رئيس التجمع الوطني للأحرار المغربي: لنا خط أحمر مع كل من يستعمل الدين في السياسة

صلاح الدين مزوار لـ «الشرق الأوسط» : رئيس الحكومة وحزبه هما من بدآ الطلاق مع حزبنا

صلاح الدين مزوار
TT

قال صلاح الدين مزوار، رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار المغربي، وزير المالية الحالي، الذي ترشحه التوقعات لتولي منصب رئيس الحكومة، في حالة ظفر حزبه بصدارة انتخابات 23 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، إن رئيس الحكومة المقبل يجب أن تتوافر لديه رؤية استراتيجية واضحة، والجرأة والقدرة على العمل الجماعي ضمن فريق منسجم ومتكامل، وأيضا القدرة على الشروع في إصلاحات، والصمود من أجل تحقيقها، والقدرة، كذلك، على التواصل المستمر مع المواطن ومع المؤسسات في إطار الإقناع والاقتناع.

وأضاف مزوار، في حوار مع «الشرق الأوسط»، جرى الليلة قبل الماضية في مدينة مكناس (وسط المغرب)، أنه يعتبر هذه المواصفات من بين الأشياء التي يجب أن يتوافر عليها أي رئيس للحكومة في مرحلة تحول نوعي مثل التحول الذي يعيشه المجتمع المغربي والمغرب عامة.

وانتقد مزوار الانتقادات التي وجهها له عباس الفاسي، رئيس الحكومة الحالية جراء تحالف حزبه مع حزبين معارضين ممثلين في البرلمان إضافة إلى 6 أحزاب أخرى، وقال: «نحن في حزبنا نعتبر أنه ليس من الأخلاق السياسية أن يوجه رئيس الحكومة سهام النقد إلى وزير ما زالت تربطه معه مسؤولية مشتركة». وأضاف قائلا «نعتبر أنه من الأخلاق السياسية أن نتفادى التشخيص، ونتوجه إلى نقاش حول المشاريع والبرامج وطرق الإجابة عن تحديات المرحلة».

وأوضح مزوار أن رده على الفاسي يروم إرسال رسالة مفادها بأن التهجمات ليست من شيم رجالات الدولة، وأنه إذا كان الهدف هو المس بشخصي المتواضع «فإنني لدي الكثير مما أقوله. لقد قلت القليل اليوم ويمكن أن أقول الكثير غدا، لكن خصالي السياسية تجعلني أترفع عن كل هذا، وأساهم في تخليق المشهد الحزبي والسياسي، وأن أعطي صورة نظيفة للفاعل والمسؤول السياسي في بلادنا».

وانتقد مزوار من يعتبرون تولي التحالف من أجل الديمقراطية رئاسة الحكومة بعد الانتخابات المقبلة، سيضع استقرار المغرب ككل على المحك، وقال إنها قراءة مغلوطة تهدف أساسا إلى ترهيب المواطن، وترفض التغيير والتحول والتطور، مشيرا إلى أن هناك من يحاول إيهام المواطن بأن أي تحالف قبل الانتخابات من شأنه أن يضر بالمسار الديمقراطي.. وفيما يلي نص الحوار.

* ما هي القيمة المضافة التي يقدمها التجمع الوطني للأحرار في برنامجه الانتخابي، والتي تميزه عن باقي البرامج التي تبدو في غالبيتها متشابهة؟

