الخارجية الأميركية تفكر في شراء طعام محلي لدبلوماسييها في العراق

بسبب ارتفاع تكلفة حراسة قوافل الإمدادات القادمة من الكويت

TT

في إطار سعيها لخفض نفقاتها في العراق، تبحث وزارة الخارجية الأميركية شراء بعض الأطعمة التي يتناولها العاملون بها من السوق المحلية، بخلاف الجيش الأميركي الذي يستورد جميع الأطعمة والوقود التي يحتاجها من الخارج.

وكان الدبلوماسيون الأميركيون حتى عام 2008 يتناولون طعامهم في مقصف تابع لأحد قصور الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين، وعندما تم الانتهاء من مبنى السفارة الأميركية الجديد، انتقل الدبلوماسيون إلى مقصف السفارة الذي كان يقدم بدوره الأطعمة التي يقوم الجيش الأميركي باستيرادها. وقد طلب قادة الجيش، لأسباب صحية وأمنية، أن يتم استيراد جميع أنواع الأطعمة والوقود من الكويت في أرتال يحرسها جنود أو متعاقدون أمنيون.

وذكر باتريك كنيدي، وكيل وزارة الخارجية للشؤون الإدارية، أنه سيستمر في استخدام وكالة الخدمات اللوجيستية بوزارة الدفاع لجلب الطعام والوقود بعد شهر يناير (كانون الثاني)، حيث تخطط القوات الأميركية للرحيل، غير أنه ستكون هناك حاجة لعدد أقل من القوافل المحمية لتلبية احتياجات الموظفين الحكوميين والمتعاقدين الذين سيعملون تحت إشراف السفارة الأميركية في بغداد.

وبينما لا يشتري الجيش الأميركي أطعمة أو وقودا من السوق العراقية، ذكر كنيدي في حوار معه الأسبوع الماضي أنه طلب من وكالة الخدمات اللوجيستية بوزارة الدفاع البدء في البحث عن مصادر محلية موثوقة لشراء تلك السلع. وقال «لن نعتمد بشكل كامل على السوق العراقية»، غير أنه ذكر أن وزارة الخارجية قد اشترت بالفعل بعض الوقود من السوق العراقية. وأشار إلى أن شراء المأكولات والوقود المحلي سوف يقلل من النفقات الإجمالية كما سيقلل من الحاجة إلى رجال أمن لحراسة القوافل التي تنقل تلك السلع. وقد طفت القضية على السطح، الشهر الماضي، عندما نشر الجيش إشعارا بأنه زاد على نحو عاجل عدد فرق المتعاقدين الأمنيين التي تقوم بحراسة قوافل الأطعمة والوقود التي تأتي من الكويت. وكانت وحدات الجيش تقوم في السابق بتوفير حراس أمن لسائقي الشاحنات التي تستأجرها وكالة الخدمات اللوجيستية بوزارة الدفاع لحماية البعثات. وذكر الجيش، في محاولة لتبرير هذا العقد الموسع، أنه دون وجود الكثير من المتعاقدين الأمنيين، ستضطر بعض وحدات الجيش التي يفترض أن تغادر بحلول 31 ديسمبر (كانون الأول) «إلى البقاء في الساحة فترة أطول من الفترة المحددة وذلك لتوفير الحراسة وتأجيل عمليات إعادة الانتشار».

وذكر الجيش أنه قام بالتعاقد مع شركة أمن خاصة تقوم بحماية قوافل الوقود والأطعمة داخل العراق. وقد أبرم العقد مع شركة «أوليف غروب نورث أميركا»، منذ شهر يوليو (تموز) لتوفير 10 فرق حراسة، وذلك وفقا للإشعار الذي ذكره الجيش. وستتولى تلك الشركة مسؤولية توفير الأمن للشحنات القادمة من الكويت بينما تقوم الآن بتوفير 45 فرقة حراسة للقوافل.

في الوقت نفسه، تبحث وزارة الخارجية عن أشخاص يتمتعون بخبرة لإدارة أسطول من المروحيات والطائرات التي ستحتاج إليها بعد رحيل القوات الأميركية من العراق. وذكرت وزارة الخارجية، هذا الأسبوع، أنها ستتقدم بإشعار بأنها ستسعى للبحث عن متعهد يقوم بإدارة عمليات صيانة مجمع السفارة الأميركية في بغداد بالكامل. ويتكون هذا المجمع، الذي يقع في منطقة كانت تعرف قبل ذلك باسم المنطقة الخضراء، «من 38 بناية ومحطة خدمات و16 برجا للحراسة، والذي يقع على مساحة تبلغ 104 فدادين تقريبا»، وذلك بحسب الإشعار.

* خدمة «واشنطن بوست» خاص بـ«الشرق الأوسط»