شقيق جنرال في الحرس الثوري الإيراني قتل في انفجار:

قال إن حسن مقدم كان مفضلا لدى خامنئي وإنه أنشأ وحدة صواريخ حزب الله

TT

يوما بعد يوم تتكشف المزيد من ملابسات الانفجار الأخير الذي وقع داخل قاعدة عسكرية تابعة للحرس الثوري الإيراني غرب العاصمة الإيرانية طهران الأسبوع الماضي، مما أسفر عن مقتل 17 عنصرا من الحرس، بينهم ضابط كبير يعتقد أنه مسؤول ملف الصواريخ الإيرانية.

ورغم إحاطة طهران نبأ التفجير بالغموض الشديد مصرة مرة على أنه جراء انفجار في مستودع للذخيرة، ومرة على أنه وقع أثناء برنامج بحثي، مستبعدة أية نظريات أو فرضيات بأن الانفجار تم بإرادة خارجية في إشارة إلى عمل تخريبي إسرائيلي للبرنامج، تكشف أمس أن الانفجار وقع أثناء قيام الحرس الثوري بتجربة صاروخ عابر للقارات.

وكشف شقيق الجنرال حسن طهراني مقدم، الذي لقي حتفه في الانفجار لصحيفة إيرانية أمس، عن أن شقيقه قتل في الانفجار خلال تجريب صاروخ عابر للقارات. كما كشف محمد طهراني مقدم، وهو أيضا ضابط في الحرس الثوري الإيراني، عن أن شقيقه الجنرال حسن كان قد أسس وحدة الصواريخ لدى حزب الله اللبناني بزعامة حسن نصر الله.

والانفجار كان من القوة بحيث هز العاصمة الإيرانية بشدة حتى ظن السكان أنه هزة أرضية، بينما اعتقد آخرون على الفور بأنه جراء ضربة عسكرية استهدفت إحدى منشآت إيران النووية في ظل تهديد إسرائيل بشن ضربة عسكرية بسبب برنامج إيران النووي العسكري.

وأكد محمد طهراني مقدم، أن شقيقه لقي حتفه عندما انفجر السلاح خلال إجراء التجربة، إلا أنه لم يشكك في الرواية الرسمية لطهران بأن الانفجار كان عرضيا. وجاءت تصريحاته وسط تقارير أفادت بأن لإسرائيل يدا في التفجير الذي وقع خصوصا مع التقرير الأخير لوكالة الطاقة الذرية الذي تحدث عن مساع إيرانية لإنتاج رأس نووي يحمله صاروخ عابر للقارات. وقد نفت إسرائيل ضلوعها بالتفجير كما أن إيران حرصت على نفي أي دور أميركي أو إسرائيلي في الحادث، مشددة على أنه عرضي.

ونقلت وكالة «أسوشييتد برس» عن محمد مقدم، قوله للصحيفة الإيرانية أمس «لقد فقد حياته (شقيقه) عندما كان يقوم بتجربة أخيرة للصاروخ». وأضاف «المشروع كان في مرحلة التجربة النهائية، لقد كان متعلقا بصاروخ باليستي عابر للقارات.. لقد كانت تكنولوجيا متقدمة، كما أنها عملية سرية».

وكان رئيس أركان القوات المسلحة الإيرانية الجنرال حسن فيروز آبادي قد صرح في وقت سابق: «وقع الحادث أثناء برنامج بحثي سيكون بمثابة ضربة شديدة على فم نظام إسرائيل». ونقلت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية (إسنا) عن الجنرال قوله إنه بسبب الحادث «توقف البرنامج مؤقتا، ولكن سيعود مجددا قريبا».

وكان الحرس الثوري، قوات النخبة في إيران، قد أشاد بالجنرال مقدم واعتبره مؤسس وحدة النخبة المتعلقة بالقدرات الصاروخية. وفي بيان أصدره الحرس عقب الانفجار قال بأنه «لن ينسى دور الجنرال مقدم الفعال وجهوده في إطلاق وتنظيم وحدات الحرس المدفعية والصاروخية». وذكر البيان أن الجنرال مقدم ترأس وحدة الاكتفاء الذاتي بقسم التسلح.

كما قال شقيق مقدم في الحوار مع الصحيفة الإيرانية بأن شقيقه أسس القدرات الصاروخية لحزب الله اللبناني، وقال «حسن زار لبنان وأنشأ وحدة الصواريخ هناك». وجاءت تصريحات محمد طهراني مقدم رغم نفي طهران الدائم تسليح حزب الله.

وتفخر إيران بترسانة الأسلحة التي بحوزتها حيث يصل مدى صواريخها إلى 1.250 ميلا (2000 كيلومتر)، وهي مصممة للوصول إلى أهداف إسرائيلية وأميركية.

كما ذكر محمد مقدم أن شقيقه الجنرال حسن كان ضالعا في برامج الفضاء الإيرانية، وكانت له يد إطلاق قمر صناعي إيراني إلى الفضاء.

وأشار محمد إلى أن شقيقه كان مفضلا لدى المرشد الأعلى في إيران آية الله علي خامنئي، وقد كان في السابق أحد حراسه الشخصيين. وكان خامنئي قد نعى مقدم وبقية القتلى، وأعرب في بيان عن تعازيه بمقتل «عدد من كوادر مؤسسة جهاد الاكتفاء الذاتي التابعة لحرس الثورة، وخصوصا اللواء حسن مقدم في حادث انفجار مستودع للعتاد».

وكانت السلطات الإيرانية قد أعلنت عن مقتل 17 عنصرا من الحرس الثوري الإيراني إلا أن وكالة «مهر» الإيرانية أشارت إلى مقتل 21، مشيرة إلى وفاة عدد من الجرحى لاحقا.