- برنامج التجمع الوطني للأحرار هو برنامج التحالف من أجل الديمقراطية. وهذا توجه اخترناه قناعة منا بضرورة الإسهام في عقلنة المشهد الحزبي والسياسي من خلال التنزيل السليم لمقتضيات الدستور الجديد، وكذلك حكومة قادرة على القيام بالإصلاحات الضرورية لرفع تحدي المرحلة وانتظارات المواطن، وتحدي أيضا ما يجري على المستوى الجهوي والإقليمي والعالمي. نحن اخترنا أن يجيب برنامجنا عن أولويات المرحلة أولا في ضرورة إعادة الثقة في المؤسسات، وإعادة الثقة ما بين المواطن والأحزاب السياسية، وما بين المواطنين فيما بينهم، لأن الثقة هي أساس البناء الديمقراطي السليم. اخترنا كذلك أن نعطي إجابات عملية وفعالة عن مستوى انتظارات المواطنين في ما يخص الكرامة، وقد عبر الشارع المغربي والمواطن المغربي على أن الكرامة هي مقياس لتعامله السياسي وتقييمه للأداء السياسي للأحزاب السياسية في تدبير المرحلة المقبلة، ورفعنا كذلك تحدي الازدهار الاقتصادي كمرتكز أساسي للإجابة عن انتظارات المواطنين. فهناك قضايا تشغيل الشباب، وهي أولوية من بين أولويات برنامجنا، وهناك أيضا كل ما هو مرتبط بالتنمية المجالية والتنمية الجهوية لكي نخلق التوازن الضروري ما بين الجهات (المناطق) على مستوى التنمية حتى نصل إلى المزيد من العدالة الاجتماعية.

والى جانب كل ما سبق، هناك تحدي البناء القويم لاقتصاد أبان عن قدرته على مواجهة أزمة عالمية كبرى على المستوى المالي والاقتصادي، وهذا البناء أو هذا الخيار، حسب اعتقادنا، بإمكانه أن يجيب على انتظارات المواطنين، لكن هذه التحديات هي في حاجة إلى حكومة منسجمة وقوية، ومؤسسات تمثيلية قوية، وهذا الهاجس هو الذي دفعنا إلى الشروع في إطار تحالف سياسي مع أحزاب نعتبرها أحزابا قادرة على رفع هذا التحدي والإجابة عن انتظارات المواطنين في المرحلة المقبلة.

* قلت في تجمع خطابي انتخابي مؤخرا قي مكناس إن حزبكم يريد مغربا بلا فقراء، ويخلو من الفوارق الاجتماعية. فكيف ستحققون ذلك، وهل لكم عصا سحرية للقضاء على الفقر؟

- يمكن تحقيق ذلك بالخيارات وبالاختيارات. المغرب يجب أن يحافظ على معدلات نمو مرتفعة للإجابة عن الحاجيات الملحة للمواطنين، وكذلك الحاجيات المرتبطة بقضايا التشغيل والتنمية المجالية. المغرب عليه أيضا، في إطار التضامن الاجتماعي، أن يوجه قسطا من الدعم الموجه للمواد الاستهلاكية عبر صندوق المقاصة (صندوق دعم المواد الأساسية) إلى الدعم المباشر للمواطنين. فالحصة المخصصة للمقاصة أو دعم المواد الأساسية اليوم هي تقريبا 5 مليارات دولار، وهذا المبلغ إذا وجهنا 2.5 مليار دولار منه للدعم المباشر، سنسرع من وتيرة الخروج من آفات الفقر والهشاشة، مع التركيز على التنمية المجالية بالنسبة للعالم القروي والمناطق الجبلية، وكذلك بالنسبة للجهات التي تعاني من نقص البنى الأساسية والتجهيزات. فهذه خيارات أساسية لتسريع وتيرة الخروج من إشكالية الفقر والهشاشة وخلق دينامية جديدة في إطار الثقة، وفي إطار البناء المؤسساتي السليم، حتى نسرع من وتيرة التنمية، ووتيرة الخروج من المظاهر التي من شأنها أن تمس كرامة المواطن.

* أنت من المرشحين في حالة ما إذا تصدر حزبكم نتائج الانتخابات إلى جانب مجموعة الثماني المتمثلة في أحزاب «التحالف من أجل الديمقراطية»، لتولي رئاسة الحكومة. فما هي المواصفات التي يجب أن تتوافر في رئيس الحكومة في المرحلة المقبلة؟

- يجب أن تتوافر لديه رؤية استراتيجية واضحة، والجرأة والقدرة على العمل الجماعي ضمن فريق منسجم ومتكامل، وأيضا القدرة على الشروع في إصلاحات، والصمود من أجل تحقيقها، والقدرة، كذلك، على التواصل المستمر مع المواطن ومع المؤسسات في إطار الإقناع والاقتناع، وهذه مواصفات أعتبرها من بين الأشياء التي يجب أن يتوافر عليها أي رئيس للحكومة في مرحلة تحول نوعي مثل التحول الذي يعيشه المجتمع المغربي والمغرب عامة.

