الرشق: نتحفظ على سلام فياض ونأمل الاتفاق على حكومة تحظى بالتوافق الوطني

TT

أكد نمر حماد، المستشار السياسي للرئيس الفلسطيني، أن الرئيس محمود عباس (أبو مازن) سيركز خلال لقائه المرتقب مع رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل الأسبوع المقبل، على ضرورة أن يكون هناك برنامج سياسي واحد للحكومة القادمة، من أجل التواصل مع العالم وحتى تكون هناك رؤية فلسطينية واحدة للتعامل مع العالم وللتعامل مع القضايا السياسية.

وأضاف حماد لـ«الشرق الأوسط» أن الانقسام واختلاف المواقف السياسية بين حماس وفتح وعدم وجود رؤية موحدة تجاه القضايا الاستراتيجية يخدم إسرائيل، فمثلا عندما تنتقد حركة حماس مبدأ حل الدولتين هذا يخدم الموقف الإسرائيلي الذي يتذرع بما تقوله حماس، ويؤكد أنه لا يوجد شريك فلسطيني، والولايات المتحدة استخدمت الانقسام واختلاف الرؤى ووجود حكومتين بتوجهات مختلفة في غزة والضفة الغربية كذريعة، وقالوا لنا كيف نقبل بدولة فلسطين عضوا كاملا في الأمم المتحدة والسلطة الفلسطينية لا تسيطر على كل الأراضي الفلسطينية.

وقال حماد يجب على وفد حركة حماس أن يأتي إلى الاجتماع ولديه رؤية سياسية للملف السياسي وما يتضمنه حول الدولة والمفاوضات والمقاومة وطريقة استخدامها. وأضاف «نريد أن نشكل حكومة وبرنامجا سياسيا لها، فالأحزاب الاشتراكية في أوروبا وهي في المعارضة كانت تنادي بالقضاء على الرأسمالية ولكنها عندما وصلت إلى الحكم غيرت قناعاتها لأسباب قومية».

وحول إصرار حركة فتح على سلام فياض، قال المستشار السياسي للرئيس عباس نحن لا يهمنا الأشخاص بقدر ما يهمنا البرنامج، فنحن إذا اتفقنا مع حماس على برنامج سياسي واضح المعالم فهنا الشخص لا يكون مهما، سواء جاء سلام فياض أو غيره، الأهم هو البرنامج الذي ينفذ.

وقال إن «عزام الأحمد الذي أجرى لقاءات في القاهرة مع مسؤولين من حماس للتمهيد لهذا اللقاء أكد لنا أن حركة حماس لديها تفهم كبير حول تشكيل الحكومة واستراتيجية العمل الوطني في المرحلة القادمة، لكن سننتظر ونرى نتائج اللقاء».

وأوضح حماد أن أبو مازن سيلتقي رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل بالقاهرة، يوم الخميس 24 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي لبحث سبل تنفيذ اتفاق المصالحة الذي وقع برعاية مصرية في القاهرة في 4 مايو (أيار) الماضي، والأوضاع العامة التي تشهدها الساحة الفلسطينية ومستقبل القضية الفلسطينية، وموضوع الانتخابات الرئاسية والتشريعية ووضع منظمة التحرير، ومستقبل السلطة، وانسداد عملية السلام، وطبيعة المقاومة والتحديات التي تواجه القضية الفلسطينية والمشروع الوطني الفلسطيني.

وقال حماد إن اتفاق المصالحة نص على إجراء الانتخابات في موعد أقصاه يوم الرابع من مايو المقبل، والرئيس أبو مازن على استعداد لإجراء الانتخابات قبل ذلك، كأن تكون في شهر يناير (كانون الثاني)، أو في فبراير (شباط) المقبل. وأضاف أن الانتخابات التي فازت بها حماس جرت في عهد أبو مازن، وقد تعهد بأن تتم الانتخابات القادمة بشفافية وأمام المراقبين الدوليين وستحترم النتائج مهما كانت.

من جانبه، أكد عزت الرشق عضو المكتب السياسي لحركة حماس، أن خيار التسوية السياسية مع العدو الإسرائيلي قد فشل ووصل إلى طريق مسدود، وأن خيار المقاومة أثبت جدواه، وأن المقاومة بكافة أشكالها يجب أن تصبح عنوانا للشعب الفلسطيني للمرحلة القادمة. وقال الرشق الموجود في سوريا، لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف، نحن نتحفظ على سلام فياض، ونأمل الاتفاق على حكومة تحظى بالتوافق الوطني. وأضاف الرشق: «الحركة حريصة على إنجاح لقاء خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحماس والرئيس محمود عباس، ونأمل أن يكون اللقاء علامة فارقة تؤسس لمرحلة مهمة لشعبنا الفلسطيني، خاصة في ضوء انسداد أفق التسوية السياسية ووصولها إلى طريق مسدود في ظل الموقف الأميركي المنحاز بالكامل لإسرائيل وموقفها المتعنت في الأمم المتحدة ومنظمة اليونيسكو».

وقال إن كل هذا يؤكد أننا أمام حالة مستعصية، فالعدو الإسرائيلي وحكومته المتغطرسة يريدان فرض شروطها، والإدارة الأميركية عاجزة ومنحازة ومرتهنة للموقف الإسرائيلي ولا يعول عليها، وهذا يؤكد المثل العربي الشهير «ما حك جلدك مثل ظفرك فتولَّ أنت جميع أمرك» وبالتالي يجب على الشعب الفلسطيني دراسة خياراته الوطنية لنيل حقوقه المشروعة، معتمدا على نفسه ووحدته وإرادة شعبه بعد إرادة الله عز وجل. وأوضح أن لقاء عباس - مشعل يأتي في أجواء إيجابية، فهو يأتي بعد أشهر من توقيع اتفاق المصالحة الذي يتم تطبيقه حتى الآن على الأرض بسبب عقدة تشكيل الحكومة والإصرار على إعادة تسمية سلام فياض رئيسا للحكومة القادمة رغم أنه لا يحظى بالتوافق الوطني وتعترض عليه حركة حماس، ورغم كل ذلك فمجرد توقيع الاتفاق أضفى على العلاقات بين حماس وفتح أجواء إيجابية، وهذا يمهد الطريق للقاء القادم في أن يحقق نقلة حقيقية في ملف المصالحة.