اعتقال «الجزار» عبد الله السنوسي على أيدي الثوار في سبها

صهر القذافي ورئيس جهاز المخابرات الليبية السابق

عبد الله السنوسي
TT

أكد مسؤولون بالمجلس الوطني الانتقالي لـ«الشرق الأوسط» اعتقال عبد الله السنوسي صهر العقيد الراحل معمر القذافي ورئيس جهاز المخابرات الليبية.

وقال عبد الله غربال عضو المجلس العسكري بالزنتان إنه تم إلقاء القبض على السنوسي في منطقة القيرة القريبة من سبها، بينما قال تلفزيون «ليبيا الحرة» (الناطق بلسان المجلس الوطني الانتقالي) إن السنوسي رئيس مخابرات نظام القذافي اعتقل في جنوب ليبيا، مشيرا إلى أن كتيبة جحفل فزان ألقت القبض عليه في منزل أخته بمنطقة القيرة القريبة من سبها.

وقبل إعلان اعتقاله الذي يأتي بعد يوم واحد فقط من اعتقال سيف الإسلام القذافي في نفس المنطقة، قال اللواء أحمد الحمدوني، وهو قائد عسكري رفيع للثوار، إن مقاتلين من الثوار يحاصرون السنوسي ويتفاوضون معه على استسلامه، مشيرا إلى أنه لم تقع اشتباكات بعد أن طوق رجاله، الذين تحركوا بناء على معلومات من سكان محليين، منزل أخت السنوسي قرب بلدة على بعد 500 كيلومتر جنوب طرابلس.

واعتقل السنوسي في قرية القيرة الواقعة على بعد 100 كيلومتر شمال مدينة سبها، على أيدي ثوار موالين للمجلس الانتقالي، قبل أن يعقد المجلس العسكري للمدينة اجتماعا لترتيب نقله لاحقا إلى العاصمة الليبية طرابلس.

ويقول مسؤولون بالمجلس الانتقالي إن اعتقال السنوسي يمثل مرحلة مهمة على طريق التخلص من فلول نظام القذافي ومحاولة استرجاع أموال ليبيا التي يعتقد أنه تم تهريبها إلى الخارج بمعرفة النظام السابق الذي يعتبر السنوسي أحد أبرز أركانه المهمين والفاعلين.

واختفى السنوسي عن الأنظار بعد اجتياح الثوار لمعقل القذافي الحصين في ثكنة باب العزيزية بالعاصمة الليبية طرابلس في شهر أغسطس (آب) الماضي، علما بأنه ظهر قبلها بأسبوعين فقط على شاشات التلفزيون الليبي الرسمي لينفي نبأ إصابته في عملية تبنتها إحدى الجماعات الليبية المسلحة قبل سقوط طرابلس.

والسنوسي هو زوج أخت صفية فركاش، الزوجة الثانية للعقيد معمر القذافي. ويوصف بأنه عين معمر القذافي وأذنه ويده اليمني في إحكام السيطرة الأمنية على البلاد.

ويقول الثوار إنه هو من أدار طريقة تعامل السلطات الليبية مع الاحتجاجات التي انطلقت منذ 17 فبراير (شباط) 2011، والتي تميزت بالقسوة المفرطة والقتل المباشر للمواطنين الليبيين.

شغل السنوسي عدة مناصب أمنية وعسكرية رفيعة المستوى وضعته في دائرة المقربين من القذافي، أو رجال الخيمة، وهو التعبير الذي كان يطلق عادة على أبرز الموثوق فيهم من قبل النظام السابق. وأسندت إليه عدة مهام أمنية حساسة، بينها قيادة جهاز الأمن الخارجي والاستخبارات العسكرية، وما يعرف في ليبيا بالكتيبة، وهي الجهاز المكلف بحماية القذافي. وأصبح يمثل الوجه القمعي للنظام داخل البلاد، ويعتقد أنه يقف وراء تصفية عدد من الأصوات المعارضة في الداخل.

يتهم الليبيون السنوسي بالمسؤولية الرئيسية عن واحدة من أكثر المآسي المحلية بشاعة في مجزرة سجن أبو سليم بطرابلس في شهر يونيو (حزيران) من عام 1996، التي قتل فيها نحو 1200 سجين - معظمهم من المعتقلين السياسيين - بالرصاص، ردا على احتجاجهم على ظروفهم السيئة داخل السجن.