مناهضو الرأسمالية يرفضون وقف اعتصامهم في لندن

مشاجرات بين نشطاء «لنحتل وول ستريت» وموظفي البورصة في نيويورك

TT

رفض المتظاهرون المناهضون للرأسمالية الجشعة وقف اعتصامهم وإزالة خيامهم، من قرب كنيسة سانت بول، وسط لندن، رغم منحهم مهلة بذلك انتهت مساء أمس، تحذرهم من مواجهة القضاء. وكانت سلطات العاصمة البريطانية قد قدمت أول من أمس للمعتصمين أوامر بإزالة الخيام بحلول السادسة من مساء الخميس. وردا على ذلك، قالت مجموعة «لنحتل لندن»، إنها لن تغادر المكان، إلا أنها ستنظم، في موعد انتهاء المهلة، وقفة خارج الكنيسة.a وكانت سلطات لندن قالت إنه في حال رفض المعتصمين إزالة الخيام، فإنها ستلجأ إلى القضاء لاستصدار أوامر بإخلائها، وهو إجراء قد يطول شهورا. وهناك نحو مائتي خيمة تم نصبها قرب كنيسة سانت بول، منذ 15 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، ضد الرأسمالية الجشعة، وذلك استلهاما من حركة «لنحتل وول ستريت» في نيويورك.

وفي نيويورك، تجمع نحو ألف محتج في «وول ستريت» أمس، بينما اندلعت اشتباكات خارج بورصة نيويورك في خضم مواجهة مع الشرطة. واشتبك النشطاء مع رجال يرتدون الملابس الرسمية حاولوا المرور عبر المحتجين للوصول إلى مكان عملهم في بداية يوم من الاحتجاجات لاستعراض القوة من جانب حركة «لنحتل وول ستريت». وقالت وكالة الصحافة الفرنسية إن الشرطة اعتقلت نحو 12 شخصا. وهتف المحتجون «وول ستريت (البورصة) مغلقة!»، وقد شبكوا بين أذرعهم مشكلين حاجزا لعرقلة الوصول إلى البورصة التي تمثل بؤرة احتجاجهم، وهي الاحتجاجات التي انتشرت في مدن أخرى في الولايات المتحدة وخارجها.

وفي البداية، شاب التوتر الاحتجاجات من دون أن يتفجر العنف، فيما استخدمت الشرطة متاريس لاحتواء مجموعات النشطاء للإبقاء على الحي التجاري مفتوحا، كما انتشر أفراد للشرطة يمتطون الجياد خارج مبنى البورصة.

وجاءت الجولة الجديدة من الاحتجاجات على عدم التكافؤ الاقتصادي ونفوذ الأثرياء الذين تبلغ نسبتهم 1 في المائة من المجتمع الأميركي بعد قرار عمدة نيويورك مايكل بلومبرغ قبل أيام إرسال الشرطة لإزالة مخيم احتجاجي مكتظ في ساحة زوكوتي قرب وول ستريت. وقالت جيسيكا لينغل (28 عاما) وهي مكتبية من نيوجيرسي «نريد أن نظهر أننا أكبر من ساحة زوكوتي بارك، وأننا لن نتوقف ولن نذعن لأساليب الشرطة الوحشية». وقام محامون متطوعون بعرض مساعدتهم على النشطاء وحثهم على رفض التحدث إلى الشرطة وطلب محام فور تعرض أي منهم للاعتقال.

وكانت احتجاجات سابقة ضمن حركة «لنحتل وول ستريت» قد شهدت اعتقال العشرات، بسبب شل حركة الطريق ومخالفات أخرى. وبينما أكد نائب عمدة نيويورك هوارد ولفسون على شبكة «سي إن إن» في وقت مبكر أمس حق الاحتجاج السلمي وفق الدستور الأميركي، فإنه أشار إلى أن العدد الضخم من النشطاء يمكن أن يسد الطريق أثناء ساعة الذروة الصباحية. وقال «إذا خرقوا القانون سنتعامل معهم بالطبع».