رغم تهديدهم بمواجهة المحكمة.. محتلو بورصة لندن يزحفون ويسيطرون على مبنى بنك سويسري

الرأسمالية ترتجف على وقع خطوات المحتجين

متظاهرون يحتلون مبنى «يو بي أس» في لندن أمس (إ.ب.أ)
TT

بعد 48 ساعة من انقضاء الموعد النهائي للإشعار الذي أصدرته مؤسسة مدينة لندن القاضي بإخلاء الساحة الواقعة خارج كاتدرائية القديس بولس من خيام المتظاهرين ضد الرأسمالية وسط لندن، زحف المتظاهرون شرقا محتلين مكتبا فارغا تابعا لبنك «يو بي إس» السويسري في منطقه هاكني؛ حيث يقع المبنى على 4 طوابق ويضم العشرات من الغرف التابعة للبنك يعتقد أنها كانت فارغة لسنوات عدة.

ويعتبر هذا الموقع هو الثالث الذي يحتله المحتجون، بجانب معسكراتهم في كل من باحة كنيسة القديس بولس وفينسبوري سكوير. وعلق المحتلون شعارات قبالة واجهة المبنى كتب عليها «يو بي إس.. إنكم مدينون لنا» و«احتلوا لندن».

كانت بلدية لندن قد منحت المحتجين، يوم الأربعاء الماضي، 24 ساعة لحزم أمتعتهم وإخلاء المنطقة ونقل خيامهم ومعداتهم منها قبل الساعة السادسة مساء أو مواجهة إجراءات المحكمة العليا، إلا أن ذلك لم يغير موقف المتظاهرين، فلم يغادر أي ناشط من هؤلاء المخيمات.

وعلى دقات جرس الكاتدرائية واجه المحتجون ساعة الموعد النهائي بـ«صرخة صامتة»؛ حيث رفعوا أيديهم في صمت لمدة دقيقة واحدة في بادرة تضامن ضد قرار الإخلاء.

وعبَّر المتحدث باسم المخيم نيثان كرافس لـ«الشرق الأوسط» عن عدم قلقه من الإجراءات القانونية وقال إن «عدد المتظاهرين 500 ولم ينقص فرد منذ إصدار الإشعار»، مشيرا إلى أن الإشعار يختص فقط بأراضي العامة، في حين لا تغطي الأراضي التي تملكها الكنيسة هذا الإشعار.

ويخيم المتظاهرون خارج كاتدرائية القديس بولس في حي لندن المالي الذي يضم بورصة لندن منذ 15 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي بهدف تسليط الضوء على عدم المساواة الناجمة عن سوء إدارة الاقتصاد في البلاد.

ويحتج هؤلاء على الطريقة التي تدار بها البلاد اقتصاديا، وتسلل الفساد لنظام المصارف، وعليه ارتفعت معدلات التضخم ومعدلات البطالة وبجانب تدني مستويات المعيشة؛ حيث يطالبون بإعادة تنظيم نظام المصارف بشكل يفيد التجار وعامة الناس على حد سواء.

من جانبهم، أكد عدد من رجال الشرطة القائمين على حراسة ساحة كاتدرائية القديس بولس أنه لم يتم إعطاؤهم الضوء الأخضر للقيام بعملية الإخلاء حتى الآن؛ إذ ينتظر أن تصدر محكمة العدل العليا أوامر بشأن حيازة المعدات من دون إشعار هذا الأسبوع.

هذا من جانب، أما من جانب آخر فتبدو منطقة المحتجين مترامية الأطراف في الساحة المحيطة بكاتدرائية القديس بولس بقعة تنتشر فيها رائحة الماريغوانا والكحول، وتتعالى فيها لهجات الطبقة المتوسطة. وغطت أرصفة الساحة كتابات ورسومات، بينما امتلأت جدران المباني القريبة منها بمئات الملصقات ذات الشعارات الثورية.

وأعرب عدد من العاملين في بعض المؤسسات التي تحيط بموقع المتظاهرين لـ«الشرق الأوسط» عن قلقهم من سلوك المتظاهرين ليلا وإثارة الضوضاء نهارا. وقال جيم كيركنس ويعمل في مصرف «مملكة اسكوتلندا» إن مكبرات الصوت التي يستخدمها المتظاهرون تشتت عمله. «الطريق مليء بالثملين.. لا أرى أي مهنية في هؤلاء المتظاهرين، إنهم يبولون ويسعلون كل مكان! إذا كانوا يرغبون في التعبير عن مطالبهم فلا بد من التزام سلوك مسؤول»، في المقابل وصفهم ويزلي ستيفنز، ويعمل في شركة تأمين مقابلة تماما لموقع المحتجين، بأنهم «مجموعة فوضوية»، مشيرا إلى أنه يواجه المضايقات والتعليقات من قبل المخمورين عند خروجه من العمل مساء.

في حين أكد عامل في أحد المطاعم السريعة التي تقدم الأكل الصيني أن مطعمة تعرَّض للسرقة مرارا من بعض المتظاهرين الذين يخبئون أطباق الغذاء تحت صحف يحملونها ويهربون.. ويقول: «لا أستطيع فعل شيء.. معظم المتظاهرين يرتدون أقنعة لحجب وجوههم ويرتكبون بسببها السرقات». من جانبها، ذكرت حارسة أمن كانت تقف أمام مدخل الطريق المؤدي لمبنى البورصة لـ«الشرق الأوسط» أن المتظاهرين يثيرون الرعب كل مساء محاولين تسلق هذه الحواجز - حواجز تفصل بين ساحة القديس بولس التي يتجمع فيها المتظاهرون والمنطقة التي يوجد فيها مبنى البورصة.

وقد عقدت بلدية لندن محادثات مع المتظاهرين للتوصل إلى اتفاق يهدف لإيجاد حل وسط من شأنه أن يسمح للمتظاهرين بالبقاء في الموقع حتى يناير (كانون الثاني) في حال أزالوا الخيام. لكن هذه المحادثات فشلت، مما حدا بالبلدية إلى التقدم بطلب من المحكمة لإصدار إشعار يسمح بطرد كل شخص يشارك أو ينصب الخيام أو غيرها من الهياكل في كاتدرائية القديس بولس.

هذا، ومن المتوقع أن تعقد المحكمة العليا جلسة الأسبوع المقبل بشأن عملية تنفيذ الإخلاء.