* لكل حزب الحق في التحالف مع أي جهة يراها تتفق مع مبتغاه وأفكاره السياسية، لكن ألا ترى أن حزبكم ارتكب أخطاء تكتيكية حينما انخرط في تحالف مجموعة الثماني التي تضم حزبين معارضين ممثلين في البرلمان دون أن ينسحب من الحكومة، ألا ترى أن هناك تناقضا في ممارساتكم السياسية؟

- ليس هناك تناقض بين هذا وذاك، التجمع الوطني للأحرار دخل في تجربة حكومية ضمن أغلبية، وتحمل فيها مسؤوليته، وسيتحمل مسؤوليته إلى آخر دقيقة من عمر هذه الحكومة، لكن هذا لا يمنع التجمع الوطني للأحرار من بناء علاقات استراتيجية مع من يعتبر أنه بإمكانه أن يتحالف معه. نحن لسنا في منطق المضادات، نحن في إطار البناء الاستراتيجي للإجابة عن المرحلة المقبلة مع تحملنا مسؤولية التدبير الحكومي، وتدبير القضايا الأساسية للوطن في هذه المرحلة الانتقالية التي نعتبرها مرحلة أساسية.

* في ظل الحراك العربي، هناك من يعتبر تولي التحالف من أجل الديمقراطية رئاسة الحكومة المقبلة سيضع استقرار المغرب ككل على المحك. ألا ترى أن المغرب في حاجة إلى انفراج نفسي شبيه بالانفراج الذي خلقه تشكيل حكومة التناوب التوافقي، التي جنبت المغرب السكتة القلبية في نهاية عقد التسعينات؟

- لماذا سيكون التحالف من أجل الديمقراطية عاملا لعدم استقرار الوطن، وتكون تحالفات أخرى هي تحالفات لاستقرار البلاد. فهذه القراءة مغلوطة، وتهدف أساسا إلى ترهيب المواطن، وترفض التغيير والتحول والتطور.. المغرب دخل اليوم في مرحلة جديدة، ونحن كانت لنا الجرأة والشجاعة بأن نتماشى مع انتظارات المواطنين.. فالكثيرون يريدون أن يستفيدوا من تمزق المشهدين الحزبي والسياسي. ونحن نقول إن المرحلة تفرض نكران الذات، والدخول في تحالفات قبلية قبل الانتخابات لإعطاء تصور واضح، وإجابة واضحة بالنسبة لمن سيتحمل المسؤولية غدا، الكل يبحث عن مواقع حتى تمكنه من أن يفاوض خلال فترة ما بعد الانتخابات، وكأن المغرب لم يتغير، وأنه ليس هناك دستور جديد، وليست هناك انتظارات جديدة. فهؤلاء يحاولون إيهام المواطن بأن أي تحالف قبلي من شأنه أن يضر بالمسار الديمقراطي. نحن مقتنعون بأن البناء الجديد للديمقراطية المغربية يفرض تحالفات واضحة، وتوضيح المشهد الحزبي والسياسي، كما يفرض أن يكون هناك خيار واضح إزاء أي مشروع مجتمعي نريد بناءه، وكيف نريد بناءه، وهذا ما سيساهم في توعية المواطن، وتوضيح الرؤية له، وكذلك إعطاؤه حرية الاختيار لكي نعطي المؤسسات التي نطمح إلى بنائها القوة اللازمة لكي تتحمل مسؤولياتها كاملة وبقوة في إطار البناء التجديدي للمغرب.

