من يمثل ميدان التحرير في برلمان الثورة؟

67 مرشحا للفوز بمقعدين بالنظام الفردي و9 قوائم تتنافس على 8 مقاعد

ميدان التحرير قبل فك الاعتصام أمس («نيويورك تايمز»)
TT

منذ الخامس والعشرين من يناير (كانون الثاني) الماضي، أصبح ميدان التحرير بقلب العاصمة المصرية، رمزا للحرية والتغيير، بات كل من يشعر بظلم يعتبره ملاذه، الآخرين من مصابي الثورة وأهالي الشهداء مرورا بأصحاب المطالب الفئوية وصولا إلى أمناء الشرطة المطالبين بتحسين ظروف عملهم، ولكن مع اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية التي ستبدأ مرحلتها الأولى يوم 28 نوفمبر (تشرين الثاني) الجاري، تساءل الكثيرون «إذا كان ميدان التحرير يمثل المظلومين ويرمز للحرية، فمن الذي سوف يحظى بشرف تمثيل الميدان في البرلمان المقبل، الذي يعرف من الآن باسم برلمان الثورة».

إداريا يتبع ميدان التحرير قسم قصر النيل الذي يتبعه أيضا عدد من الأحياء الراقية مثل جاردن سيتي والزمالك، بالإضافة إلى جزء من حي قصر العيني الذي يضم مقري البرلمان والحكومة، وكان «التحرير» يتبع دائرة قصر النيل الانتخابية، التي كانت تمثل دائرة انتخابية مميزة، تضم صفوة المجتمع بين سكانها.

دائرة قصر النيل اشتهرت بسبب ما قاله الكاتب السينمائي وحيد حامد في حوار فيلمه «عمارة يعقوبيان» خلال حوار بين الفنانين خالد صالح (الذي جسد دور وزير نافذ بالحزب الوطني)، ونور الشريف (الذي جسد دور رجل أعمال ثري أراد الترشح عن دائرة قصر النيل)، عندما قال الوزير إن دائرة قصر النيل يطلق عليها في البرلمان «قطعة الجاتوه» لأنها دائرة راقية ولا يرهق الناخبون نائبهم بطلبات التوظيف أو الحصول على شقق سكنية مدعمة أو خدمات مثلما يحدث في دوائر المناطق الشعبية.

ولكن بعد تغير النظام الانتخابي في مصر بعد الثورة من النظام الفردي، إلى نظام مختلط يجمع بين النظام الفردي (ثلث المقاعد) ونظام القائمة الانتخابية المغلقة (ثلثا المقاعد)، اتسعت دائرة قصر النيل لتضم في النظام الفردي كلا من دوائر: قصر النيل وعابدين والموسكي والأزبكية وبولاق أبو العلا والزمالك، بينما اتسعت الدائرة بشكل أكبر في نظام القوائم لتشمل دوائر: قصر النيل وعابدين والموسكي والأزبكية وبولاق أبو العلا والزمالك والدرب الأحمر والجمالية وباب الشعرية والظاهر ومنشأة ناصر.

ودمجت الدائرة بشكلها الجديد عددا من الدوائر التي مثلها عدد من النواب المتميزين والمشهورين، مثل طلعت القواس ورجب هلال حميدة نائبي عابدين والموسكي المحبوسين على ذمة المحاكمة في موقعة الجمل، وعلاء عبد المنعم نائب الدرب الأحمر، وحيد بغدادي نائب منشأة ناصر وخالد الأسيوطي ومجدي أحمد إبراهيم نائبي الظاهر السابقين.

وعلى الرغم من اتساع نطاق دائرة قصر النيل فإنه لن يمثلها في البرلمان المقبل سوى مقعدين فقط في النظام الفردي (أحدهما على الأقل عمال أو فلاحين) بينما حصلت الدائرة في نظام القائمة على 8 مقاعد.

