باراك: إيران ستمتلك سلاحا نوويا خلال سنة إن لم يوقف مشروعها

ردا على تصريحات لوزير الدفاع الأميركي قال فيها إن الهجوم على إيران غير مجد

TT

في رد على نظيره الأميركي، ليون بانيتا، الذي حذر من انعكاسات خطيرة لضرب إيران عسكريا، قال وزير الدفاع الإسرائيلي، إيهود باراك، أمس، إن «الوقت آخذ في النفاد في ما يتعلق بوقف المشروع النووي الإيراني»، وإنه «تبقى أقل من سنة (للقيام بأي شيء)، حيث إن فترة تقل عن عام أصبحت تفصل إيران عن الوصول إلى نقطة اللاعودة في هذا المشروع تضعها في دائرة الحصانة حسب تعريفه».

وأضاف باراك، خلال مقابلة مع شبكة «سي إن إن» الأميركية، بثت أمس، أنه يرفض الخوض في أية تفاصيل حول خطوات إسرائيل اللاحقة على هذا الصعيد، مؤكدا أن «الموضوع غير قابل للنقاش العام». ولكنه حذر من أن «حصول إيران على السلاح النووي ستكون له تداعيات إقليمية خطيرة؛ حيث إنه سيحدو بدول مثل العربية السعودية وتركيا ومصر إلى الاقتداء بإيران، كما أن الأمر سيكون بمثابة نقطة الانطلاق للعد التنازلي نحو حصول عناصر إرهابية على مواد نووية».

جاءت تصريحات باراك هذه في أعقاب مشاركته في المنتدى الأمني الدولي في مدينة هاليفاكس الكندية، الذي حث خلاله المجتمع الدولي على تشديد العقوبات المفروضة على طهران. وكان باراك قد اجتمع مع وزير الدفاع الأميركي، بنيتا، على هامش هذا المنتدى. ونقلت مصادر إسرائيلية أن بنيتا أعاد على مسامع الوزير الإسرائيلي ما كان صرح به يوم الخميس الماضي، وهو في طريقه إلى كندا، من أن «توجيه ضربة عسكرية إلى إيران، يولد مخاوف لدى الولايات المتحدة من العواقب غير المقصودة، لها أثرها المدمر المحتمل على الاقتصاد العالمي». وقال بانيتا للصحافيين الأميركيين المسافرين معه إن الولايات المتحدة تعتقد أن أكثر السبل فعالية لمواجهة إيران، يميل إلى استخدام الضغط الدبلوماسي والعقوبات، لمحاولة كبح جماح البرنامج النووي لطهران. وأضاف: «من الواضح أن الذهاب أبعد من ذلك يثير قلقنا بشأن العواقب غير المقصودة التي قد تنجم عنه».

وقال بنيتا إن توجيه ضربة إلى إيران لن يعوق برنامجها النووي سوى عام أو عامين. وأشار إلى تحليل أميركي يفيد أن توجيه ضربة إلى إيران، سيكون له أيضا انعكاسات على القوات الأميركية في المنطقة، وقد يؤدي إلى إصابة جنود أميركيين في المنطقة. وقال بنيتا: «يجب أن أقول لكم إنه ستكون لذلك عواقب اقتصادية قد تؤثر لا على اقتصادنا فحسب، ولكن على الاقتصاد العالمي»، وأضاف: «ولذلك، فإن هذه الأمور يتعين دراستها جميعا».

وأضاف بنيتا: «الولايات المتحدة تشعر بقوة أن السبيل لمعالجة ذلك هو من خلال العمل مع حلفائنا، والعمل مع المجتمع الدولي لتطوير العقوبات والجهود الدبلوماسية التي تفرض مزيدا من العزلة على إيران»، وأكد بانيتا أن «ذلك هو أكثر السبل فعالية لمواجهتهم في هذه المرحلة». من جانبه، قال وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي، موشيه يعلون، إن إيران نووية ستحدث فوضى نووية في الشرق الأوسط. ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن يعلون قوله خلال مؤتمر عقده «معهد أبحاث الأمن القومي» في جامعة تل أبيب، إن «قدرة نووية عسكرية إيرانية بإمكانها تهديد أماكن أبعد (من الشرق الأوسط) وإحضار قنبلة قذرة إلى مانهاتن (في نيويورك)، فهذا نظام غير تقليدي ويحظر أن تكون لديه قدرات غير تقليدية». وأضاف أن على المجتمع الدولي منع إيران بأي طريقة من الحصول على قدرة نووية عسكرية.

ولوح يعلون بأنه «ينبغي أن نأمل، من جهة، أن ينفذ الآخرون المهمة المقدسة (أي وقف البرنامج النووي الإيراني)، لكن من الجهة الثانية ينبغي الاستعداد وكأنه (ما حك جسمك مثل ظفرك)، وهذا التحدي ماثل أمامنا ويتضح الآن أكثر بعد نشر تقرير الوكالة الدولية للطاقة النووية».

وأضاف يعلون أنه «لا يمكن كنس مشكلات كهذه تحت البساط ونحن في فترة مصيرية.. وبالنسبة لنا، وفي تقديرنا، فإنه بالإمكان وقف المشروع (النووي الإيراني) إذا كان هناك تشابك أيدي وأذرع دولية واستراتيجية تدمج عدة مركبات؛ أولها عزل إيران سياسيا، فإذا كان هذا هو النظام وهؤلاء رجالاته فكيف يمكن أن يتم استقبال رئيس إيران (محمود أحمدي نجاد) في الجمعية العامة للأمم المتحدة أو في جامعة كولومبيا بينما هو يدعو إلى محو إسرائيل عن الخريطة؟». ودعا يعلون إلى فرض عقوبات اقتصادية على إيران «يكون بمقدورها أن تجعل النظام الإيراني يواجه معضلة بأسرع ما يمكن: القنبلة أو البقاء. ومن أجل تحقيق ذلك يجب فرض عقوبات لاسعة وفعالة، وعلى المنظومة الدولية أن تقود إلى هذا الوضع الآن». واستبعد يعلون إمكانية الاعتماد على المعارضة الإيرانية «التي لم تنجح في التعبير عن نفسها بسبب قمع النظام».

وفي ما يتعلق بهجوم عسكري ضد إيران، قال يعلون إن «الخيار العسكري هو الخيار الأخير بعد استنفاد الإمكانات الأخرى كافة، لكنه يجب أن يكون خيارا عسكريا ذا مصداقية، وهذا يعني أن يقتنعوا في طهران بأنهم إذا لم يستجيبوا لمطالب مجلس الأمن الدولي والوكالة الدولية للطاقة النووية، فإنهم سيواجهون معضلة القنبلة أو البقاء، وأنا لست واثقا من أنهم مقتنعون بأن العالم الغربي مستعد للدخول في مواجهة معهم».