ناشطون سوريون أسرى شققهم في لبنان.. خوفا من الملاحقات الأمنية

اتهموا حزب الله بملاحقتهم وتسليمهم للسلطات السورية

TT

يؤكد معظم الناشطين السوريين الساكنين في شقق صغيرة في طرابلس وعكار في شمال لبنان أن «عملهم صار على قدر أكبر من الأهمية في هذه المرحلة الدقيقة التي تمر فيها سوريا»، مشددين على «ضرورة متابعة الوضع بشكل مكثف لأن العمل صار يحتاج إلى جهود أكبر للوصول إلى إسقاط النظام». لا يخرجون من بيوتهم إلا في حالات نادرة لشراء أغراض ما أو لتأمين وضع بعض الجرحى. يحاولون بالتنسيق في ما بينهم «متابعة وضع النازحين في شمال لبنان حيث يعيشون في خوف وضمن ظروف معيشية وإنسانية سيئة للغاية»، وفق خالد (اسم مستعار). خالد يتنقل بشكل يومي بين عكار وطرابلس لـ«التنسيق بين الناشطين في الشمال لمتابعة المساعدات للأهالي الهاربين من بطش القوات الأمنية السورية، حيث يصل عددهم إلى 10 آلاف شخص رغم أن هيئة الإغاثة تؤكد على أن عددهم يصل إلى 3 آلاف فقط» بحسب خالد.

يتخفى هؤلاء الناشطون وراء أسماء وهمية، ويتحركون بشكل حذر في لبنان، «لأن معظمنا معرض للقتل والاختطاف» وفق جمال (اسم مستعار) أحد الناشطين من منطقة القصير الحدودية.

جمال الذي هرب إلى لبنان منذ 3 أشهر، يقطن في شقة في طرابلس مع عدد من الناشطين، يقول: «لا ننام إلا ساعات قليلة ونحن نتابع كل شيء»، مضيفا: «نتواصل مع الناشطين في المناطق السورية ونستقصي حول تفاصيل ما يجري ونزود الإعلام بالأرقام والمعلومات»، مشددا على أن «عمل الناشطين في لبنان لا غطاء سياسيا أو أمنيا أو إنسانيا له. نمشي على بركة الله ونحن نواصل جهودنا حتى نسقط نظام المجرم بشار الأسد».

يتابع الناشطون بشكل يومي مجريات الوضع السوري بكل تفاصيله. يوزعون مهامهم بشكل جدي. لا تبقى في غرفهم سوى علب السجائر وفناجين القهوة. هي «عدة» العمل اليومية، يوضح رامي (اسم مستعار) أحد الناشطين الميدانيين لدعم الانتفاضة السورية من لبنان أن «الجهود تتكامل بين الناشطين، كل من خلال مهمته لمساعدة النازحين السوريين الموجودين في لبنان من جهة، عبر تأمين حاجاتهم ومساعدتهم لتلقي العلاج، خصوصا أن بعضهم جرحى هربوا إلى لبنان لإتمام علاجهم، وتأمين الدعم للثوار في الداخل السوري من جهة أخرى»، مشيرا إلى أن «عمل التنسيقيات الميدانية في لبنان هي من أجل إيجاد ربط مباشر بين ناشطي الداخل والخارج لتحقيق أهداف الانتفاضة».

عبيدة (اسم مستعار) ناشط سياسي يعمل ضمن «مجلس الثورة في محافظة حمص» يشير إلى أن «تحرك الناشطين في لبنان هو الأخطر هذه الأيام، خصوصا بعد أن تعرض معظمهم لملاحقات أمنية ومحاولات اغتيال من قبل مؤيدين للنظام السوري»، مؤكدا أن «معظم الناشطين يسكنون في طرابلس وعكار لمعرفتهم أن هذه المنطقة تؤيد الشعب السوري وترفض معاملة النظام القاسية بحقهم». ويشدد على أن «الناشطين لا يستطيعون التحرك في بيروت بسبب انتشار عملاء خلايا حزب الله الأمنية التي تعمل على اصطياد الناشطين وتسليمهم للقوى الأمنية ليصار إلى قتلهم وتعذيبهم في سوريا».