سلام فياض: إذا كان المطروح رحيلي فليطرقوا البيوت من أبوابها

في تصريحات تظهر أن رئيس الوزراء الفلسطيني لم يستشر بأمر استبعاده حتى الآن

TT

عبر رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض عن غضبه الشديد من وصفه من قبل حركتي فتح وحماس بأنه عقبة في طريق تنفيذ المصالحة، قائلا: إنه أكثر من مستعد لمغادرة موقعه، لكن وفق الأصول.

وفيما بدا غير راض عن «استبعاده» من منصبه عبر وسائل الإعلام، وتأكيدا على أنه لم يستشر حتى الآن على الأقل في هذه الشأن، قال فياض على صفحته على «فيس بوك» «لم أقل يوما إنني عملت وفي أحسن الظروف، تحت الضغط أقول ساهمنا مع الغير.. أما موضوع رحيل رئيس الحكومة فأنا رهن الإشارة ولا يمكن أن أكون عنصرا معطلا لشيء ولا يمكن أن أكون عنصر عدم استقرار، فأنا مسؤول وعندي حرص، ولكن إذا ما كان هذا هو المطروح فإن لكل بيت بابا ولتطرق البيوت من أبوابها وأنا أكثر من جاهز. هذه الخدمة شرف ومسؤولية. أعتز أنه كان لي إسهام ولا أدعي أنه كان لي أكثر من ذلك ولكن بكل تأكيد لا أعتبر أن هذه مسألة أسعى لها أو أتمسك بها إطلاقا تحت أي إطار وأنا أكثر من جاهز لذلك بكل احترام».

وكان فياض يرد بشكل غير مباشر على تصريحات لحركتي فتح وحماس، أكدتا فيها أنه أصبح خارج السباق إلى كرسي رئاسة حكومة التوافق المقبلة.

بل ذهب رئيس وفد فتح للحوار، وعضو اللجنة المركزية عزام الأحمد، إلى أبعد من ذلك، منتقدا بقاء فياض في منصبه، قائلا: «لو كنت في موقع رئيس الوزراء الدكتور سلام فياض لكنت انسحبت منذ 6 أشهر لإفساح المجال أمام تشكيل حكومة وفق اتفاق المصالحة».

وأغضبت هذه التصريحات فياض ومستشاريه الذين هاجم بعضهم تصريحات الأحمد عبر مواقعهم على «فيس بوك».

وكان قطار المصالحة الذي انطلق قبل شهور، توقف فورا عند اسم رئيس الحكومة المقبلة، بعدما تمسك الرئيس الفلسطيني محمود عباس، (أبو مازن)، بفياض رئيسا لها، باعتبار أن الحكومة المشكلة تبقى حكومته، ورفضت حماس ذلك قطعا قائلة إنها لن تقبل بفياض ولا حتى أن يكون وزيرا.

وقالت حماس قبل لقاء مرتقب بين أبو مازن ومشعل في القاهرة بعد أيام إن على فتح أن تختار شخصا غير فياض لإنجاح المصالحة، ومع تصريحات الأحمد تكون فتح اتفقت مع حماس على ضرورة التخلص من فياض.

والعلاقة بين حماس وفياض عدائية إلى حد كبير، وكذلك يمكن القول: إن علاقته بفتح متوترة أغلب الوقت، وقد زادت الفجوة بينه وبين فتح، بعد اتخاذه خطا آخر غير مؤيد لخطوة الذهاب إلى مجلس الأمن.

ولكن يبقى موقف أبو مازن هو الحاسم في هذه المسألة، ويتطلب الأمر انتظار الاجتماع بينه وبين مشعل، لينجلي الموقف تماما فيما يخص مصير فياض.

وهذا الجدل حول فياض، بالإضافة إلى تصريحات قادة فتح وحماس، هي التي أغضبته وأزعجته، وقال فياض «يتم الحديث عني وكأنني فرضت في كل الحكومات التي شكلت والمواقع التي شغلتها وكأنني مفروض على الشعب. صراحة فإن هذا القول فيه الكثير من الإساءة أساسا للشعب الفلسطيني وفيه إساءة للفصائل نفسها ناهيك عن الإساءة، ولربما هذا هو المقصود من قبل البعض، لي شخصيا. ولكن اسمحوا لي أن أقول بأخوة إنني لم أفكر أبدا بهذه الطريقة فالشعب الفلسطيني غني بالإنسان الفلسطيني والإنجاز.. إن الإنجاز والقدرة على تحقيقه ليست إطلاقا حكرا على أحد والحمد لله فإنه معروف عن شعبنا أنه غني بهذه الطاقات وبهذه الإمكانات ولا يمكن أن يكون من المقبول أن يعرض أي إنسان نفسه في إطار أنه أفضل من غيره فهذا غير وارد ولم أدعيه أبدا».

وتابع: «أود وأقول: إنه آن الأوان لإغلاق ملف الانقسام وحتى أنهي سيمفونية (أن فياض هو عقدة المنشار وعقبة أمام تحقيق المصالحة) أقول بمنتهى الوضوح أنه إذا كانت هذه وجهة نظرهم، فإنني أدعو جميع الفصائل والقوى السياسية إلى التوافق على رئيس وزراء جديد».

وتعارض كل من إسرائيل والولايات المتحدة إنجاز مصالحة بين فتح وحماس، واتهمت إسرائيل أبو مازن بخيانة عملية السلام بتوقيعه مصالحة مع حماس، وقالت الولايات المتحدة إن المصالحة تضر بهذه العملية، ونقلت مصادر إسرائيلية عن أميركية تهديدات بقطع المساعدات عن السلطة.

وردت فتح أمس، بقولها: «إن المصالحة الفلسطينية شأن داخلي، ولن تسمح لأي جهة خارجية بالتأثير على قرارات إنجازها وتوجهاتنا الوطنية».

وشدد فايز أبو عيطة الناطق باسم الحركة في بيان، على «أن إنجاز ملف المصالحة مرتكز على رؤية الحركة الاستراتيجية للعمل الوطني، معتبرا أن المصالحة الفلسطينية شأن داخلي لا يمتلك أي طرف خارجي حق النقض (الفيتو) عليها».

وأضاف: «إن موقف فتح حاسم في هذا الشأن، فقد عبر عنه الرئيس محمود عباس في أكثر من مناسبة والمطلوب الآن من حركة حماس إبداء نفس الدرجة من الحرص والمسؤولية لإنجاز ملف المصالحة والتغلب على كل التحديات التي تعترض سبيلها، مشيرا إلى أن الأجواء الإيجابية والاجتماعات التمهيدية للقاء الأخ الرئيس محمود عباس بخالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحماس تبعث الأمل بإنهاء كافة الملفات العالقة على طريق تنفيذها».