مستشار الأمن القومي السابق: العراق لم يعرض استقبال الأسد.. وهناك دول أخرى أقرب إليه منا

موفق الربيعي لـ «الشرق الأوسط» عن رئيس النظام السوري: «ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله»

موفق الربيعي («الشرق الأوسط»)
TT

قال الدكتور موفق الربيعي، مستشار الأمن القومي العراقي السابق، إن الرئيس السوري بشار الأسد «كان يسمح ولسنوات طويلة للإرهابيين بعبور الحدود السورية باتجاه العراق حيث تسبب ذلك بقتل الآلاف من أبناء شعبنا سواء من خلال العبوات الناسفة أو العمليات الانتحارية والسيارات المفخخة»، مستشهدا بالآية الكريمة «ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله»، في إشارة إلى ما يحدث في سوريا اليوم.

واستدرك الربيعي قائلا «لكن العراق يجب ألا يشمت بسبب ما تتعرض له سوريا ويجب أن لا يتدخل بالشأن الداخلي لأي دولة جارة سواء كانت عربية أو إسلامية»، معتبرا أن «أفضل طريقة لحل الأزمة السورية هي إجراء التغيير التدريجي نحو الديمقراطية وذلك من خلال الحوار بين الحكومة والمعارضة السورية»، معبرا عن اعتقاده بأنه «لا يزال هناك متسع من الوقت لإجراء هذا الحوار وذلك من خلال اعتماد المبادرة العربية التي ندعمها بقوة كونها أفضل الحلول للأزمة».

وأضاف الربيعي قائلا لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف من بغداد أمس، إن «التغيير المفاجئ للنظام السوري أو عن طريق التدخل العسكري الخارجي، سواء بواسطة حلف شمال الأطلسي أو غيره، سوف يخلق فراغا في عموم المنطقة وقد تصل إلى حدوث حرب أهلية تهندسها بعض الدول ولمصالحها الخاصة»، منبها إلى أن «وصول الأوضاع إلى هذا الحد سوف يؤثر مباشرة على الأوضاع الأمنية في العراق، إذ يمكن أن يجلب التغيير المفاجئ للنظام السوري الإسلاميين المتطرفين إلى الحكم وهؤلاء أنفسهم من كان يعبر أو يرسل الإرهابيين إلى العراق وسوف يجر ذلك المصائب على بلدنا وشعبنا».

وحول إمكانية نجاح الحوار بين الحكومة والمعارضة السورية، قال المستشار السابق للأمن القومي العراقي «نعم اتباع الطريق السلمي بالتعامل مع الأزمة السورية وإجراء الحوار مع الضغط على النظام السوري لإحداث التغييرات سوف يقود إلى نتائج إيجابية»، معبرا عن اعتقاده بأن «التغيير الجذري قادم في سوريا خلال سنة من الآن وأن بشار الأسد مع إحداث التغيير نحو الديمقراطية لكن المشكلة في الحرس القديم الرافض للتغيير الذي يحيط به».

ونفى الربيعي المقرب من نوري المالكي رئيس مجلس الوزراء العراقي أن يكون العراق قد «عرض على بشار الأسد وعائلته توفير ملاذ آمن لهم في حالة ترك الرئيس السوري للسلطة في دمشق»، وقال ردا على معلومات وردت من بغداد «لم يعرض على العراق سواء بصورة رسمية أو غير رسمية استضافة الأسد وعائلته أو المقربين منه، ولم يقدم هذا الطلب من قبل عائلة الأسد أو أحد مقربيه أو من قبل جهات عربية أو غير عربية ونحن نعتقد أن هناك دولا وأنظمة هي أكثر قربا للأسد من العراق»، منوها بأن «هذا الأمر يعتمد على تطورات الأوضاع في الداخل السوري وفي حالة قدم للعراق مثل هذا الطلب فسيكون لكل حادث حديث».

ولا يرى المستشار السابق للأمن القومي العراقي «أن النظام السوري سيرحل بطريقة دراماتيكية مثلما حدث في تونس أو مصر أو حتى ليبيا ولن يكون هناك تدخل عسكري خارجي لأن تبعات ذلك خطيرة خاصة على العراق الذي يرتبط بحدود طولها أكثر من 700 كيلومتر مع سوريا».

وقال الربيعي إن «العراق لا يدعم النظام السوري ضد شعبه وموقفنا كان واضحا في الجامعة العربية، فالعراق لا يريد التدخل في الشأن الداخلي لأي دولة عربية وضد تجميد أو طرد عضو مؤسس في الجامعة العربية، ولم يحدث أن جمدت الأمم المتحدة أو طردت عضوا فيها»، منبها إلى أن «الأوضاع في اليمن أكثر سوءا واشتعلت قبل أحداث سوريا لكن الجامعة العربية لم تتخذ أي إجراءات ضد النظام اليمني مع أن هناك مبادرة خليجية يتحايل عليها علي عبد الله صالح».

وعن تأثيرات الأزمة السورية على الأوضاع الأمنية في العراق، خاصة أن ذلك يتزامن مع انسحاب القوات الأميركية من العراق حيث لا تتمتع القوات العراقية بغطاء جوي أو أسلحة قادرة على صد أي اعتداءات خارجية، قال الربيعي إن «القوات العسكرية والأمنية العراقية قادرة على حماية الأوضاع الداخلية والتصدي للمجاميع المسلحة والإرهابيين، يعني هناك إمكانية لحفظ الأمن الداخلي»، وفيما يتعلق بحماية الحدود والأجواء العراقية، أفاد بأن «العراق يعتقد أن أيا من دول الجوار ليس لها النية في عبور الحدود العراقية راهنا».

وفي رده عن سؤال حول عبور القوات التركية البرية حدود العراق واختراق طائراتهم الأجواء العراقية وقيام القوات الإيرانية بقصف القرى العراقية في إقليم كردستان العراق، أوضح الربيعي قائلا «إن اختراق القوات البرية والجوية التركية للأراضي والأجواء العراقية وقصفها مع القوات الإيرانية للقرى الكردية في إقليم كردستان تم ويتم في ظل وجود القوات الأميركية التي لم تمنع حدوث ذلك»، مشيرا إلى أن «حجة إيران في قصفها للقرى الكردستانية العراقية للحد من نشاط حزب الحياة (بيجاك) الكردي الإيراني المعارض، والأتراك يقصفون للحد من نشاط حزب العمال الكردستاني المعارض وهذا يتم ضمن اتفاقات غير موقعة بين العراق وتركيا وإيران والقوات الأميركية ولا أقول ضمن موافقات من قبل الحكومة العراقية، وفي أغلب الظن أن هذه الاتفاقات كانت موجودة في عهد النظام العراقي السابق».