وقرر المجلس الأعلى للقوات المسلحة (الحاكم) في شهر سبتمبر (أيلول) الماضي أن يكون انتخاب ثلثي أعضاء مجلس الشعب بنظام القوائم الحزبية المغلقة والثلث الآخر بالنظام الفردي، وأن يكون عدد الأعضاء الممثلين لكل محافظة عن طريق القوائم الحزبية المغلقة مساويا لثلثي عدد المقاعد المخصصة للمحافظة، وأن يكون عدد الأعضاء الممثلين لها عن طريق الانتخاب الفردي مساويا لثلث عدد المخصصة لها، ليتغير بذلك النظام الانتخابي في مصر، الذي ظل لفترة طويلة يعتمد نظام المقاعد الفردية.

ويتنافس على الفوز بمقعدي النظام الفردي في دائرة قصر النيل 67 مرشحا أبرزهم جميلة إسماعيل، الزوجة السابقة لأيمن نور المرشح المحتمل للرئاسة، ومحسن فوزي عضو حزب التجمع السابق، ونهال عهدي مرشحة حزب الوفد وهي عضو سابق بالحزب الوطني الديمقراطي (المنحل)، وعمرو خضر عضو الغرفة التجارية بالقاهرة، وإبراهيم العبودي النائب السابق بمجلس الشعب عن الحزب الوطني (المنحل).

بينما يتنافس على مقاعد القائمة 72 مرشحا يمثلون 9 قوائم، هي قوائم أحزاب الحرية والعدالة، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين، والوفد، والإصلاح والتنمية، والوسط، والنور، والعدل، والمستقلين الجدد، وتحالف الكتلة المصرية (المصريون الأحرار) وتحالف (الثورة مستمرة)، وتضم كل قائمة 8 مرشحين.

ويتصدر قائمة حزب الحرية والعدالة الدكتور وحيد عبد المجيد، الوفدي المعروف، ومن أبرز الذين ضمتهم القائمة النائب السابق جمال حنفي، الذي خضع للتحقيق العام الماضي في قضية نواب العلاج على نفقة الدولة، وعادل العاطي ريحان، بينما يتصدر قائمة حزب الوفد محمد حسين محمد المالكي، ومن أبرز من ضمتهم القائمة مجدي محمود وخالد البردويلي، أما أبرز الذين تضمنتهم قائمة حزب الإصلاح والتنمية فهم النائب السابق رامي لكح وشعبان أبو الشيخ وأمير المنصوري.

ويمثل التيار الإسلامي في دائرة قصر النيل قائمتان لحزبي النور والوسط، يتصدر الأولى أشرف مصطفى حسين، بينما يتصدر الثانية عمرو فاروق.

ويتصدر قائمة تحالف الكتلة المصرية أحمد حسن سعيد، ومن أبرز أعضائها أيمن طه وبلال البنا وأحمد الدجوي، بينما تتصدر الفنانة تيسير فهمي قائمة تحالف الثورة مستمرة، ومن أبرز الذين تضمهم القائمة مصطفى محمد عبد العزيز وباسم حلقة، بينما يتصدر محسن عطية قائمة حزب المستقلين الجدد، ويتصدر أحمد فكري صقر قائمة حزب العدل.

وبينما تغطي لافتات المرشحين شوارع الدائرة وخاصة ميادين عابدين ورمسيس والإسعاف، تعتبر المقاهي الشعبية هي المسرح الأبرز للجولات الانتخابية لجميع المرشحين، وخاصة تلك الواقعة في المنطقة المجاورة لميدان التحرير المعروفة باسم «مقاهي البورصة».

ويعتمد المرشحون على القيام بجولات على الأقدام وحملات طرق للأبواب طمعا في كسب أصوات المزيد من الأنصار في ظل التنافس الشرس من مختلف التيارات.

ويبرز اسم جميلة إسماعيل كمرشحة قوية للفوز بأحد المقاعد الفردية، في حين كثف أعضاء جماعة الإخوان المسلمين حملاتهم الدعائية دعما لمرشحي حزب الحرية والعدالة، إلا أن النتيجة ستظل معلقة حتى يوم 28 نوفمبر (تشرين الثاني) الجاري الذي سيدخل فيه جميع المرشحين امتحانا صعبا، لنيل مقعد ميدان التحرير الذي ألهم العالم.