ممثل مغربي يترشح على قائمة «الإسلاميين» لإسماع صوت الفنانين

ياسين أحجام: والدي «الاشتراكي» شجعني على الانخراط في العمل السياسي

عبد الإله بنكيران مع ياسين أحجام خلال تجمع انتخابي (تصوير: منير أمحيمدات)
TT

قال المرشح للانتخابات المغربية ياسين أحجام، وهو ممثل معروف، إنه يأمل في إسماع صوت الفنان من داخل قبة البرلمان. وعن أسباب اختياره لحزب العدالة والتنمية للترشح على قوائمه، أوضح أحجام لـ«الشرق الأوسط» أن «حزب العدالة والتنمية هو الحزب الأقرب لي سياسيا، لأنه يتوفر على ديمقراطية متميزة، ذلك أنني لم أصل إلى اللائحة الوطنية للشباب إلا بعد مراحل معقدة، ابتداء من مرحلة الاقتراح تم الترشح ووصولا إلى الاختيار، وهذا يؤكد أنني عبرت عدة مراحل كأي عضو داخل حزب العدالة والتنمية وبتساو مع الآخرين، وهذه الديمقراطية هي التي أتاحت لي احتلال المراتب الأولى من اللائحة الوطنية للشباب. وفي رأيي حزب العدالة والتنمية بشهادة الجميع هو الأقرب إلى هموم الناس ونبض الشارع، وقادته يتميزون بالمصداقية والنزاهة».

وشارك أحجام في أكثر من 80 عملا تنوعت بين المسرح والسينما والتلفزيون، وعلى الرغم من ترشحه فإنه لم يتخل عن مشاركاته الفنية، إذ إنه يستعد للمشاركة في الجزء الثاني من فيلمه «إلى الأبد». وترشح أحجام مع «الإسلاميين» الذين احتفوا به في مهرجان خطابي نظمه حزب العدالة والتنمية في الرباط. واحتل الرتبة الخامسة في لائحة الشباب الوطنية، وهو ما يجعل حظوظه وافرة للفوز بالمقعد، حيث تقرر تخصيص 30 مقعدا للشباب، وبما أن جميع التكهنات تقول إن «العدالة والتنمية» سيحصل على عدد كبير من الأصوات، فإنه يتوقع أن تحصد لائحة الشباب تلقائيا عددا كبيرا من الأصوات.

وحول برنامجه الانتخابي قال إنه بالنسبة لوجوده الآن كمرشح لحزب العدالة والتنمية، فهذا الأمر يجعله مؤمنا بالبرنامج الانتخابي للحزب، الذي يحمل شعار «صوتنا فرصتنا ضد الفساد والاستبداد»، فالحزب له برامج أساسية في مختلف المجالات وسيحاول تحقيقها في حال فوزه بالانتخابات وتشكيله الحكومة. وأضاف «من بين هذه المجالات طبعا الثقافة والفن، التي تضمنت في برامجنا عناوين عريضة برزت في دمقرطة الفن والثقافة وتحرير المجال المسموع والمرئي. ومن جهة أخرى، أسعى من ترشحي وتوفري على برنامج دقيق حول الفن والثقافة إلى إعادة الاعتبار للفنان المغربي، ثم إعادة هيكلة المجال الثقافي الذي بات يعرف نوعا من التشرذم بسبب سياسة وزارة الثقافة. أنا ابن الميدان الفني، ممارس للمسرح والسينما والتلفزيون، ولدي تواصل مع مجموعة من الهيئات الممثلة للقطاع الثقافي، ومن بينها النقابة الوطنية لمحترفي المسرح، وجمعية خريجي المعهد العالي لفن المسرح والتنشيط الثقافي، والائتلاف المغربي للثقافة والفنون، وأيضا اتحاد كتاب المغرب، وجميع هذه الهيئات سأسعى إلى أن أكون حلقة الوصل بينها والإنصات إلى مطالبها المشروعة».

وبالنسبة لدوافعه الحقيقية للترشح قال أحجام «بالنسبة للدوافع ألخصها في مسألتين، أولا لأنني مواطن وشاب مغربي أريد أن أعبر عن مواقفي داخل مؤسسة حزبية في إطار اللعبة الديمقراطية، وثانيا لأنني فنان أرى أن الفن المغربي ظل لسنوات طويلة بعيدا عن صنع القرار السياسي، وقد استعمل كدعاية للمشهد السياسي، يعني لم يكن له حضور فعال على المستوى السياسي، وأقول الآن من خلال ترشحي ضمن حزب العدالة والتنمية، إن الفنان وصل إلى مرحلة يجب أن يعبر فيها عن انشغالاته ومشاكله في المجال السياسي أي التشريعي».

