لبنان ينفي تغيبه عن جلسة الأمم المتحدة ويؤكد: انسجمنا مع الموقف العربي

العراق صوت لصالح القرار.. وسوريا تغيبت عن الجلسة

TT

حرصت بيروت أمس على التأكيد بأنها صوتت لصالح قرار تبنته الأمم المتحدة مساء أول من أمس يدين محاولة اغتيال السفير السعودي في واشنطن عادل الجبير، وأن قرارها يأتي «انسجاما مع الموقف العربي» في هذه القضية.

وكان سيل من الانتقادات الداخلية والخارجية قد وجه للبنان على موقفه من «النأي بنفسه» عن التصويت داخل مجلس الامن الدولي في سبتمبر (أيلول) الماضي، عندما كان رئيسا دوريا للمجلس، على قرار يفرض عقوبات على سوريا جراء قمع المتظاهرين المناوئين للرئيس السوري بشار الاسد. كما أثار قرار لبنان بالتصويت ضد قرار الجامعة العربية بادانة النظام السوري مؤخرا المزيد من الجدل بين القوى اللبنانية. ولم يكن الجدل أقل منه حدة في العراق الذي امتنع عن التصويت، حيث وجهت قوى سياسية كثيرة انتقادات لقرار حكومة رئيس الوزراء نوري المالكي بالوقوف مع النظام السوري «البعثي».

وأصدر المندوب الدائم للبنان لدى الأمم المتحدة السفير نواف سلام أمس توضيحا أكد فيه موقف بلاده من التصويت لصالح القرار الذي طرحته المملكة العربية السعودية، وجاء التوضيح بعد أن أفادت وسائل إعلام لبنانية بأن لبنان تغيب عن حضور الجلسة التي عقدت مساء الجمعة في مقر الأمم المتحدة في نيويورك لتجنب الإحراج في التصويت.

وقال السفير اللبناني في التوضيح الذي حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه إنه حضر الجلسة خلافا لما ورد في بعض وسائل الإعلام من أن لبنان قد تغيب عنها. وأوضح: «إنني حضرت شخصيا جلسة الجمعية العامة المخصصة للتصويت على مشروع القرار المعنون بـ(الاعتداءات الإرهابية على الأشخاص المتمتعين بحماية دولية)، الذي تقدمت به المملكة العربية السعودية، والذي يشجب المؤامرة لاغتيال سفير المملكة العربية السعودية لدى الولايات المتحدة الأميركية». وأضاف: «إنني قمت باسم لبنان، وانسجاما مع الموقف العربي العام المتخذ في الجامعة العربية، بالتصويت لصالح مشروع القرار الذي تقدمت به المملكة العربية السعودية».

وكانت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا) قد نقلت عن صحيفة «الأخبار» اللبنانية أمس، أن السفير نواف تغيب وجميع أعضاء البعثة اللبنانية عن الجلسة للتصويت على قرار يدين الجمهورية الإسلامية.

وأفادت الصحيفة بأن الغياب اللبناني عن جلسة الجمعية العمومية الجمعة «هدف إلى تلافي تكرار ما حصل خلال جلسة التصويت على قرار فرض عقوبات على سوريا ف مجلس الأمن الدولي، عندما أعلن لبنان (النأي بنفسه) عن القرار».

ومن جانبه سعى العراق، بدوره، لتلافي الجدل بالتصويت لصالح القرار، أما سوريا التي كان حشود من الموالين للرئيس السوري بشار الأسد قد هاجموا سفارة السعودية لديها واقتحموها وعبثوا بمحتوياتها، فقد قررت الوقوف على الحياد بين الرياض وطهران من خلال التغيب عن الجلسة.

وحسب وكالة «أسوشييتد برس» فقد تم تصديق القرار بعد موافقة 106 دول واعتراض 9 وامتناع 40 دولة عن التصويت. وأوضحت أن الدول التي وقفت إلى جانب إيران في التصويت أرمينيا وبوليفيا وكوبا وكوريا الشمالية والأكوادور ونيكاراغوا وفنزويلا وزامبيا.

ومن الدول العربية والإسلامية التي غابت عن التصويت موريتانيا، ونيجريا، وباكستان، والصومال، والسودان الجنوبي، وتركيا بالإضافة إلى سوريا. بينما صوت كل من لبنان، وليبيا، والمغرب، والسودان، وتونس، والإمارات، واليمن، والبحرين، ومصر، والعراق، والكويت، وعمان، والجزائر لصالح القرار.