أنقرة: خطط لإقامة منطقة حظر طيران أو أخرى عازلة

غل: شخص مثل الأسد درس في بريطانيا يجب أن يفهم أنه لم «يعد هناك مكان لأنظمة استبدادية»

مشاركة نسائية أثناء تشييع حاشد لأحد قتلى الثورة السورية بريف دمشق أمس
TT

كشفت تقارير صحافية تركية عن أن لدى أنقرة خططا طارئة لإقامة منطقة حظر طيران أو منطقة عازلة لحماية المدنيين في سوريا المجاورة من قوات الأمن هناك إذا زادت عمليات إراقة الدماء. وفي غضون ذلك صرح الرئيس التركي عبد الله غل قبل وصوله مساء أمس إلى لندن، بأنه لم «يعد هناك مكان لأنظمة استبدادية» مثل النظام السوري على ضفاف المتوسط.

وذكرت التقارير أن تركيا تعارض اتخاذ خطوات أو تدخلا من جانب واحد يهدف إلى «تغيير النظام» في سوريا ولكنها لا تستبعد احتمال القيام بعمل عسكري مكثف بشكل أكبر إذا بدأت قوات الأمن في ارتكاب مجازر على نطاق واسع.

وحسب تقرير وكالة «رويترز»، فإن التقارير، التي اعتمدت على تصريحات مسؤولين أتراك لصحافيين مختارين، جاءت في نفس يوم انتهاء مهلة نهائية أعطتها الجامعة العربية لحكومة الرئيس السوري بشار الأسد كي تنهي قمعها للاضطرابات المناهضة للحكومة والامتثال لخطة سلام.

وقال الكاتب سيدات إيرجين في صحيفة «حريت»: «من شبه المؤكد أن نظام الأسد سيسقط، فكل التقديرات وضعت بناء على هذا الافتراض. وتقول مصادر وزارة الخارجية إنه كلما سقط هذا النظام سريعا كان ذلك أفضل لتركيا. إن قيام تركيا بتدخل عسكري لتغيير النظام أمر غير وارد. ولكنها تتخذ موقفا مرنا بشأن جماعات المعارضة التي تمارس أنشطة في تركيا».

وفر عدة آلاف من السوريين إلى تركيا في أعقاب القمع الذي شن بعد تفجر احتجاجات مطالبة بالديمقراطية في مارس (آذار). ومن بين هؤلاء جنود يقولون إنهم فروا من الجيش بدلا من إطلاق النار على شعبهم وهم الآن جزء من المقاومة المسلحة ضد قوات الأسد.

وتخشى تركيا إلى جانب قوى أخرى من أنه إذا انزلقت سوريا في حرب أهلية فإن ذلك سيشعل صراعا طائفيا وعرقيا يمكن أن يمتد لمناطق أخرى بالمنطقة.

ونقل مراد إيتكين الكاتب بصحيفة «راديكال» عن المسؤولين الأتراك قولهم «نعتقد أنه مع كل يوم يمر في ظل نظام الأسد يزيد التهديد للاستقرار. نعتقد أن الاستقرار في سوريا وفي المنطقة لن يكون ممكنا مرة أخرى إلا في ظل حكومة ديمقراطية». وهددت الجامعة العربية وتركيا بفرض عقوبات اقتصادية إذا لم يتوقف سفك الدماء في سوريا. وأبلغ مسؤولون أتراك الصحافيين أنهم يتوقعون انهيار حكومة الأسد تحت الضغط الشعبي.

وتريد تركيا تفادي حدوث تدفق كبير للناس عبر الحدود التي غمرها 500 ألف شخص من العراق خلال حرب الخليج عام 1991. وقال إيتكين إن الجيش التركي يمكن أن يقيم منطقة عازلة إذا تقدم الجيش السوري نحو مدينة مثل حلب القريبة من الحدود التركية.

وقال كاتب العمود اصلي إيدينتاسباس من صحيفة «ميليت» إن «مصادر وزارة الخارجية أضافت أن تركيا قد تقيم منطقة حظر طيران داخل سوريا إذا خلق السوريون الفارون من الجيش موجة ضخمة من النزوح إلى تركيا. ولن يطرح القيام بتدخل عسكري أكثر كثافة إلا إذا بدأ النظام السوري مذبحة على نطاق واسع في مدينة كبيرة مثل حلب أو دمشق. وقد لا تقوم أنقرة بدور في تدخل عسكري ضد سوريا إلا مع المجتمع الدولي وبعد قرار من مجلس الأمن الدولي».

إلى ذلك، صرح الرئيس التركي عبد الله غل في مقابلة مع الصحافة البريطانية قبل وصوله مساء أمس إلى لندن في زيارة دولة إلى بريطانيا، بأنه لم «يعد هناك مكان لأنظمة استبدادية» مثل النظام السوري على ضفاف المتوسط.

وأعلن غل الذي تبدأ زيارته الرسمية غدا، في مقابلة مع صحيفة «صنداي تلغراف»، أنه «يعتقد بشدة أنه لم يعد هناك مكان لأنظمة استبدادية - أنظمة حزب واحد لا تخضع للمساءلة - على ضفاف المتوسط».

وأضاف «بصفته شخصا درس في بريطانيا وعاش في بريطانيا ولديه هذه الرؤية الدولية، فإن الرئيس (السوري بشار) الأسد يجب أن يكون قادرا على تفهم ذلك». وذكر غل أن تركيا «نصحته بقوة ليتحرك بسرعة ويسرع في وتيرة الإصلاحات». وقال «قلنا له إنه إذا لم يتول قيادة التغيير بنفسه، فعندئذ قد تتحول الأمور سلبا».

وردا على سؤال بشأن دعم المعارضة السورية، أوضح الرئيس التركي «نسمح لهم بعقد اجتماعاتهم ومباحثاتهم في بيئة حرة، ونقدم لهم قاعدة دبلوماسية».