محللون عراقيون: موقف بغداد من الأزمة السورية طائفي

قالوا إن الحكومة العراقية تخشى تولي السنة الحكم في سوريا

أهالي الدير الشرقي في إدلب يدعون لتوحيد المعارضة
TT

يرى محللون عراقيون أن رفض العراق تأييد موقف الجامعة العربية تجاه تعامل سوريا مع الحركة الاحتجاجية فيها، خطوة تحكمها دوافع دينية، إذ إن الحكومة العراقية التي يهيمن عليها الشيعة تفضل بقاء العلويين على رأس النظام السوري بدل السنة.

ووفقا لتقرير لوكالة الصحافة الفرنسية، يقول المحلل السياسي وأستاذ العلوم السياسية في جامعة بغداد حميد فاضل إن «العراق منقسم طائفيا، والشيعة يؤيدون الرئيس السوري بشار الأسد» انطلاقا من العامل الديني. ووفقا لتقرير وكالة الصحافة الفرنسية تشعر التيارات التي تحكم العراق بتقارب أكبر تجاه بشار الأسد ممثل الأقلية العلوية في سوريا منه إلى الغالبية السنية هناك التي تستطيع في حال توليها الحكم أن تدعم العراقيين السنة، مما قد يؤدي إلى زعزعة استقرار الأوضاع في العراق.

ويرى فاضل أن «التقسيم الطائفي أصبح حقيقة في العراق عبر مطالبة السياسيين بتشكيل أقاليم سنية وشيعية، وسيحدث الأمر ذاته في سوريا، وسيكون النظام فيها مثل النظامين القائمين في العراق ولبنان».

وقررت الجامعة العربية في 12 نوفمبر (تشرين الثاني) تعليق عضوية سوريا فيها لحين قبول الأسد تطبيق المبادرة العربية لإنهاء العنف ضد المتظاهرين، كما دعت إلى سحب السفراء العرب من دمشق. وامتنع العراق عن التصويت، فيما صوت اليمن ولبنان وسوريا ضد القرار. ورغم أن جميع القادة الشيعة في العراق أكدوا دعمهم لتطلعات الشعب السوري إلى الحرية فإنهم في الوقت ذاته أدانوا الخطوات التي اتخذتها الدول العربية بحق سوريا، علما بأن هذه الدول العربية تسكن معظمها أيضا غالبيات سنية.

وكان المتحدث باسم الحكومة العراقية علي الدباغ اعتبر أن قرار «تعليق عضوية سوريا غير مقبول، خصوصا أن الجامعة العربية لم تفعل ذلك تجاه بلدان أخرى تواجه أزمات أكبر من سوريا». وبدوره، أبدى الزعيم الشيعي العراقي مقتدى الصدر رد فعل مماثلا. وقال في رسالة موجهة إلى «الثوار في سوريا الحبيبة» الخميس «كونوا مطمئنين بأني مؤمن تماما بقضيتكم». لكنه لم يدع إلى إسقاط نظام الأسد، وأشار إلى «الفرق الكبير» بين الأحداث في سوريا و«الثورات الكبيرة في تونس ومصر وليبيا والبحرين أو اليمن» التي جرت هذا العام. ولفت إلى أن «أحد الأسباب هو أن بشار الأسد معارض للوجود الأميركي والإسرائيلي ومواقفه واضحة ليس كمثل من سقط من قبله أو سيسقط» بعده. ويرى المحلل في وحدة الاستخبارات الاقتصادية ومقرها لندن، علي الصفار، أن بغداد تفضل المحافظة على الوضع الحالي لأنها «تخشى أن يؤدي سقوط الأسد إلى دعم الغالبية السنية في سوريا، مما قد يؤدي إلى عدم استقرار ينسحب على العراق أيضا». ويعتبر الصفار أن «الحكومة العراقية اتخذت موقفا مختلفا في الاضطرابات التي وقعت في البحرين» معاكسا لموقفها تجاه الأوضاع في سوريا. وتابع أن «هذا الأمر يصعب شرحه (إلى السنة) وتبريره بدوافع أمنية وليست طائفية».

وبالنسبة إلى أستاذ العلوم السياسية في جامعة بغداد إحسان الشمري، فإن العراق قلق من دول الخليج.