* أطلقتم النار على عباس الفاسي، رئيس الحكومة الحالية بعد أن التزمتم صمتا طويلا إزاء الكثير من الانتقادات التي وجهها لكم. وأود أن أسألك هنا، هل أتعبك الفاسي أم أتعبته أنت خلال سنوات عملكم معا ضمن الغالبية التي انفرط عقدها؟

- هذا كان رد فعل بعد تفكير طويل، نحن نعتبر في التجمع الوطني للأحرار أنه ليس من الأخلاق السياسية أن يوجه رئيس الحكومة سهام النقد إلى وزير ما زالت تربطه معه مسؤولية مشتركة. نحن نعتبر أنه من الأخلاق السياسية أن نتفادى التشخيص، ونتوجه إلى نقاش حول المشاريع والبرامج وطرق الإجابة عن تحديات المرحلة، وأن رجال الدولة يجب أن يتحلوا بخصال رجال الدولة في كل المحطات. في التجربة المغربية سواء في مرحلة التناوب التوافقي أو بعده لم نر الأستاذ عبد الرحمن اليوسفي (رئيس الوزراء الأسبق) يتوجه بالنقد خلال المرحلة الانتخابية إلى طرف من الأطراف المشاركة معه في الحكومة، وتحملت معه المسؤولية فيها، لم نر إدريس جطو (رئيس الوزراء السابق) يدخل في هذه المتاهات. ولكننا نرى الآن أن هناك إفرازات جديدة في الممارسة السياسية التي نعتبرها لا تتماشى وضرورة التحلي بأخلاق رجالات الدولة، وكان ردي يروم إرسال رسالة إلى من يهمه الأمر بأن التهجمات ليست من شيم رجالات الدولة، وأنه إذا كان الهدف هو المس بشخص صلاح الدين مزوار، فإنني لدي الكثير مما أقوله.. لقد قلت القليل اليوم ويمكن أن أقول الكثير غدا لكن من خصالي السياسية أن أترفع عن كل هذا، وأساهم في تخليق المشهد الحزبي والسياسي، وأن أعطي صورة نظيفة للفاعل والمسؤول السياسي في بلادنا.

* هل يمكن القول إن حزبكم دخل مرحلة الطلاق الوامق مع حزب الاستقلال، وهل من إمكانية للتحالف معه في إطار غالبية حكومية أم أن باب ذلك أغلق إلى غير رجعة؟

- الأستاذ عباس الفاسي وحزبه هما من بدآ الطلاق. نحن تعاملنا بشكل مسؤول، وتركنا الأبواب مفتوحة لكي يتقوى الصف الديمقراطي الحداثي وحتى نسير في اتجاه تقوية المؤسسات من دون الدخول في متاهات وصراعات سياسية ليس من شانها أن تسير في اتجاه البناء السليم. لكن إذا كانت الضرورة تفرض بأن نسير في هذا الاتجاه فإننا سنتحمل مسؤولياتنا، ذلك أن التحالف من أجل الديمقراطية، في إطار خياراته الأساسية، أراد أن يكون تيارا وتحالفا مفتوحا، وسنبقى منفتحين على القوى الديمقراطية الحداثية التي تطمح إلى بناء مجتمع ديمقراطي حداثي منفتح، ومؤمن كذلك بثوابته، ومرتبط بتاريخه وحضارته وتقاليده. وهذا هو الخيار الذي رسمناه داخل التحالف وسنستمر فيه.

* هناك من يعتبر حزبكم بمثابة حصان طروادة لحزب الأصالة والمعاصرة، وأن التحالف من أجل الديمقراطية هو حزب الأصالة والمعاصرة موسع. بماذا ترد على ذلك؟

- هذه قراءات أعتبرها من مستوى منحط. دائما، وهذا هو الغريب، بدل الشروع في النقاش حول البرامج والخيارات، وفي غياب الطرح البديل، بالطبع، سياسة الضعفاء على مستوى البديل السياسي، تسير في اتجاه البحث عن خطابات فلكلورية لجلب الأنظار، ولمحاولة توجيه النقاش إلى أشياء لا علاقة لها بما ينتظره المواطن المغربي.

التجمع الوطني للأحرار له 33 سنة من الوجود، وساهم في بناء الدولة المغربية الحديثة، وكان له دور أساسي في الانتقال الديمقراطي، واستقرار الغالبية الحكومية. كما أن التجمع الوطني للأحرار ليس حزبا يشتغل بمنطق المناولة لأي كان. أما حزب الأصالة والمعاصرة فهو حزب حديث العهد له طموحات كباقي الأحزاب في البناء الديمقراطي والمساهمة فيه.. له خياراته وهي خيارات قريبة من خياراتنا، وهذا ما دفعنا لأن نكون أطرافا متحالفة في هذه المرحلة لبناء شيء جديد على المستوى السياسي في بلادنا خاصة في هذه المرحلة التي نعتبرها مرحلة تحول إيجابي في البناء الديمقراطي.

