القصير القريبة من الحدود اللبنانية تعيش حصارا مطبقا

ناشط: الحواجز تقطع أوصالها لكنها لا توقف المظاهرات الليلية في أحيائها

TT

شددت قوات الأمن السورية من حصارها على مدينة القصير السورية القريبة من الحدود اللبنانية، ونفذت هذه القوات قبل ظهر أمس حملة مداهمات واسعة داخل المدينة أسفرت عن سقوط قتيلين وثمانية جرحى، كما سمع دوي عدة انفجارات هزت المدينة تبين أنها ناجمة عن قذائف دبابات أطلقت أثناء تنفيذ المداهمات.

وأفاد المنسق الميداني في مدينة القصير فادي شاهين، أن «الجيش السوري وقوات الأمن عززوا من وجودهم داخل شوارع وأحياء القصير وفي محيطها». وأكد لـ«الشرق الأوسط»، أن «القصير باتت مزروعة بـ32 حاجزا وكل حاجز يوجد عليه دبابتان ونحو العشرين عنصرا، وهو ما قطع أوصال المناطق وعزل الأحياء بعضها عن بعض داخل المنطقة الواحدة». وعن الوضع الميداني الذي كانت عليه المدينة أمس الاثنين، قال: «لقد نفذت قوات الأمن والشبيحة حملة مداهمات طالت معظم الأحياء وترافقت مع عمليات إطلاق نار كثيفة لتخويف الناس ومنع أي شخص من الفرار من منزله، وقد أسفرت العمليات عن استشهاد شخصين هما محمد جابر وخالد خرما، وإصابة ثمانية آخرين، كما استشهد (أول من) أمس شابان من آل خرما بعد أن أطلق الأمن النار عليهما عندما كانا يستقلان دراجة نارية». وكشف أن «عناصر الأمن اعتقلوا (أول من ) أمس الشاب فرزات جربان من منزله واقتادوه إلى أحد المراكز العسكرية وبعد ساعتين وجد مقتولا بضربات بآلة حادة على رأسه وجثته ملقاة على الطريق العام بحيث خسرت المدينة خمسة شهداء في الساعات الـ24 الأخيرة».

وعن الوضع الحياتي والإنساني في القصير، أوضح شاهين أن «الحياة شبه معدومة في المدينة؛ إذ إن المياه تبقى مقطوعة في معظم الأحيان، وهناك عدد كبير من المنازل محرومة من المياه بعد أن تعرضت الخزانات المثبتة على الأسطح لإطلاق نار مما أدى لإتلافها، ولا أحد يستطيع الخروج من منزله، وإذا كانت هناك حاجة لشراء ربطة الخبز فلا يجرؤ على الخروج من المنزل إلا النساء أو الرجال المسنون، الذين يخضعون للتفتيش الدقيق، علما بأن كل فرن للخبز يوجد على مدخله حاجز لجهاز أمن الدولة». وعن مصدر أصوات الانفجارات التي سمعت في القصير أمس، أوضح المنسق الميداني أن «هذه الأصوات مصدرها قذائف الدبابات التي تطلق قذائفها في الهواء ترهيبا عند تنفيذ أي مداهمة لمنع الناشطين والمعارضين من مغادرة منازلهم بغية القبض عليهم».

وأشار شاهين إلى أن «كل هذه المظاهر المسلحة وعمليات القتل والاقتحامات لا تحول دون تنظيم مظاهرات ليلية في الأحياء الداخلية التي رغم محاصرتها، فإنها تقلق الجيش النظامي وعناصر الأمن اللذين يحاذران من اقتحامها ليلا تحسبا لردة فعل من المتظاهرين قد يوقع إصابات في صفوفهم». ولفت إلى أن «التيار الكهربائي موجود بشكل دائم في هذه المرحلة بعد أن أطبق الجيش سيطرته الكاملة على المدينة، وهو يستفيد الآن من مصابيح الإنارة الليلية العائدة للبلدية، كما وضع عشرات الكاشفات الضوئية الكبيرة (بروجكتور) لمراقبة أي حركة في الشوارع ليلا». ومشيرا إلى أن «الاتصالات الخليوية والأرضية متوفرة حاليا، لكن قطعها مع التيار الكهربائي لا يتم إلا عند تنفيذ المداهمات».

إلى ذلك، بقيت القرى السورية المتاخمة للحدود اللبنانية، تحت رقابة الجيش السوري المشددة، وأعلن ناشطون لـ«الشرق الأوسط»، أن «وحدات من الجيش معززة بآليات مدرعة وناقلات جند تسير دوريات في بلدات هيت والسماقيات والعريضة السورية، بحثا عن معارضين ومطلوبين للنظام الذين غادر معظمهم هذه البلدات بشكل نهائي». وأشاروا إلى أن «هذه الدوريات تساند العناصر العسكرية المنتشرة على الحدود مع لبنان لمنع تسلل الأشخاص وانتقال نازحين جدد إلى لبنان».