الهاشمي ينضم إلى النجيفي في دعم فيدرالية صلاح الدين.. ويدعو إلى اجتماع للكتل السياسية

المتحدث باسم المجلس الأعلى لـ «الشرق الأوسط»: توحيد الرؤى بات ضروريا

TT

انضم القيادي البارز في القائمة العراقية ونائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي إلى مؤيدي طلب محافظة صلاح الدين بتحويلها إلى إقليم فيدرالي، وذلك قبل يوم واحد من نهاية المهلة التي يتوجب على رئيس الوزراء نوري المالكي الرد خلالها على الطلب الذي تقدم به مجلس المحافظة إلى مجلس الوزراء، وذلك في الأول من الشهر الحالي.

وقال الهاشمي خلال حضوره المنتدى السياسي لحركة تجديد التي يتزعمها الذي عقد أمس ببغداد، إن «طلب محافظة صلاح الدين بشأن تشكيل الإقليم دستوري»، مشيرا إلى أن «أي جهاز حكومي لا يستطيع تعديل المادة 117 التي نصت على تشكيل الأقاليم». وفي الوقت الذي دعا فيه الهاشمي مجلس الوزراء إلى «عدم عرقلة طلب إقليم صلاح الدين»، فإنه طالب «الكتل السياسية المعترضة على بنود الدستور بتعديله كونها هي التي كتبته».

ويأتي تأييد الهاشمي لطلب صلاح الدين بعد أقل من أسبوع من إعلان رئيس البرلمان العراقي والقيادي في العراقية أسامة النجيفي، وذلك في الخامس عشر من الشهر الحالي، أن مطالب محافظة صلاح الدين بإقامة إقليم دستورية. وفي وقت لا يزال فيه الجدل مستمرا بين المالكي ووسطائه إلى مجلس محافظة صلاح الدين، ومن أبرزهم النائب قتيبة الجبوري وبين مجلس صلاح الدين ومحافظها أحمد عبد الله الجبوري الذي نفى أن يكون قد أعطى أية ضمانات للمالكي بالتراجع عن إقامة الإقليم، معتبرا أن الأمر أصبح بيد أبناء المحافظة.

وفي سياق متصل، وبعد يوم واحد من الدعوة التي وجهها زعيم المجلس الأعلى الإسلامي عمار الحكيم في كلمة ألقاها أول من أمس باحتفال في بغداد بمناسبة ذكرى تأسيس المجلس إلى ضرورة عقد اجتماع الطاولة المستديرة بين الفرقاء السياسيين في البلاد لتخطي الأزمة السياسية الراهنة، فقد دعا الهاشمي إلى مؤتمر للكتل السياسية بهدف ترتيب الأوضاع لمرحلة ما بعد الانسحاب الأميركي من العراق نهاية العام الحالي. وقال خلال مؤتمر صحافي عقده أمس على هامش حضوره المنتدى الثقافي لحركة «تجديد» التي يتزعمها والذي عقد في النادي الترفيهي للضباط في حي اليرموك ببغداد، إن «هناك بعض الأمور التي تدعونا للقلق على الرغم من تحقيق بعض الإنجازات خلال السنوات الماضية، ولكن ليس لدينا الكثير مما نفخر به». وأضاف أن «جميع الكتل السياسية تتحمل مسؤولية الوضع الذي وصل إليه العراق حتى هذه اللحظة». وأوضح أننا «بحاجة إلى رؤية محايدة وصريحة، إذ إن الهدف هو العمل من خلال نيات صادقة وحقيقية للبحث عن مخرج مناسب لهذه الأزمات»، مشددا في الوقت نفسه على «ضرورة دخول حقبة ما بعد الانسحاب الأميركي برؤى موحدة، وليس أن دخولها بتناحر، لذلك فمن الضروري ترتيب أوضاع الكتل السياسية، لوجود خلافات داخل جميع الكتل». واعتبر الهاشمي أن «العملية السياسية ما زالت متعثرة حتى هذه اللحظة، ونحن نحتاج إلى أكثر من موضوع مصالحة، بالإضافة إلى بناء الثقة، من خلال طمأنة الآخرين»، منتقدا الاعتقالات التي حصلت قبل العيد بدعوى الكشف عن خطة لانقلاب عسكري، مشيرا إلى أنها «ما كان يجب أن تحدث».

وتجيء دعوة الهاشمي إلى عقد مؤتمر للكتل السياسية بعد يوم من دعوة مماثلة وجهها زعيم المجلس الأعلى الإسلامي عمار الحكيم خلال الاحتفال الذي أقيم في مقره ببغداد لمناسبة الذكرى التاسعة والعشرين لتأسيس المجلس الأعلى الإسلامي. وقال الحكيم «إننا نجدد دعوتنا إلى عقد الطاولة المستديرة التي دعينا إليها في السابق لجمع الفرقاء السياسيين من أجل الاتفاق على سبل تحقيق الشراكة الوطنية في إدارة الدولة وإنهاء الأزمة السياسية التي تعصف في البلاد». وأضاف أننا «لا بد من تجاوز المحاصصة الحزبية والفئوية الضيقة وتناسي الخلافات من أجل المضي نحو الاستقرار السياسي والأمني والاقتصادي والتي تعود بالنتيجة وتصب في مصلحة الوطن والمواطن وأن نلتزم بالدستور لما يمثله من ميثاق وطني دون أن يجتهد طرف في تأويله أو التلاعب ببنوده لإسقاط الآخرين، لأن الاستمرار في ذلك يعني العودة إلى نقطة الصفر والمربع الأول، والتراجع عن تطبيق الدستور سيكون انتكاسة للعملية السياسية في العراق».

من جهته اعتبر المتحدث الرسمي باسم المجلس الأعلى الإسلامي الشيخ حميد معلة الساعدي في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «دعوة السيد عمار الحكيم إلى عقد اجتماع الطاولة المستديرة ودعوة نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي إلى الأمر نفسه وفي غضون يوم واحد إنما تؤكدان الحاجة الفعلية لمثل هذه اللقاءات والتي بدأت تستشعر أهميتها القوى الرئيسية في المشهد السياسي في العراق». وأضاف الساعدي أن «الدعوة إلى عقد مثل هذه اللقاءات تتزامن مع جملة أحداث في الداخل ومنها الانسحاب الأميركي من البلاد فضلا عما بات يحيط بنا كعراق أو ما يسمى بالربيع العربي وغيرها من استحقاقات إنما تؤكد الحاجة إلى توحيد الرؤى بين جميع الكتل السياسية». وبشأن ما إذا كانت هناك اتصالات أو مشاورات لعقد مثل هذه اللقاءات، قال الساعدي «لقد اتصلت بنا كمجلس أعلى قوى سياسية وأبدت استعدادها للتعاون في هذا المجال كما تأتي دعوة الهاشمي اليوم لتصب في الاتجاه نفسه وهذا يعني أن هناك رغبة وتجاوب نظرا لحساسية المرحلة والظرف الذي نمر به الآن».