تصاعد وتيرة الحملة الانتخابية وسط المغرب قبل 5 أيام من الاقتراع

حزب «الحركة الشعبية» يعمل على تنمية الأرياف والبوادي واعتماد الأمازيغية لغة رسمية

محند العنصر أمين عام «الحركة الشعبية» مع مرشحي الحزب في منطقة بني ملال (تصوير: إبراهيم أيت الحنا)
TT

تصاعدت وتيرة الحملة الانتخابية في وسط المغرب، خاصة في مدن خريبكة ووادي زم والفقيه بن صالح، إلى بني ملال التي تعتبر أكبر مدينة تقع أسفل جبال الأطلس، ولجأ المرشحون في هذه المناطق الزراعية إلى توزيع أعداد كبيرة من المنشورات الانتخابية، وهو ما يؤشر إلى أن الحملة الانتخابية التي بدأت فاترة في جميع المناطق المغربية، راحت وتيرتها تتصاعد في المدن الصغيرة والمتوسطة، قبل خمسة أيام من توجه أكثر من 13 مليون ناخب مغربي يوم الجمعة المقبل، لانتخاب مجلس نواب يعتبر الأول في ظل دستور جديد منح صلاحيات واسعة لرئيس الحكومة والبرلمان.

وفي مدينة بني ملال التي تقع في الوسط الغربي من البلاد بين الأطلس المتوسط وسهول تادلة، وعلى بعد 340 كيلومترا جنوب الرباط، بدأت تعرف الحملة الانتخابية أجواء من الحماس المفرط، حيث راحت الأحزاب تحث الناخبين بشتى الطرق من أجل المشاركة في التصويت واختيار مرشحيها.

وخلال تجمع انتخابي هيمنت عليه دعوة الناخبين ووسط هتافات حماسية، قال محند العنصر الأمين العام لحزب الحركة الشعبية: «إن مصير مغربنا وإقليمنا هو بين أيديكم، والتصويت واجب وطني، وعلينا أن نختار برلمانيين يمثلوننا، ومنهم ستخرج الحكومة الجديدة التي ستتصدى للمشكلات التي يعيشها المغرب».

وسرت موجة من الحماس خلال التجمع الخطابي، حيث كانت فرق أمازيغية من النساء والشباب، تدق على الدفوف وتغني أهازيج أمازيغية، وتجاوب محند العنصر، وهو وزير دولة (نائب رئيس حكومة) مع إيقاع الفرق، ورددت الفرق شعارات حماسية دعت للتصويت على مرشحي الحزب في بني ملال.

ويشار إلى أن حزب الحركة الشعبية ظل يدافع باستمرار عن تنمية الأرياف والبوادي، واعتماد اللغة الأمازيغية لغة رسمية، وشدد على أن برنامج الحركة الشعبية معروف وهدفه الدفاع عن العالم القروي واللغة الأمازيغية، مشيرا إلى أن الحزب منذ نشأته وهو يدافع على اللغة الأمازيغية ويطالب بإقرارها في الدستور وجعلها لغة رسمية، كما أعلن العنصر أن مدينة القصيبة في منطقة بني ملال هي المدينة الأولى التي كتبت حروف بلديتها بالأمازيغية.

ودعا العنصر، الذي كان يتحدث باللغتين العربية والأمازيغية «جميع الأمازيغيين والمغاربة إلى التصويت لصالح الحركة الشعبية في اللائحة المحلية واللائحة الوطنية», وعبر عن اعتقاده بأنه «إذا صوت سكان بني ملال بكثافة على الحركة الشعبية فيمكن أن تفوز بثلاثة مقاعد، من لائحة الشباب والمرأة واللائحة الجغرافية». وعبر عن اعتقاده أن «يوم 25 نوفمبر سيكون يوما تاريخيا، وتاريخا ليس مثل التواريخ التي مضت»، وشدد العنصر على أن التصويت يوم الجمعة المقبل سيحدد مصير المغرب، ومضى يقول «نحن نعتبر أن هذه أول خطوة لتطبيق الدستور الذي صوت عليه الشعب بكثافة، وبالتالي نريد أن يكون دليلا على الاستثناء المغربي للتحول السلمي من دون صدامات، وأن نعطي بذلك دليلا ومثالا للعالم أجمع على أن المغرب قادر على أن يبني مؤسساته في أجواء من الحوار».

وقال العنصر إن المغرب في طريق التغيير، وقال في هذا الصدد «عندما نتأمل إحصائيات المرشحين، نلاحظ أن هناك عددا كبيرا من المرشحين هم من صغار السن ولهم مستوى ثقافي وأكاديمي جيد».

وبشأن البرنامج الانتخابي لحزب الحركة الشعبية قال العنصر «البرنامج الذي قدمته الحركة الشعبية في إطار (التحالف من أجل الديمقراطية) برنامج واقعي يستند إلى واقع المغرب، ويأتي كذلك بإجراءات محددة يمكن أن يحاسب عليها حزب الحركة الشعبية بعد خمس سنوات». ورد العنصر على من يقولون إن حزب الحركة الشعبية هو حزب حديث النشأة قائلا «إن حزب الحركة الشعبية هو من أقدم الأحزاب الموجودة في المغرب فقد تأسس عام 1958، نحن لسنا حزب البارحة نحن حزب الخمسينات والحركة الشعبية خلقت ضد الحزب الوحيد»، على حد تعبيره. وتابع العنصر «لولا حزب الحركة الشعبية لهيمن الحزب الوحيد في المغرب، ولما كانت هناك تعددية سياسية هي أساس الديمقراطية». وأضاف أنه لم يكن من الممكن أن يكون أبناء القرى والبلدات والمدن الصغيرة وزراء. وأكد العنصر أن حزب الحركة الشعبية هو حزب المدن والبوادي والجبال وقال «إننا سنركز في اهتماماتنا على تنمية العالم القروي الذي يشكو من انعدام الصحة والتعليم». وأضاف «جمعنا في البرلمان بين أصحاب الخبرات وناس الجبال والقرى لتحقيق برنامجنا».