الرئيس اليمني يلوح بتسليم السلطة إلى الحرس الجمهوري ويطالب بالمتورطين في محاولة اغتياله

قيادي في الثورة اليمنية لـ«الشرق الأوسط»: الخطوة تصب في مجرى التوريث

الرئيس اليمني علي عبد الله صالح مستمعا لنجله قائد قوات الحرس الجمهوري العميد أحمد علي عبد الله صالح أثناء زيارة الرئيس لهذه القوات في صنعاء (أ.ف.ب)
TT

لوَّح الرئيس اليمني علي عبد الله صالح بتسليم السلطة إلى الحرس الجمهوري الذي يقوده نجله، وطالب خصومه بتسليم المتهمين بمحاولة اغتياله، في وقت قلل فيه قيادي في الثورة اليمنية من خطاب الرئيس اليمني علي عبد الله صالح الذي أعلن فيه نيته تسليم السلطة للحرس الجمهوري الذي يقوده نجله العميد أحمد، في وقت اغتال فيه مسلحون ضابطا كبيرا في الجيش الموالي للرئيس صالح.

وقال المحامي والقيادي في الثورة اليمنية، خالد الأنسي لـ«الشرق الأوسط» إن صالح «مات سياسيا ولم تعد خطاباته تحظى بالترقب والاهتمام ولم يعد يستحق أن نضيع وقتنا في التفكير فيما سيقوله أو ما قاله، وهو خطاب مكرر، وليس بجديد»، واعتبر أن ظهور نجل صالح في زيارته لأحد المعسكرات الموالية له يؤكد سياسة التوريث التي خرج اليمنيون من أجل إسقاطها، وقال إن من «أهم الأسباب التي خرجنا من أجلها وقامت الثورة من أجل إسقاطها: رغبة صالح تسليم السلطة للحرس الجمهوري ممثلا بابنه».

وأشار إلى أن ظهور صالح الأخير وسط الجنود والجيش الموالي له «يلوح بقوة لتكرار سيناريو مصر، وهو التنازل عن السلطة لمجلس عسكري ولكن بقيادة نجله»، وهو «تنازل مؤجل لعبد ربه هادي أو (كاش) لولده»، موضحا أن ما وصفه بـ«مماطلة صالح في تسليم السلطة، سواء عبر المبادرة الخليجية أو المطالب الثورية، موقف غير مستغرب ومتوقع منه».

وكان الرئيس اليمني علي عبد الله صالح قد قام، أول من أمس، بأول زيارة ميدانية عسكرية له منذ حادثة جامع النهدين في يونيو (حزيران) الماضي، واستقبل صالح، في مقر اللواء الرابع حرس جمهوري، نجله العميد أحمد، الذي يقود قوات الحرس الجمهوري إلى جانب القوات الخاصة، إضافة إلى الأخ غير الشقيق لصالح وهو اللواء علي صالح الأحمر، وجدد الرئيس صالح تمسكه بالسلطة، معلنا أنه سيسلمها إلى الحرس الجمهوري. وقال صالح، في كلمة نقلها التلفزيون اليمني: «نحن في رئاسة الدولة مستعدون أن نضحي من أجل الوطن، لكن ستبقون أنتم؛ فأنتم موجودون حتى لو تخلينا عن السلطة، فأنتم السلطة، أنتم السلطة وأنتم صمام أمان الثورة.. في كل أنحاء الوطن، في كل أرجاء الوطن أنتم موجودون».

وهاجم صالح خصومه من القيادات العسكرية التي انشقت عنه ووصفهم بـ«العناصر المرتدة»، في إشارة إلى قائد الجيش المؤيد للثورة اليمنية، اللواء علي محسن الأحمر، وطالبهم «بتسليم الجناة الضالعين في أحداث جامع دار الرئاسة إلى النيابة العامة»، وقال إنهم «تحولوا إلى قطاع طرق ولو كان عندهم برنامج لما قطعوا الطرق وما خرجوا من معسكراتهم وهم يحتمون بالمواطنين وبالمعتصمين». كان صالح قد تعرض لمحاولة اغتيال مطلع يونيو الماضي.

وهدد صالح خصومه الذين يقودون ثورة ضده بنشر ملفاتهم السوداء، وقال: «لا نريد أن نتطرق إلى تاريخهم؛ لأننا أكبر وأسمى من أن نذكرهم ونذكر تاريخهم ونفتح ملفاتهم، ملفاتهم مملوءة بالخزي سواء أكانوا عسكريين أم مدنيين».

وعلى الصعيد الأمني، قتل ضابط كبير في الجيش بمنطقة الصمع في أرحب بشمال صنعاء، وذلك بعد ساعات من اتهام الرئيس صالح لمسلحين من المعارضة بمهاجمة مواقع الجيش في تلك المناطق الشمالية وفي تعز، وقالت مصادر حكومية يمنية إنه العقيد الركن عبد السلام محمد السفياني، رئيس عمليات اللواء الثالث مشاة جبلي، المرابط في منطقة الصمع، ووصفت السلطات الحادث بـ«الاعتداء الجديد»، واتهمت مسلحين من الفرقة الأولى مدرع، التي يقودها اللواء المنشق علي محسن الأحمر، وكذا «ميليشيات الإخوان المسلمين» بالتورط في الحادث. وقال مصدر عسكري مسؤول لوكالة الأنباء اليمنية «سبأ»: «إن ميليشيات الإصلاح وحلفاءهم من عناصر تنظيم القاعدة استخدمت في اعتدائها على المعسكر مختلف أنواع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة والخفيفة في محاولة يائسة لاقتحامه، إلا أن أبطال اللواء الثالث مشاة جبلي تصدوا لتلك العناصر الإرهابية ببسالة وشجاعة وذادوا عن معسكرهم وأجبروا تلك العناصر على الفرار وهي تجر أذيال الخزي والعار». وأضاف: «إن من يقف وراء تلك العناصر من الحاقدين والمتآمرين والخونة والانقلابيين لن يفلتوا من العقاب جرَّاء ما يرتكبونه من جرائم بحق الوطن والشعب وأبناء القوات المسلحة والأمن المرابطين في مواقع الشرف والبطولة والصامدين في وجه العملاء الذين يضمرون في أنفسهم الشريرة الحقد على كل ما هو جميل من خلال زعزعة الأمن والاستقرار في الوطن لتنفيذ مخططات رخيصة مدفوع ثمنها مقدما من قبل جهات خارجية هدفها الأول والوحيد تدمير اليمن ووحدته ومكتسبات ثورته الخالدة».