جمعيات حقوقية تطالب الرئيس التونسي بإدانة إعدام يسري الطريقي في العراق

«النهضة» تعرب عن أسفها واستيائها للتسرع في تنفيذ الحكم رغم الوعود العراقية

TT

نظمت مجموعة من الجمعيات والمنظمات المدنية والحقوقية، أمس، وقفة احتجاجية بساحة الحكومة بالقصبة، ضمت مئات التونسيين ضد قرار الحكومة العراقية تنفيذ حكم الإعدام بحق الشاب التونسي يسري الطريقي. ورددت تلك الجمعيات عبارات الاستنكار والإدانة ضد من نفذوا ذلك الحكم، وشهدت الاحتجاجات مشاركة مجموعة كبيرة من الجمعيات والمنظمات من بينها جمعية أولياء المعتقلين التونسيين في العراق والمجلس التونسي للحريات ومنظمة «حرية وإنصاف» والهيئة الوطنية لدعم المقاومة ومناهضة التطبيع والصهيونية وجمعية الدفاع عن الأسرى التونسيين.

وطالبت تلك الهياكل فؤاد المبزع، رئيس الدولة المؤقت، بإدانة الجريمة واتخاذ الإجراءات الضرورية لحماية التونسيين، وطالبت الأحزاب السياسية بالدفاع عن وضعية التونسيين في المعتقلات العراقية، ونادت برفع قضايا ضد الحكومة العراقية جرَّاء عدم التزامها بالمواثيق والقوانين الدولية.

حول عملية تنفيذ حكم الإعدام ضد الشباب التونسي، قال الطاهر العوني، رئيس جمعية أولياء المعتقلين التونسيين في العراق: إن تنفيذ الحكم لم يراعِ الوعود الكثيرة التي قطعتها الحكومة العراقية على نفسها، سواء بالنسبة للرئيس التونسي فؤاد المبزع، أو كذلك للشيخ راشد الغنوشي. ودعا إلى الإسراع بإنقاذ بقية التونسيين المساجين هناك، خاصة اثنين من المحكوم عليهم بالإعدام، حتى لا يلقيا المصير نفسه.

وصرح أحمد الطريقي، شقيق يسري، لـ«الشرق الأوسط»، بأن الخبر وصل إليهم عن طريق بعض رفاقه في الزنزانة، وأضاف أن حركة النهضة اتصلت، على الفور، بوزير العدل العراقي، الذي أكد لهم صحة الخبر. وقال أحمد إن العائلة لديها أدلة براءة ابنها، وإن كل الاعترافات أخذت منه تحت التعذيب والعائلة تعتبره شهيدا.

كانت حركة النهضة قد أعلنت، خلال الأسبوع الماضي، عن تدخل شخصي من راشد الغنوشي، زعيم الحركة، لدى رئيس الوزراء العراقي، نوري المالكي، وقالت إنه وعد الغنوشي بإيقاف تنفيذ الحكم والنظر من جديد في ملف القضية. وإثر الإعلان عن تنفيذ الحكم، وقعت الحركة في إحراج وأصدرت بيانا أعربت من خلاله عن «بالغ أسفها واستيائها للتسرع في تنفيذ حكم الإعدام على الرغم من الوعود التي تلقتها بتأجيله حتى إعادة النظر في الملف»، و«جددت عزمها على بذل كل ما في وسعها من جهود لإنقاذ بقية المساجين التونسيين في السجون العراقية».

يُذكر أن السلطات العراقية قد وجهت للتونسي يسري الطريقي تهمة تفجير مرقد الإمامين، وكذلك قتل الصحافية العراقية أطوار بهجت، إلا أنه ظل يؤكد براءته من تلك التهمة، وأن العملية لا يمكن أن ينفذها إلا خبير في المتفجرات، وهو ما ليس في مقدور التونسي يسري الطريقي.

كان يسري الطريقي، البالغ من العمر 27 سنة، قد دخل العراق سنة 2003 وكان طالبا في كلية العلوم بمدينة بنزرت (60 كم شمال تونس) وكان طالبا مميزا، على حد وصف شقيقه.