تحقيق أميركي ـ عراقي في مقتل 3 مدنيين

احتفال مبكر بـ«عيد الشكر» يسدل الستار على قاعدة «كامب فيكتوري» في العراق

جنديان أميركيان مع عمال أمام شاحنات محملة بالتجهيزات العسكرية قبل ساعات من غلق معسكر «كامب فيكتوري» في بغداد أمس (أ.ف.ب)
TT

أعلن مسؤول أمني عراقي رفيع المستوى أمس أن تحقيقا رسميا فتح بحادثة مقتل ثلاثة مدنيين بنيران القوات الأميركية بعد تعرضها لهجوم بعبوة ناسفة جنوب بغداد. وقال المتحدث باسم قيادة عمليات بغداد اللواء قاسم عطا إن «قيادة عمليات بغداد فتحت تحقيقا مشتركا مع القوات الأميركية بحادث مقتل ثلاثة مدنيين على أيدي القوات الأميركية جنوب بغداد».

وأضاف عطا لوكالة الصحافة الفرنسية أن «المعلومات الأولية تشير إلى أن رتلا أميركيا تعرض لانفجار عبوة ناسفة، وردت القوات الأميركية مما أدى إلى مقتل ثلاثة مدنيين وإصابة خمسة آخرين بجروح». وكانت مصادر أمنية أفادت السبت بأن مدنيين قتلا وأصيب ثلاثة آخرون بنيران جنود أميركيين إثر انفجار عبوة ناسفة استهدفت موكبا أميركيا جنوب بغداد». وأكدت القوات الأميركية تعرض جنودها لهجوم بعبوة ناسفة، إلا أنها نفت إطلاق النار وقتل المدنيين. وهذا أول حادث من نوعه منذ الإعلان عن سحب القوات الأميركية من العراق في 21 أكتوبر (تشرين الأول).

وقال مصدر في وزارة الداخلية العراقية إن «موكبا أميركيا استهدف بعبوة ناسفة في اليوسفية (25 كلم جنوب بغداد) على الطريق المؤدي إلى الحلة». وأضاف أن «جنودا أميركيين أطلقوا النار عشوائيا إثر الهجوم مما أدى إلى مقتل مدنيين اثنين وإصابة خمسة آخرين بجروح».

إلى ذلك، أحيا جنود أميركيون في قاعدة عسكرية قرب بغداد أمس آخر عيد شكر لهم في العراق، معلنين عن سعادتهم لقرب عودتهم إلى الولايات المتحدة. وحسب وكالة «رويترز» يحيي الأميركيون عيد الشكر بعد أيام، إلا أن الجنود قرروا تنظيم الاحتفال في وقت مبكر والتوجه إلى مقر تناول الطعام في معسكر «كامب فيكتوري» قبيل إغلاقه بشكل نهائي مساء أمس. وتعمل الولايات المتحدة حاليا على سحب كل قواتها من العراق قبل نهاية عام 2011، بموجب اتفاقية أمنية موقعة بين بغداد وواشنطن. وتجمع نحو 6600 جندي ومقاول أميركي في المعسكر حول طاولات زينت بأوراق ملونة فيما انتشرت لافتات كتب عليها «عيد شكر سعيد». وقال مسؤول مقر تناول الطعام في المعسكر، كريستوفر كويمبلي «نتناول عشاء عيد الشكر هنا اليوم بدل يوم الخميس المقبل لأننا سنغلق هذا المكان بعد قليل». وقال كويمبلي «الشكر هو لكل شيء هنا، ونحن شاكرون كل يوم، وهذا يعني الكثير بالنسبة لنا. بدأنا من الصفر هنا، رأينا المكان ينهض، واليوم نشاهده يغلق».

من جهتها وصفت شاونا ماكنيل (23 عاما)، التي تشارك في أول مهمة لها في العراق، العشاء في معسكر فيكتوري بأنه يمثل «دافعا معنويا جيدا لنا». وأضافت «إنه أمر جيد لأننا نعلم أن الوقت يضيق ولم يعد هناك أي متسع منه، فهذا العشاء الأخير هنا ونحن بدأنا نقترب أكثر من منزلنا، وبتنا أكثر استعدادا للعودة إليه». وتابعت «أعتقد أنه من الجيد أن نجتمع كلنا وأن نستمتع بوجبة جيدة. أعرف الكثير من الناس الذين يشعرون بالشوق لعائلاتهم، لذا فإن عشاء كهذا يساعدهم على تخطي ذلك».