المعلم ينفي استهداف مقر البعث بدمشق.. ويأمر صحافية بـ«الصمت» بعد أن أكدت الهجوم

المبنى على بعد كيلومترات من القصر الرئاسي.. واستهدافه يحمل رسالة قوية للنظام

واجهة مبنى مقر حزب البعث في دمشق (أ.ب)
TT

أحرج صحافيون وزير الخارجية السوري وليد المعلم خلال مؤتمر صحافي عقده يوم أمس، فبينما نفى الوزير المعلم الأنباء التي بثتها بعض وسائل الإعلام العربية عن تعرض مقر حزب البعث (الحزب الحاكم) في حي المزرعة وسط العاصمة دمشق إلى هجمات مسلحة فجر أمس، وقال إن تلك الأنباء عارية عن الصحة ولم يحصل هذا، قاطعته الصحافية التي سألته حول الموقف السوري من التصعيد الأمني الذي وصل إلى وسط العاصمة دمشق بالقول: «بيتي قريب من المقر الحزبي وكانت هناك قنابل صوتية دون أن تحدث أي أضرار مادية أو بشرية». وانبرت صحافية أخرى رافعة صوتها بالقول: «حصل الهجوم الساعة الثانية فجرا واقتصرت الخسائر على تحطم بعض النوافذ». فسارع الوزير المعلم إلى إسكات الصحافية بمناداتها باسمها أن «اصمتي».

وسمع السكان في حي المزرعة فجر أمس صوت انفجارات وغالبا هي أصوات قنابل صوتية، وإطلاق رصاص عند الساعة الثانية من فجر أمس، وقال ناشطون إن الجيش السوري الحر نفذ عملية هجومية على مقر حزب البعث، وسط العاصمة، والذي تأتي أهميته من حيث موقعه القريب من مقر أمني، وعلى بعد كيلومترات قليلة من القصر الرئاسي في منطقة المهاجرين، ووصول الهجمات إليه يحمل رسالة قوية للأجهزة الأمنية التي تحتل كل شوارع العاصمة وتفرض عليها سيطرة شديدة. ويشار إلى أن هذه المنطقة شهدت خلال الأسبوعين الأخيرين مظاهرات يوم الجمعة انطلقت من جامع الإيمان أحد أكبر المساجد في حي المزرعة، وكانت مظاهرات طيارة، أي سريعة جدا، وتبعتها حملة اعتقالات واسعة.

وبحسب ناشطين، فإن اشتباكات جرت فجر أمس داخل مبنى مقر الحزب، بين جنود منشقين وعناصر الأمن الموجودين في المقر، وسمع السكان أصوات تفجيرات وإطلاق رصاص، إلا أن التلفزيون الرسمي نفى الخبر وعرض صورا بعيدة للمبنى من الخارج ويظهر فيها أنه سليم تماما، ولم تظهر صور من مسافة قريبة أو من الداخل.

ومن جانبه نفى الرائد ماهر النعيمي، المتحدث باسم المجلس العسكري المؤقت في تصريح لقناة «العربية»، استهداف مقر حزب البعث من قبل الجيش السوري الحر وقال «حين نستهدف أي منشأة سنخرج على العلن ولن نقف خلف صفحات الإنترنت»، موضحا أن «المنشآت هي ملك للشعب ولن نستهدفها ولو قررنا استهداف أي هدف سيكون القصر الجمهوري»، لافتا إلى أنه لا يوجد لدى المجلس العسكري المؤقت «وسائل التكنولوجيا الحديثة لكي نطلع الناس على أخباره أولا بأول»، وأكد وجود عناصر من ميليشيات مقتدى الصدر في حمص وجبل الزاوية وقال إنهم سيبثون صورا لهم قريبا وتوعد بتصفيتهم.

وكان ناشطون قد قالوا الأسبوع الماضي إنهم علموا بدخول نحو مائة عنصر من ميليشيا جيش المهدي الموالية لرجل الدين العراقي مقتدى الصدر إلى الأراضي السورية، فيما أكدت مصادر محلية في حمص رؤيتها عناصر غريبة يربطون شرائط ملونة حول رؤوسهم بين القوات السورية وهم ينفذون عمليات هناك.

وفي سياق العمليات التي يقوم بها ما يسمى «الجيش السوري الحر» بقيادة العقيد رياض الأسعد أصدرت «كتيبة أبو عبيدة بن الجراح»، بيانا قالت فيه إنها اشتبكت مع قوات الأمن الموجودة على جسر مسرابا في منطقة حرستا في ريف دمشق ردا على قيامهم بمهاجمة المتظاهرين، وقالت الكتيبة إنها تصدت لهم «وتم قتل 20 عنصرا من الأمن والشبيحة كما وقع عدد من الجرحى بين صفوفهم».