي والوطني على جدول أعمال لقائي المقبل مع خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، الذي سألتقيه في الثالث والعشرين من هذا الشهر (الأربعاء المقبل).

وأكد الرئيس الفلسطيني على الاستمرار في «بذل كل الجهود للإسراع في حل القضايا العالقة كافة؛ وفي المقدمة منها قضيتا الانتخابات الرئاسية والتشريعية والمجلس الوطني، وتشكيل الحكومة من شخصيات مستقلة تشرف على الانتخابات» العامة، وأضاف: «سنتشاور ونتبادل الرأي حول آفاق المستقبل». وتابع عباس: «سنبحث عن إجابة عن سؤال: إلى أين نحن ذاهبون؟ هذا يهمنا جميعا والشعب كله يجب أن يشارك في الإجابة عن هذا السؤال».

أما في ما يخص الربيع العربي، فاعتبر أبو مازن أنه مقدمة للربيع الفلسطيني، وقال: «أيضا شعبنا قال إنه يريد إنهاء الاحتلال» وأضاف: «موقفنا هو أن لا نتدخل في الشؤون العربية الداخلي. نحن نراقب ولا نقول كلمة هنا وكلمة هناك، ولكن نحن نقول إننا مع الشعوب.. ما تريده الشعوب نحن معها فيه، ولكن ليس من مصلحتنا أن نقول كلمة إضافة واحدة حتى لا نؤذي أنفسنا».