بوتفليقة يبحث مع الغنوشي العلاقات الثنائية ومستقبل البناء المغاربي

أمين عام «النهضة» بالجزائر: زعيم الحركة حريص على إقامة علاقات مميزة مع الجزائر

TT

قال أمين عام حزب «النهضة» الإسلامي بالجزائر: إن زعيم «النهضة» التونسي راشد الغنوشي «حريص على إقامة علاقات مميزة مع الجزائر». ونقل عنه قوله إن الجزائر «تعتبر عمقا استراتيجيا بالنسبة للتونسيين». وأفادت مصادر بأن الغنوشي منتظر بالجزائر مساء أمس تلبية لدعوة من الرئيس عبد العزيز بوتفليقة.

وذكر الدكتور فاتح ربيعي، أمين عام «النهضة»، لـ«الشرق الأوسط»، أنه التقى راشد الغنوشي بتونس الأسبوع الماضي، و«أبلغني حرصه الشديد على أن تكون العلاقة بين الحكومة، المرتقب أن تقودها النهضة في تونس، جيدة مع السلطات الجزائرية». ونقل عنه قوله إن «تونس لا يمكن أن تستغني عن الجزائر، وإن (النهضة) في تونس مهتمة بتقوية علاقاتها مع الجزائريين على المستوى الرسمي وعلى مستوى الأحزاب، خاصة القريبة منها، وعلى المستوى الشعبي أيضا».

وأفاد مصدر قريب من الحكومة بأن الغنوشي منتظر أن يصل إلى الجزائر مساء أمس، في إطار دعوة رسمية من رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة «الذي تربطه صلة شخصية مع السيد الغنوشي»، بحسب المصدر ذاته، الذي أوضح أن الزيارة ستدوم 3 أيام «سيبحث خلالها الغنوشي العلاقة بين تونس والجزائر ومستقبل المنطقة». وأوضح فاتح ربيعي أن الغنوشي لم يخبره بأنه سيزور الجزائر، لما التقاه في تونس. ويرجح متتبعون أن يكون بناء المغرب العربي، من أهم المواضيع التي سيتناولها الغنوشي مع الجزائريين.

يُشار إلى أن وفودا من أحزاب إسلامية وشخصيات سياسية إسلامية جزائرية زارت الغنوشي لتهنئته بفوز «النهضة» في انتخابات المجلس التأسيسي التي جرت في 23 من الشهر الماضي، وأسفرت عن حصول «النهضة» على 89 مقعدا من 217 مقعدا.

ولم تصدر الرئاسة الجزائرية أي شيء بخصوص زيارة الغنوشي، ولا يعرف من هم الشخصيات في الحكومة التي يرتقب أن يلتقيها. أما الإسلاميون الذين لهم صلات مع الغنوشي فيبدو أنهم يجهلون الزيارة، مثل قيادات «حركة مجتمع السلم» و«حركة الإصلاح الوطني» و«جبهة العدالة والتنمية»، قيد التأسيس. وذكرت صحيفة «لوسوار دالجيري»، الناطقة بالفرنسية، أمس، أن رئيس «مجلس الأمة» عبد القادر بن صالح، وهو الرجل الثاني في الدولة بحسب الدستور، سيكون مرافق الغنوشي، خلال وجوده بالجزائر.

ولراشد الغنوشي مكانة مميزة بالجزائر؛ فقد كانت له حظوة خاصة لدى الرئيس الأسبق الشاذلي بن جديد الذي درج على استقباله كلما تنقل إلى الجزائر. وقد حضر الصيف الماضي جنازة الشيخ عبد الرحمن شيبان، رئيس «جمعية العلماء المسلمين الجزائريين». وله أيضا صلات قوية مع «الجبهة الإسلامية للإنقاذ»، حافظ عليها الطرفان حتى بعد دخول «الإنقاذ» في صراع دام مع السلطة.