علق البيت الأبيض بحذر على خبر طرد المتظاهرين المعتصمين ضد «وول ستريت» من إحدى حدائق نيويورك أول من أمس، معتبرا أن التوصل إلى توازن بين حرية التعبير والأمن العام من مسؤولية سلطات البلدية. وردا على أسئلة صحافيين حول رد فعل الرئيس باراك أوباما على طرد معتصمين من حديقة كانوا يحتلونها منذ 17 سبتمبر (أيلول) في حي «وول ستريت» المالي أكد المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني أن أوباما «على اطلاع عبر معلومات صحافية». وأضاف كارني من على متن الطائرة الرئاسية التي كانت تنقل أوباما من هاواي إلى أستراليا حيث بدأ أمس زيارة من يومين: «موقفنا هو أنه على كل بلدية أن تتخذ قراراتها الخاصة حول كيفية إدارة هذه المشاكل». وتابع: «نأمل ونرغب في أن تسعى (البلديات) إلى توازن بين تقاليد حرية الاجتماع وحرية التعبير السارية منذ فترة طويلة في هذه البلاد، والأهمية الكبيرة لفرض احترام القانون والحفاظ على النظام، وعلى ظروف السلامة العامة التي شكلت مبعث قلق في هذه الحالة».
وكان قاض «جمد» لفترة محدودة صباح أول من أمس أمر إخلاء الساحة في حي بورصة وول ستريت المالي في قرار نظري علما بأن الساحة أخليت بالكامل ليلا. وكتب القاضي مايكل ستالمان أن «طلب تعليق أمر الإخلاء مؤقتا رفض». وأوضح أن المتظاهرين «فشلوا في إثبات أن مكوثهم في حديقة زوكوتي هو حق لهم بموجب التعديل الأول» للدستور الأميركي حول حرية التعبير، حسبما قال في حكمه. وتابع القاضي أن «الخيام والمعدات والمولدات والمنشآت» التابعة لحركة «احتلال وول ستريت» تتعارض مع «حقوق وموجبات المالك في صيانة الحديقة، وحقوق الأشخاص الذين يرغبون في الاستفادة من هذا المكان في أمان».
وكان مئات المحتجين يعتصمون في الساحة منذ انطلاق الحركة في 17 سبتمبر في نيويورك، لتنتشر إلى مختلف المدن الأميركية الكبرى، ودول أخرى في أوروبا.
وفي لندن قدمت سلطات العاصمة إلى أصحاب الخيام المعتصمين قرب كنيسة سانت بول، أوامر بإخلاء المكان، في غضون يوم أو مواجهة تحرك قضائي ضدهم. واعتبرت أوامر الإخلاء أن نصب الخيام في المكان يعد عائقا «غير قانوني» تم وضعه أمام طريق، وطالبت المتظاهرين بإخلاء المكان بحلول السادسة من مساء اليوم.
وتم نصب نحو 200 خيمة، منذ 15 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، قرب كنيسة سانت بول، احتجاجا على الرأسمالية. وقال المتظاهرون إنهم سيقاومون محاولات إجلائهم. وقالت المتحدثة باسم الحركة الاحتجاجية ناعومي كولفين: «سنتحدى ذلك. سنتحدث إلى فريقنا القضائي، وسنقاوم».