* أعلنتم مرارا أن التحالف مع حزب العدالة والتنمية الإسلامي بعد الانتخابات هو خط أحمر. ونفس الشيء يردده هذا الحزب بشأن التحالف مع حزب الأصالة والمعاصرة. ألا ترى أن في السياسة ليس هناك خط أحمر خاصة أننا نلاحظ أن «العدالة والتنمية» يوجد هذه الأيام في حالة غزل مع أحزاب الكتلة الديمقراطية التي تضم الاتحاد الاشتراكي الذي يوجد بينه وبين الإسلاميين دم عمر بن جلون، أحد قيادييه التاريخيين الذي اغتيل عام 1975. فهل نعتبر موقفكم هذا ظرفيا وانتخابيا محضا؟

- لنا خط أحمر مع كل من يستعمل الدين في السياسة، وليس لنا خط أحمر مع حزب معين. خط أحمر مع خيار، مع منطق، وهذا من مسؤوليتنا، وخدمة للبناء الديمقراطي السليم لبلادنا لكي نساهم في توعية المواطن بأن الخيار الذي يسير في اتجاه الخلط بين الدين والسياسة هو خيار خطير على أي مجتمع مهما كان. كلنا مسلمون وكلنا أحزاب تؤمن بالإسلام لأن الإسلام من بين ثوابت هذه الأمة. لكننا نؤمن كذلك بالإسلام المعتدل والمنفتح، والإسلام الذي لا يخاف من الحداثة، ولا يخاف من العالم. الإسلام الذي يحافظ على الهوية المتعددة للمغاربة. بيد أننا في نفس الوقت نعتبر أن الإسلام ليس محط نقاش وصراع في المغرب ومجتمعه، ولهذا فإن أي حزب يرفع شعار الإسلام لكي يستحوذ على المجتمع ويخيفه نعتبر توجهه هذا خطيرا، ويمس بالديمقراطية ومقومات المجتمع المغربي المتعدد الهوية، ويمس كذلك بخيار الانفتاح والحداثة الذي رسمه المجتمع المغربي من أجل ألا يكون خارج سراب التاريخ، وبدل أن نكون قوة فاعلة سنكون قوة في موقع دفاع مستمر. ومن ثم فإن التوجه الذي اختاره حزب العدالة والتنمية هو توجه خطير على المجتمع المغربي.

* الملاحظ أن التحالف من أجل الديمقراطية عرف ثغرات تنسيقية بين الأحزاب المكونة له لدرجة أنه في بعض الدوائر الانتخابية يبدو أن المنافسين الحقيقيين لكل حزب هم أحزاب التحالف ذاتهم، ومثال على ذلك ترشح زعيم الحزب العمالي عبد الكريم بن عتيق في مواجهة منافسين أساسيين من أحزاب التحالف الأخرى، ألا ترى أن ثغرات التنسيق تخدم خصومكم السياسيين؟

- تحالفنا فتي العهد وبالتالي من المؤكد أن تكون له ثغرات. ومن هنا يجب أن يكون لنا التواضع ونعترف بأننا خطونا خطوة كبيرة في التحالف، بيد أن ذلك لا يمنع من أن تكون هناك بعض الثغرات لكن في نفس الوقت، وعلى مستوى الترشيحات، حاولنا أن نتعامل من منطلق التكامل. ذلك أنه ليس هناك مقعد واحد يتنافس عليه الأطراف، هناك ثلاثة مقاعد، إن لم أخطئ، في المنطقة التي ترشح فيها الأخ بن عتيق (ازيلال)، ولدينا الثقة أنه بالتنسيق الذكي بإمكان كل مكونات التحالف، إن شاء الله، أن تحصل على مقعد ضمن هذه الدائرة الانتخابية. وبالطبع نحن في حزبنا أخلينا 6 دوائر انتخابية من أصل 92 دائرة للسماح لأحزاب التحالف لكي تكون في موقع مريح في موقع غير تنافسي مع باقي مكونات التحالف في هذه الدوائر.