حلفاء النظام السوري في لبنان واثقون من قدرته على تخطي الأزمة

نائب في كتلة حزب الله لـ «الشرق الأوسط» : سوريا تتعرض لمؤامرة خارجية بهدف قطع علاقتها بإيران والمقاومة

TT

يتمسك حلفاء سوريا في لبنان باعتبار أن ما يحصل في سوريا يأتي في إطار «مؤامرة خارجية» تهدف لإضعاف نظام «الممانعة» الأول في المنطقة، منتقدين بشدة قرارات الجامعة العربية وحراكها التصعيدي باتجاه سوريا، باعتباره ينسجم مع «مخطط أميركي» هدفه الأول والأخير «حفظ أمن إسرائيل»، وفي حين يسري التباين في وجهات النظر اللبنانية، بطبيعة الحال، على الأزمة السورية، يحمل مؤيدو النظام السوري على المواقف التي تصدر عن أركان المعارضة اللبنانية والمؤيدة للحراك الشعبي السوري، باعتبارها «لا تزال تراهن على الخارج».

وفي هذا الإطار، اعتبر النائب في كتلة حزب الله كامل الرفاعي، في اتصال مع «الشرق الأوسط»، أن «سوريا تتعرض اليوم لمؤامرة خارجية حيث يمارس نوع من الترهيب عليها بهدف قطع علاقتها بإيران وبالمقاومة في لبنان وفلسطين»، لافتا إلى أن «موقف سوريا الرافض للمغريات جعل معظم الدول العربية وبعض الدول الأوروبية إضافة إلى بعض الداخل اللبناني يتفقون على ما يشبه تفاهما غير معلن لضرب النظام في سوريا».

وانتقد الرفاعي «الدفع الخارجي والأيادي والأموال العربية التي تدفع باتجاه حرب أهلية في سوريا»، مبديا أسفه «للدور الذي يقوم به جيران سوريا في هذا السياق، ومنهم تركيا التي لا تزال لليوم الحليف الاستراتيجي للولايات المتحدة في المنطقة»، وآمل «ألا يدخل النظام في مسلسل الحرب الأهلية الذي عايشناه في لبنان ونعرف جيدا ما الذي يؤدي إليه»، مشددا على أنه «لا يزال أمام النظام وبعض معارضة الداخل السوري فرصة للجلوس معا على طاولة حوار مشترك لتحقيق الإصلاحات السياسية وحماية سوريا من المخططات الخارجية».

وينسجم موقف الرفاعي مع ما أعلنه أمس نائب حزب الله نواف الموسوي، لناحية قناعته بأن «هدف الحكومات والدول الغربية ليس الديمقراطية ولا الحرية ولا التغيير والإصلاح في سوريا، وإنما استبدال موقعها الذي خسرته في العراق بموقع في سوريا»، لافتا إلى أن «الإسرائيليين يسعون إلى تفكيك الجيش السوري وتحطيم قدراته، ولا مبالغة بالقول إن الجيش السوري ليس هو من يحمي القيادة، إنما القيادة هي التي تحمي الجيش الذي بات الجيش الأقوى في المنطقة بعد تفكيك جيش العراق وخروج الجيش المصري من معادلة الصراع مع إسرائيل».

ورأى أن «الحملة على سوريا تنتج مغانم يتم توزيعها، فالأميركيون والفرنسيون يضعون يدهم على القرار السوري، لكن الجائزة الإسرائيلية هي في عدم وجود قوة عسكرية فعالة لسوريا». وسأل: «هل في لبنان من هو متنبه لمخاطر الحرب الأهلية في سوريا وما سيستتبع ذلك على الساحة اللبنانية»، معتبرا أن «هناك فريقا في لبنان اعتاد على الرهان على التدخلات الخارجية والتطورات الإقليمية من أجل أن يستعيد موقعا فقده، وهذا الفريق سبق أن راهن عام 2006 على هزيمتنا ليمسك بالسلطة منفردا من موقع الاستبداد، وهو اليوم يراهن على نجاح المشروع الأميركي - الصهيوني - الأوروبي - الخليجي في سوريا».

وفي الإطار عينه، حمل وزير الصحة العامة علي حسن خليل (المعاون السياسي للرئيس نبيه بري) على «بعض الساسة في لبنان الذين ما زالوا يراهنون على متغيرات في الوضع الإقليمي ومتغيرات في الوضع العربي، ويراهنون ربما على متغيرات ستحصل في سوريا أو غيرها»، داعيا إياهم إلى التغيير في خطابهم باتجاه أن يكون خطابا وطنيا مسؤولا، وإلى «الابتعاد عن المراهنة على الخارج وقياداته». وأكد الثقة بأنه «رغم كل التحدي القائم فسوريا قوية وتستطيع أن تخرج من أزمتها، واستقرار سوريا هو استقرار للبنان والأمن في سوريا هو تعزيز للأمن في لبنان ومصالح البلدين المشتركة ستبقى هي المصالح الحاكمة للشعبين والدولتين مع بعضهما البعض».