وزير الدفاع الأميركي: العزلة الدبلوماسية والعقوبات أفضل وسيلة لمواجهة طهران

موسكو تحدث أجهزة للإنذار المبكر لمراقبة برنامج الصواريخ الإيراني

TT

حذر وزير الدفاع الأميركي، ليون بانيتا، مما سماه «عواقب اقتصادية» في حال توجيه ضربة عسكرية على إيران بسبب برنامجها النووي المثير للجدل، خصوصا التقرير الأخير الذي أصدرته وكالة الطاقة الذرية عن مساعٍ إيرانية لإنتاج رأس نووي يحمله صاروخ عابر للقارات. وفي تطور لافت، كشفت موسكو عن أنها بصدد تحديث المعدات في قاعدة رادار للإنذار المبكر تابعة لها في أذربيجان بسبب تزايد قدرة الجمهورية الإسلامية على إطلاق صاروخ طويل المدى. وقال وزير الدفاع الأميركي إنه سيثير مخاوف الولايات المتحدة من العواقب غير المقصودة لتوجيه أي ضربة عسكرية لإيران، خلال محادثات مع نظيره الإسرائيلي أمس، بما في ذلك أثرها المحتمل على الاقتصاد العالمي. كان بانيتا يتحدث للصحافيين الذين يسافرون معه إلى كندا، مساء أول من أمس، وقال: إن الولايات المتحدة تعتقد أن أكثر السبل فعالية لمواجهة إيران ما زال هو استخدام الضغط الدبلوماسي والعقوبات، لمحاولة كبح جماح البرنامج النووي لطهران. وتابع: «من الواضح أن الذهاب أبعد من ذلك يثير قلقنا بشأن العواقب غير المقصودة التي قد تنجم عنه».

وأشار إلى تحليل أميركي يفيد بأن توجيه ضربة إلى إيران سيؤخر البرنامج النووي لإيران عاما أو عامين على الأكثر، وأضاف أنه ستكون له أيضا انعكاسات على القوات الأميركية في المنطقة، حسبما أوردته وكالة «رويترز».

وقال بانيتا: «يجب أن أقول لكم ثالثا: إنه ستكون لذلك عواقب اقتصادية قد تؤثر لا على اقتصادنا فحسب ولكن على الاقتصاد العالمي»، وتابع: «لذلك فإن هذه الأمور تتعين دراستها جميعا».

وكان من المقرر أن يحضر بانيتا منتدى أمنيا في هاليفاكس بكندا، ويعقد أيضا محادثات ثنائية مع وزير الدفاع الإسرائيلي، إيهود باراك، في وقت لاحق من أمس.

وقال بانيتا حينما سُئل عن الرسالة التي سيوصلها إلى باراك: «إنني أثرت تلك النقاط من قبل وسوف أناقشها ثانية». وأضاف: «الولايات المتحدة تشعر بقوة أن السبيل إلى معالجة ذلك من خلال العمل مع حلفائنا والعمل مع المجتمع الدولي لتطوير العقوبات والجهود الدبلوماسية التي تفرض مزيدا من العزلة على إيران»، واختتم مؤكدا: «ذلك هو أكثر السبل فعالية لمواجهتهم في هذه المرحلة».

إلى ذلك، قال وزير الدفاع الروسي أناتولي سيرديوكوف، أمس، إن بلاده تريد تحديث المعدات في قاعدة رادار للإنذار المبكر تابعة لها في أذربيجان بسبب تزايد قدرة إيران على إطلاق صاروخ طويل المدى. ونقلت وكالة «إنترفاكس» الروسية للأنباء عن سيرديوكوف قوله: «نحتاج هذه المحطة ونريد تحديثها.. نريد عمل ذلك لتتسنى لنا مراقبة برنامج الصواريخ الإيراني»، حسبما أوردته وكالة الأنباء الألمانية. وأشار، خلال تصريحات أدلى بها في موسكو، إلى أن بلاده تقوم بتحديث دفاعاتها الجوية، موضحا أن موقع المراقبة الذي استأجرته روسيا بالقرب من بلدة جابالا في أذربيجان يشكل حلقة مهمة في شبكة الإنذار المبكر الروسية.

وتدفع روسيا إلى أذربيجان 14 مليون دولار سنويا مقابل استئجار موقع جابالا. وتشهد المحادثات بين الجانبين تقدما لتجديد عقد الإيجار في الوقت الذي تريد فيه باكو رفع قيمته، بينما تقترح موسكو إبقاءها دون تغيير.

ويمثل نظام الدفاع الصاروخي مسألة مثيرة للخلاف بين روسيا وحلف شمال الأطلسي (ناتو)، الذي أعلن عن خطط لإقامة درع صاروخية في أوروبا لحماية المنطقة من هجوم محتمل من الشرق الأوسط ومن إيران على وجه التحديد.