الناطق باسم «المجلس العسكري» لـ «الشرق الأوسط»: هاجمنا المبنى الإداري وحرصنا على تجنب السجناء

«الجيش الحر» يهاجم مقر الاستخبارات الجوية السورية في حرستا

TT

يبدو أن طبيعة الصراع سوف تأخذ منحى جديدا بين «الجيش السوري الحر» الذي يضم عناصر منشقة رفضت إطلاق النار على المتظاهرين والجيش النظامي الموالي للأسد في الأيام المقبلة، حيث قامت فجر أمس مجموعة من العناصر المنشقة التابعة لـ«الجيش الحر» بمهاجمة مجمع كبير للمخابرات الجوية في مدينة حرستا القريبة من العاصمة السورية دمشق واشتبكت مع عناصر موالية للأسد كانت تقوم بحراسة المجمع فأردت عددا منهم بين قتيل وجريح.

وأكد الناطق الرسمي باسم «المجلس العسكري» الذي أنشأه «الجيش الحر»، الرائد ماهر رحمون لـ«الشرق الأوسط» أن وحدة من «الجيش الحر» هاجمت المبنى الإداري في فرع المخابرات الجوية الخاص بالمنطقة الجنوبية من جهات عدة. موضحا أن المهاجمين أطلقوا قذائف صاروخية على المبنى من مسافة 300 متر وانسحبوا من دون أية خسائر في الأرواح لدى المهاجمين، مشيرا إلى أن سيارات إسعاف كثيرة هرعت إلى مكان الهجوم مما يؤشر إلى وجود إصابات في صفوف عناصر الاستخبارات. وشدد رحمون على أن «العملية تمت بالتنسيق مع عملاء في الداخل وبعد رصد دقيق لـ15 يوما تجنبا لإصابة مدنيين من السجناء».

وفي حين أكدت الهيئة العامة للثورة السورية خبر الهجوم، شرحت مصادر النشطاء السوريين لوسائل الإعلام تفاصيل ما حدث، فقالوا إن «المنشقين هاجموا مجمعا للاستخبارات على أطراف دمشق في ساعة مبكرة اليوم (أمس) الأربعاء، في أول هجوم يعلن عنه على منشأة أمنية كبيرة منذ بدء الانتفاضة على الرئيس بشار الأسد».

وأضافت مصادر النشطاء أن أعضاء «جيش سوريا الحر» أطلقوا قذائف «آر بي جيه»، ونيران مدافع رشاشة، على مجمع كبير لاستخبارات القوات الجوية يقع على الطرف الشمالي للعاصمة على طريق دمشق - حلب البري السريع، في نحو الساعة الثانية والنصف صباحا. وأعقب ذلك نشوب معركة بالأسلحة النارية وحلقت مروحيات فوق المنطقة. وقالت المصادر إنه لم ترد على الفور أنباء عن وقوع إصابات، وإن المنطقة التي وقع فيها القتال ما زال يصعب الوصول إليها.

وتعد إدارة المخابرات الجوية في سوريا التي يرأسها العميد جميل حسن، واحدة من أكثر الأجهزة الأمنية شراسة في مواجهة حركة الاحتجاج الواسعة ضد الرئيس بشار الأسد؛ إذا يشير ناشطون معارضون إلى أن معظم الجثث التي تفارق الحياة تحت التعذيب تسلم إلى ذويهم من إحدى مفارز هذه الإدارة. وهذا ما حدث، وفقا للمعارضين، مع الناشط غياث مطر؛ حيث قامت المخابرات الجوية باقتلاع حنجرته وتسليمه إلى أهله جثة هامدة.

ويلفت أحد المعارضين السوريين إلى أن عمليات «الجيش السوري الحر» ضد مقر المخابرات الجوية فجر أمس تأتي بعد سلسلة تحذيرات وجهتها قيادة هذا الجيش لأركان النظام السوري طالبين الإفراج عن جميع المعتقلين في السجون الأسدية وإيقاف عمليات القمع ضد المحتجين المطالبين بإسقاط نظام بشار الأسد، وإلا سيتم استهداف الأجهزة الأمنية المعنية بشكل رئيسي بتنفيذ عمليات القمع والتنكيل.

ويرى المعارض السوري المقيم في بيروت أن «هذه العمليات ستتصاعد ضد الأجهزة الأمنية كافة، خاصة تلك التي تقوم بملاحقة المنشقين وتصفيتهم وهي المخابرات الجوية والاستخبارات العسكرية». ويضيف: «كلما تم استهداف الأمن والمخابرات، سيضعف النظام السوري أكثر، لان الأجهزة الأمنية هي العصب الرئيسي لهذا النظام بعد الجيش الذي تتسع حركة الانشقاق في صفوفه بشكل كبير».

وتنتشر مقار جهاز المخابرات الجوية في جميع المدن السورية؛ حيث تتدخل عناصر هذا الجهاز في معظم القضايا الحياتية للمواطنين، وكثيرا ما يستدعي الناس لأسباب مدنية صرفة، وفقا للناشطين. ومنذ فترة طويلة تم استحداث سرايا مكافحة الإرهاب المولجة بمتابعة الإرهابيين واعتقالهم، ليتم إلحاقها بهذا الجهاز، الأمر الذي جعل المخابرات الجوية أكثر الأجهزة الأمنية السورية شراسة في التعامل مع المواطنين السوريين.

وقد تم تأسيس إدارة المخابرات الجوية في أوائل السبعينات برعاية من الرئيس حافظ الأسد وكانت تتبع قيادة القوات الجوية وتقيم مفارز صغيرة في المطارات، قبل أن يتم إعطاؤها صفة مستقلة لتمارس مثل بقية الأجهزة الأمنية سطوة على جميع مناحي الحياة في المجتمع السوري.