أفغان يحتجون ضد الشراكة مع واشنطن

أكثر من ألف طالب جامعي يغلقون طريقا سريعا يربط جلال آباد بالعاصمة كابل

طلاب أفغان يتظاهرون ضد الشراكة مع واشنطن في مدينة جلال آباد شرق أفغانستان أمس (أ.ف.ب)
TT

خرج نحو ألف شخص معظمهم من الطلاب إلى الشوارع في شرق أفغانستان أمس، احتجاجا على خطط رامية إلى إبرام اتفاق شراكة طويل الأمد مع الولايات المتحدة، يخشى المتظاهرون من أن يؤدي إلى تمديد فترة بقاء القوات الأميركية في البلاد.

وأغلق طلاب جامعيون طريقا سريعا في مدينة جلال آباد شرق أفغانستان يؤدي إلى العاصمة كابل، وذلك احتجاجا على أي اتفاق يسمح للقوات الأميركية بالبقاء في أفغانستان بعد عام 2014، الموعد المحدد لتسليم السلطة للحكومة الأفغانية.

وأيد قادة الرأي والسياسة في المجتمع الأفغاني فكرة إقامة شراكة استراتيجية مع الولايات المتحدة مع بعض المحاذير، بعد اجتماع المجلس الأعلى للقبائل «لويا جيرغا» الذي اختتم أمس وشارك فيه ألفان من شيوخ القبائل.

ومن الشروط التي وضعها الـ«لويا جيرغا» أن تكون العلاقات بين أفغانستان والولايات المتحدة علاقات بين بلدين مستقلين، مع التزام الولايات المتحدة بوقف المداهمات الليلية، وحل الهيئات الأجنبية - على غرار الفرق المدنية العسكرية المشتركة لإعادة الإعمار - واستبدال مؤسسات موازية في أفغانستان بها».

واحتشد المتظاهرون على مشارف مدينة جلال آباد عاصمة إقليم ننكرهار شرق البلاد، وأحرقوا دمية للرئيس الأميركي باراك أوباما في إطار احتجاجهم على فكرة بقاء قوات الأميركية في أفغانستان. ومن المقرر حتى الآن أن تنسحب جميع القوات الأجنبية المقاتلة من أفغانستان بحلول نهاية عام 2014، على أن يتم تسليم المسؤولية الأمنية إلى الشرطة والجيش الأفغانيين. ورغم ذلك سيبقى هناك بعض الخبراء الأجانب للعمل مع القوات الأفغانية.

وقال الطالب الجامعي محمد طاهر قاني «إننا نعارض تماما أي وجود أميركي في أفغانستان، فهم يقتلون أبناء شعبنا في عملياتهم التعسفية». وحمل متظاهرون آخرون لافتات وصاحوا قائلين «الموت لأميركا». وقال أحد المتظاهرين، ويدعى جول خان (22 عاما)، لا نريد أن نكون عبيدا للأميركيين للأبد، وصبرنا ينفد. إذا تم توقيع هذا الاتفاق فسنخرج إلى الشوارع كل يوم».

ورغم ذلك كانت هناك بعض الشروط الرئيسية لتأييد المجلس الأعلى للقبائل لإبرام الاتفاق. وقال مندوبون في إعلان بعد الاجتماع إنهم يعارضون الوجود الدائم للجيش الأميركي في أفغانستان ويطالبون الولايات المتحدة بوقف المداهمات الليلية. وتمثل المداهمات عائقا كبيرا أمام استكمال الاتفاق الثنائي بين أفغانستان والولايات المتحدة.

وأثارت هذه المداهمات حالة من الاستياء بين المدنيين الأفغان. ويقول العديد من الأفغان وبينهم الرئيس حميد كرزاي إنه يجب وقف المداهمات أو الحد منها بشكل كبير. ومع ذلك يعتبر قادة غربيون أن المداهمات تمثل أحد أسلحتهم الأكثر فعالية في إطار ملاحقتهم للمتمردين الذين يختبئون بين عامة الشعب الأفغاني. وستحكم اتفاقية الشراكة الاستراتيجية - التي ما زالت رهن التفاوض بين كابل وواشنطن - طبيعة الدور الذي ستلعبه الولايات المتحدة في أفغانستان بعد الموعد النهائي لخروج القوات المقاتلة الأجنبية نهاية 2014. وأدانت حركة طالبان مجلس «لويا جيرغا» في رسالة إلكترونية بعثت بها إلى وسائل الإعلام أمس. وقالت الحركة في بيان «نعتقد أن الاتفاق قد أعده الأميركيون بالفعل، ولم يستخدم اسم (لويا جيرغا) إلا للإعلان عنه». وتطالب الحركة بضرورة مغادرة جميع القوات الأجنبية أفغانستان على الفور.

من جانبه، تعهد وزير الخارجية الألماني غيدو فسترفيلي الذي حضر اليوم الأخير من اجتماع مجلس «لويا جيرغا»، بأن تواصل بلاده دعمها لأفغانستان خلال الفترة التي ستعقب انسحاب القوات الدولية من هناك. وجاء ذلك خلال لقاء جمع أول من أمس فسترفيلي بالرئيس كرزاي في كابل، حيث بحث الطرفان الترتيبات الخاصة بالإعداد لمؤتمر دولي من أجل أفغانستان في مدينة بون الألمانية في الخامس من ديسمبر (كانون الأول) المقبل، بمشاركة وفود حكومية من نحو مائة دولة».