وعن إمكانية استفادته كفنان من أصوات معجبيه أجاب «محبو ياسين أحجام لديهم الذكاء في اعتقادي لكي يفصلوا بين الفنان والسياسي، فمن الممكن جدا أن نجد العديد من المعجبين الذين يتقاطعون في تعاطفهم معي ومع حزبي، وسيصوتون علي وعلى الحزب، ولكني لا أستبعد أن يكون عدد آخر منهم يفضلون حزبا آخر لمناصرته، جمهوري في الحقيقة من المغاربة الذين يعرفون التمييز بين الخطأ والصواب، والأحزاب السياسية المشاركة في الانتخابات، وبهذه المناسبة أدعو جميع المعجبين للتصويت لي ولحزب العدالة والتنمية».

وأكد أحجام أنه تلقى تشجيعات من زملاء له وقال «كان عدد كبير منهم مع اختياري الترشح باسم حزب العدالة والتنمية، وآخرون اختلفوا مع اختياري السياسي، لكنهم جميعا يجمعون على ضرورة خوض الفنان المغربي لغمار السياسة، لأن الفنانين المغاربة في أمس الحاجة إلى من يمثلهم داخل البرلمان بغض النظر عن اختلاف الانتماء الحزبي، أما الذين يكرسون لمقولة قطع الصلة بين الفنان والسياسي، فكأنهم يعتبرون أن تجار المخدرات هم من لهم الحق في السياسة، وهذه الفئة هي التي جعلت الناس يعزفون في الماضي عن التصويت والمشاركة في الانتخابات. فأعتقد جازما أن مشاركتي في الانتخابات كمرشح وكشاب يحمل هموم ميدان الفن والثقافة، ستكون لها نتائج أفضل من الاكتفاء فقط بالحديث عن السياسة مع الشباب في المقاهي».

كما تحدث المرشح المغربي عما كان لوالده عبد الكريم أحجام من تأثير عليه ودفع لخوض غمار السياسة، وقال إنه كانت لوالده «تجربة قصيرة في شفشاون ضمن حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، وعلى الرغم من ابتعاده اليوم تماما عن السياسة فإنه شجعني على الانخراط في السياسة وهنأني على الترشح، ولم يكن لأي حزب المساهمة في دفعي للترشح، بل كانت مبادرة شخصية واختيارا فرديا، حيث أجريت اتصالا مع عبد الإله بنكيران أمين عام حزب العدالة والتنمية، الذي أوضح لي طريقة الترشح، إضافة إلى اتصالي بعدد من قيادة هذا الحزب الذين بلورت معهم طلب ترشحي». ودعا أحجام المغاربة للتوجه إلى صناديق الاقتراع وحتى «أولئك الذي يعارضون مع حزب العدالة والتنمية، فالمهم هو التصويت من أجل التغيير وقطع الطريق على المفسدين، لأن مقاطعة الانتخابات تبقى على الوضع من دون تغيير في المغرب».

وكان أول وقوف له أمام الكاميرا عام 2001، عندما شارك في شريط سينمائي من إنتاج قناة «بي بي سي» بعنوان «التوأمين»، ليكون بمثابة انطلاقة لموهبته بعد ذلك، ويشارك في أعمال محلية وعربية، حيث أدى العديد من الأدوار نذكر منها دوره في فيلم «الدويبة» ومسلسل «المرابطون والأندلس»، كما خاض تجربة الإخراج لأربع مسرحيات منها «مذكرات شيطانية» و«حدائق اللوركا».

ولد ياسين أحجام في شفشاون في شمال المغرب، في ديسمبر (كانون الأول) عام 1978، وهو حاصل على شهادة البكالوريا (الثانوية العامة) ودبلوم المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي في الرباط. وقرر أحجام أن يدخل إلى عالم السياسة، معتقدا أنه لا مناص من الجمع بين السياسة والفن لرد الاعتبار للفنان المغربي. وهو ليس الفنان الوحيد الذي يخوض الانتخابات، لكن آخرين سبقوه إلى ذلك.