إحراق صور ميقاتي في مظاهرة بطرابلس تطالب بإسقاط النظام السوري

المشاركون في المسيرة رددوا هتافات «جاي دورك حزب الله»

متظاهرون لبنانيون وسوريون يهتفون ضد النظام السوري في طرابلس، شمال لبنان أمس (رويترز)
TT

نظّمت هيئة «علماء الصحوة الإسلامية» في مدينة طرابلس (شمال لبنان)، مظاهرة تضامنا مع الشعب السوري، انطلقت من مسجد حمزة في منطقة القبّة بعد صلاة الجمعة، وضمّت ما يزيد على 500 شخص، لبنانيين وسوريين، جال خلالها المتظاهرون في شوارع المنطقة، مطالبين بتدخل الجامعة العربية بشكل فاعل لوقف القتل في سوريا، وإسقاط الرئيس السوري بشار الأسد ونظامه.

ورفع المتظاهرون لافتات تطالب بسحب السفراء العرب والأجانب من سوريا، وأعلام سوريا في عهد الاستقلال (أخضر وأبيض وأسود مع ثلاثة نجوم حمراء) ورايات «لا إله إلا الله محمد رسول الله»، وأطلقوا هتافات منددة بالحكومة اللبنانية وحزب الله، مثل «جاي دورك حزب الله»، و«الشعب يريد إسقاط نجيب (ميقاتي)». وأقدم بعض المتظاهرين على إحراق صورة لرئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي.

وبعد استكمال المسيرة تجمّع المتظاهرون في ساحة «ابن سينا»، وألقى رئيس «هيئة علماء الصحوة الإسلامية» الشيخ زكريا المصري، خطابا ركّز فيه على أهمية دور الجامعة العربية وموقفها الحازم ضدّ النظام السوري الذي من شأنه أن يوقف نهر الدم الجاري في سوريا». وشدد على ضرورة «تثبيت تعليق عضوية سوريا في الجامعة العربية وعدم إعطاء (الرئيس السوري) بشار الأسد ونظامه الفرصة تلو الأخرى، لأن هذا النظام لا يؤمن بالحوار وهو لن يوقف مسلسل القتل والمجازر والمذابح التي يرتكبها بحق شعبه». وناشد كل الدول العربية «تطويق هذا النظام الديكتاتوري والتحالف مع الحلف الأطلسي من أجل التخلص منه ومن إجرامه». وشنّ الشيخ المصري هجوما عنيفا على حزب الله متهما إياه بـ«العمل على إلحاق لبنان بالمشروع الفارسي الكبير الذي يمتد من إيران إلى العراق وسوريا ولبنان وفلسطين»، معتبرا أن «حزب الله هو من يسعى إلى خلق الفتنة وشق العالم الإسلامي».

إلى ذلك، أكد الشيخ المصري في اتصال مع «الشرق الأوسط»، أن «المظاهرة التي نُظمت (أمس)، هي من ضمن المظاهرات الأسبوعية التي تقيمها الهيئة (علماء الصحوة الإسلامية) وستستمر إلى حين إسقاط نظام الأسد ونيل الشعب السوري المقهور حقه في الحرية والحياة الآمنة والكريمة». وردا على سؤال أعلن أن «منظمي المظاهرة لا يتبنون إحراق صورة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي»، متهما من سماهم «أشخاصا مندسين من أعوان حزب الله وجماعة النظام السوري، دخلوا على الخط وعمدوا إلى إحراق هذه الصورة في محاولة منهم لخلق فتنة بين أبناء طرابلس عموما وأبناء الطائفة السنية خصوصا». لكنه دعا ميقاتي إلى «الاستقالة والتخلّص من أعباء وتبعات حكومة حزب الله وعدم حمل أوزارها». وخاطب ميقاتي قائلا له «أنت منا ولنا، وعليك أن تحذر عناد وخداع حلفاء سوريا في لبنان، فهؤلاء قد يعرضون لبنان لضربة أطلسية برفضهم تسليم قتلة الرئيس رفيق الحريري إلى العدالة الدولية، ورفضهم تمويل المحكمة الدولية، ولذلك أنت أمام خيارين إما مواجهتهم وإما الاستقالة».

إلى ذلك، قال السفير السوري في لبنان علي عبد الكريم علي، بعد لقائه رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري، إن «الأوراق السورية أقوى وإن هذه الضغوط الدولية ستتهاوى أمام الوحدة الوطنية السورية وأمام السياسة المتوازنة المسؤولة التي تواجه كل هذه التحديات». وأوضح أن «الإصلاحات التي يقودها الرئيس الأسد، رغم كل الضجيج الإعلامي وكل محاولات تزوير الحقائق، تصل إلى نتائج إيجابية على الأرض وأن الالتفاف الشعبي الواسع هو رد على هذه الضغوط وعلى محاولة الإملاءات الخارجية، وخصوصا بعد اقتراب موعد الانسحاب الأميركي من العراق الذي يشكل هزيمة لهذه السياسة ولهذه الرهانات». وقال: «إن النتائج إن شاء الله مطمئنة وكبيرة والحصانة السورية على الأرض تزداد وتقوى والحوار الذي دعا إليه الرئيس الأسد يلقى الصدى الواسع والتجاوب الكبير عبر الاندفاعة الشعبية الواسعة التي تكبر كل يوم في كل المدن السورية وأيضا في المغتربات السورية التي تؤكد ولاءها للوطن وتمسكها بالسيادة وبنهج المقاومة والحفاظ على الحقوق والكرامة والدفاع عن حق الأمة كلها في استعادة الأرض». ورأى أن «العالم بقواه الحية والكبيرة في الصين وروسيا والهند والبرازيل وكل أميركا الجنوبية وإيران، وأيضا الشارع العربي والإسلامي هو نصير سوريا وسياستها ويجب أن نقرأ أيضا الوجه الآخر للعقوبات الاقتصادية لأن الذي يهدد والذي يحاصر هو أيضا عرضة للحصار».