محافظ الأنبار: لم أقل لدي وثائق عن تورط «جيش المهدي» في قمع المتظاهرين بسوريا

الفهداوي: يبدو أن عناصر التنظيم الذين حاولوا اغتيالي تصرفوا بشكل شخصي

TT

بعد أن نفت كتلة الأحرار التابعة للتيار الصدري بشدة أن يكون «جيش المهدي» قد تورط في قمع المتظاهرين في سوريا، وذلك ردا على تهديدات نسبت إلى محافظ الأنبار محمد قاسم الفهداوي بكشف وثائق بهذا الخصوص إذا لم يسلم التيار عناصر في جيش المهدي يتهمهم بأنهم أرادوا اغتياله قبل نحو أسبوعين، نفى الأخير أيضا أمس التصريحات المنسوبة إليه.

وقال القيادي البارز في التيار الصدري حاكم الزاملي إن الصدر «كثيرا ما أكد وقوفه مع الشعوب وليس الحكام في تغيير الأنظمة حتى إن كانت ترتبط بعلاقات صداقة معنا». وطالب الزاملي الفهداوي بأن «يأتي باسم عنصر واحد من جيش المهدي قام بعمل ضد المنتفضين في سوريا أو نفذ عملية فيها»، موضحا أن «الإخوة في المقاومة السورية أو ما يسمى المجلس الانتقالي، قاموا بنشر فشلهم على الشعوب». وشدد على أنه «لا أحد من التيار الصدري يقوم بالعمل مع الأجهزة الأمنية السورية أو بتهديد السلم والأمن فيها»، مؤكدا أن «التيار يحترم الشعوب ودول الجوار مثلما يستغرب من هذه الهجمة الغريبة». واعتبر الزاملي أن «أحدا لم يساند الانتفاضات التي قامت بها شعوب اليمن والبحرين والآن تأتي جامعة الدول العربية وغيرها للتدخل في سوريا». وفي اتصال هاتفي لـ«الشرق الأوسط» معه، أكد الفهداوي أن «التصريحات التي أدلى بها لوسائل الإعلام العراقية جرى تحريفها»، مشيرا إلى أنه «لم يقُل لديه أدلة بخصوص إرسال مسلحين إلى سوريا أو غيرها لكنه قال، وهو ما لم ينشر، إنه يعتب على الحكومة المركزية التي أهملت التحقيق في واقعة محاولة الاغتيال التي تعرضت لها رغم مرور 13 يوما على وقوعها». وأوضح الفهداوي أنه «يرى أن الحكومة العراقية لاهية في دعم أنظمة تضطهد شعوبها وتتهاوى أمام ضربات تلك الشعوب وتتجاهل واقعة استهداف مسؤول بالدولة». وبشأن اتهامه لجيش المهدي، قال إنه «يبدو أن ما حصل تصرف شخصي من قبل هؤلاء، وأن لا خلاف لديه مع الصدريين وأنهم وعدوه بإجراء تحقيق عادل بالموضوع». وكان الفهداوي أعلن في وقت متأخر من مساء أول من أمس أن الجهات الأمنية سلمته وثيقة مرسلة من جهاز المخابرات إلى رئيس الوزراء نوري المالكي بتاريخ 13 - 11 - 2011 وتحمل الرقم 3017 (سري وشخصي للغاية) وأن الوثيقة تشير إلى أن أحد ضباط الجهاز المنسوب إلى اللواء 24 الفرقة السادسة في الجيش العراقي يعمل بصفة ضابط متابعة أبلغ جهاز المخابرات بحصوله على معلومات من مصادره داخل اللواء المذكور تفيد بأن جنودا ينتسبون إلى اللواء مرتبطين بجيش المهدي وبالتنسيق مع نقاط تفتيش تابعة للواء نفذوا عملية استهدافه في أبو غريب (غرب بغداد) في السابع من الشهر الحالي.

بدوره، أعلن رئيس كتلة الأحرار في البرلمان العراقي بهاء الأعرجي أن التيار الصدري سوف يبدأ تحقيقا في محاولة اغتيال الفهداوي. وقال الأعرجي في بيان صادر عن الكتلة وتلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه، إن «محافظ الأنبار قاسم محمد الفهداوي شخصية وطنية عراقية ولا يمكن الاعتداء عليها والمقاومة المسلحة لجيش المهدي تقتصر على القوات المحتلة».