الجزائر: برنامج لتعزيز العلاقات مع دول الجوار

لقاءات لبعث التعاون وتعزيز الحوار مع 5 دول

TT

أعلنت الجزائر أنها بصدد «تطبيق برنامج طموح» يتعلق بتعزيز علاقاتها مع جيران بمنطقة المغرب العربي، وفي فضاء الساحل جنوب الصحراء. ويعكس ذلك، بحسب متتبعين، مساعي لاستدراك أخطاء ارتكبتها السياسة الخارجية، على خلفية غياب الجزائر عن أحداث فاعلة وقعت على حدودها.

أفاد المتحدث باسم الخارجية الجزائرية عمال بلاني، في صفحته الرسمية على «فيس بوك»، أمس، بأن «البرنامج يجري تطبيقه مع المغرب وليبيا وتونس وموريتانيا». ويتمثل حسب كلامه في «لقاءات هامة» جرت، في الأسابيع الماضية، إذ تقرر تعزيز الحوار السياسي الثنائي وبعث هياكل وأنشطة الاتحاد المغاربي، الذي تعتبره البلدان الخمسة خيارا استراتيجيا لا يمكن التنازل عنه.

وذكر بلاني أن الجزائر «انخرطت في مسار يهدف إلى بعث كل آليات التعاون والتواصل مع دول الميدان، سواء تعلق الأمر بلجان الحدود أو اللجان المشتركة مع شركائنا الثلاثة في الساحل»، يقصد مالي والنيجر وموريتانيا وتعرف البلدان الثلاثة زائد الجزائر بـ«دول الميدان»، وهو وصف أطلق عليها حديثا على خلفية إقامة تنسيق عسكري وأمني بينها لمحاربة تنظيم الإرهاب والجريمة والتهريب. وأضاف الناطق باسم الخارجية، أن الأنشطة الدبلوماسية مع حكومات الساحل، ستتوج قريبا بلقاءات على مستوى القمة، كما كان الحال مع زيارة الرئيس المالي أمادو توماني توري إلى الجزائر حديثا. ويفهم من حديث بلاني، أن لقاء قمة مرتقب بين الرئيس عبد العزيز بوتفليقة ورئيس موريتانيا أو مع رئيس النيجر.

وأشار المتحدث باسم الخارجية في بيان آخر، إلى اللقاء الذي جمع وزير الخارجية مراد مدلسي بوزير خارجية المغرب الطيب الفاسي الفهري بالرباط الأسبوع الماضي، الذي أفضى إلى تلطيف الأجواء بين البلدين بعد جفاء دام سنوات طويلة. وتم الاتفاق على عقد اجتماع لمجلس وزراء اتحاد المغرب العربي في أقرب وقت، لإزالة الشلل الذي يصيب «الاتحاد» منذ إطلاقه قبل 22 عاما، بسبب الخلاف الجزائري المغربي حول نزاع الصحراء. وقال بلاني حول العلاقة مع المغاربة: «إن المغرب بلد جار وشقيق، نريد أن نقيم معه علاقة تعاون مبنية على تبادل المنافع بين الشعبين بأقصى درجة ممكنة، وعلاقة مبنية على التكامل والتضامن وحسن الجوار».

وعن نزاع الصحراء الذي يسمم العلاقات الثنائية، قال بلاني: «سنبقى متفقين على كون مسألة الصحراء الغربية تظل من صميم مهام الأمم المتحدة، المدعوة لإيجاد حل يوافق الشرعية الدولية». ويعتبر هذا الخطاب جديد إلى حد ما، قياسا إلى الملاسنات والمشاحنات والمعارك، عبر وسائل الإعلام، التي ميزت العلاقة بين أكبر بلدين بالمنطقة في الـ10 سنوات الأخيرة على الأقل.

ويعكس حرص الجزائر على إعطاء ديناميكية لعلاقاتها مع جيرانها، وضعا غير مريح سببه «غيابها» عن أهم الملفات الساخنة التي جرت وقائعها خلال العام الحالي. فالجزائر «تخلفت»، في نظر الكثيرين، عن مساندة انتفاضة الشعب التونسي، وترك موقفها من الأزمة في ليبيا انطباعا قويا بأنها تدعم نظام معمر القذافي، بل تعرضت لتهمة إيفاد مرتزقة وسلاح إلى كتائبه. وتنتقد الصحافة المحلية بشدة «انسحاب» الجزائر من «المشهد الثوري» الذي جرى عند حدودها تاركة لاعبين بعيدين عن المنطقة يؤثرون في الأحداث. أما في الساحل، فتحرص الجزائر حرصا شديدا على أن تؤدي دور الريادة في محاربة الإرهاب لإبعاد تدخل قوى أجنبية وخاصة فرنسا.