هجوم على مسيرة للمسيحيين في القاهرة يعيد للأذهان المخاوف من تكرار أحداث «ماسبيرو»

الشرطة تدخلت لصد المعتدين وأطلقت النار في الهواء والقنابل المسيلة للدموع

TT

تعرضت مسيرة للمسيحيين خرجت من منطقة شبرا (شمال القاهرة) متجهة إلى محيط مبنى الإذاعة والتلفزيون الحكومي بوسط القاهرة، إحياء لذكرى مرور 40 يوما على ضحايا أحداث «ماسبيرو» التي وقعت الشهر الماضي، للرشق بالحجارة والزجاجات الحارقة (المولوتوف) عند خروجها من منطقة شبرا، في تكرار لما حدث يوم 9 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وكانت إرهاصة لاشتباكات بين الجيش ومتظاهرين مسيحيين أسفرت عن نحو 400 ضحية بين قتيل ومصاب، أغلبهم من المسيحيين.

وذكرت وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية أن نحو 100 مسيحي تجمعوا في منطقة دوران شبرا رافعين لافتات كتب عليها «حركة الأقباط الأحرار»، ورددوا هتافات ورفعوا شعارات أثارت غضب جموع الأهالي في المنطقة، مما أدى إلى حدوث احتكاك تحول إلى تراشق بالحجارة والزجاجات، مشيرة إلى أن عناصر من الشرطة المدنية تدخلت وسيطرت على الموقف.

إلا أن شهود عيان قالوا لـ«الشرق الأوسط» إن المسيرة المسيحية تعرضت في منطقة دوران شبرا للرشق بالحجارة والمولوتوف من قبل مجهولين، مؤكدين أن قوات الشرطة أطلقت الرصاص في الهواء والقنابل المسيلة للدموع، فهرب المهاجمون.

وأضاف شهود العيان أن الهجوم أسفر عن إصابة 20 شخصا، تم نقلهم إلى المستشفى القبطي بشارع رمسيس ومستشفى الراعي الصالح بشبرا.

من جانبه، قال القس فلوباتير جميل، راعي كنيسة الطوابق بفيصل وأحد قيادات «اتحاد شباب ماسبيرو»، إن مسيرة الأمس حصلت على تصريح مسبق من الجهات المسؤولة، مؤكدا «نحرص على إبلاغ الجهات الأمنية بتنظيم أي مسيرة قبل القيام بها، لتجنب تكرار أحداث ماسبيرو التي وقعت الشهر الماضي».

وأضاف جميل «رغم أن اتحاد شباب ماسبيرو لم يشارك في المسيرة، فإنه يعلن تضامنه الكامل ومساندته لها»، محملا الجهات الأمنية التي منحتهم التصريح بالمسيرة المسؤولية عن أي اعتداء عليها.

وقررت الحركات المسيحية التي كانت تعتزم تنظيم مسيرة بالمراكب النيلية بمنطقة ماسبيرو أمس في ذكرى الأربعين لضحايا أحداث ماسبيرو إلغاءها بعد تلك الاشتباكات خشية تكرارها.

وتعيش مصر هذه الأيام على صفيح ساخن بسبب اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية التي ستبدأ مرحلتها الأولى يوم 28 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي من ناحية، ومليونية «تسليم السلطة» التي دعت قوى وأحزاب سياسية - على رأسها جماعة الإخوان المسلمين - لتنظيمها اليوم (الجمعة) بميدان التحرير من جهة أخرى.