حركة التجديد التونسية: اليسار خاض معركة مفتعلة بين الحداثة والهوية

طلبت منه النزول إلى الشارع ومحاورة الناس بدل الاكتفاء بشعارات جوفاء

TT

قال عادل الشاوش، عضو المكتب السياسي لحركة التجديد (الحزب الشيوعي سابقا)، إن على اليسار في تونس أن يعترف بالهزيمة في انتخابات المجلس التأسيسي، وأن يقر بها، حتى يتمكن من العودة إلى المشهد السياسي برؤية سياسية مختلفة. واعتبر الشاوش في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن على الأحزاب السياسية اليسارية النزول إلى الشارع التونسي ومحاورة الناس بدل الاكتفاء بشعارات جوفاء لا تنفع فقيرا ولا تحل مشكلة مواطن معسر.

وكشف الشاوش في تصريحه عن وقوع اليسار التونسي فيما سماه «الخطأ القاتل»، وذلك بدخوله في معركة مفتعلة بين الحداثة والهوية خرج منها بالجراح على حد تعبيره. وقال الشاوش إن على الكثير من الوجوه السياسية والقادة أن يرحلوا وأن يتركوا الفرصة لمنهج عمل جديد يتوجه على حد قوله إلى المرأة التونسية في المنزل وإلى العاطلين عن العمل وإلى الفقراء، حتى تتمكن تلك الأحزاب من استيعاب ما حدث في مواجهة بقية القوى السياسية. وأرجع فشل القطب الديمقراطي الحداثي الذي «قادته حركة التجديد بمعية أحزاب يسارية أخرى» إلى تقديم القطب نفسه كقوة معارضة لقوى سياسية أخرى، في حين كان ممن المفترض عليه أن يتوجه بخطابه إلى التونسيين بدل السياسيين.

وبشأن إمكانية تحالف القوى اليسارية من جديد خلال المحطات السياسية القادمة، قال الشاوش إن تآلفا ناجحا قد يجمع لاحقا حركة التجديد مع الحزب الديمقراطي التقدمي وقوى مستقلة بشرط إجراء تعديلات كثيرة على مناهج العمل السياسي والخطاب الذي تسوقه القوى اليسارية. واعتبر أن هذا الخيار قد يجعل من تلك القوى قوة انتخابية سياسية قريبة من الشعب. وصرح الشاوش لـ«الشرق الأوسط» بأن اليسار يمارس السياسة على أساس أنه «قوة احتجاج»، وكان ذلك ممكنا خلال فترة حكم بن علي، إلا أنه واصل بالمنهج نفسه بعد الثورة، ولم يفلح في التحول إلى قوة سياسية قادرة على المنافسة الحقيقية حول الناخبين التونسيين.

وكانت تلك الأحزاب، ومن بينها حركة التجديد والحزب الديمقراطي التقدمي، قد عقدت اجتماعات مطولة لتفسير هزيمتها الكبيرة في انتخابات المجلس التأسيسي التي جرت يوم 23 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي. ولم يحصل القطب الديمقراطي الحداثي إلا على 5 مقاعد من 217 مقعدا بالمجلس التأسيسي، وهو ما مثل مفاجأة انتخابية مدوية لكثير من المتابعين للمشهد السياسي التونسي.