مخاوف إسرائيلية من تدفق لاجئين سوريين نحو الجولان

لم تقرر كيف ستتعامل معه.. لكنها اتخذت احتياطات لإبقاء الحدود مغلقة

TT

أعربت مصادر سياسية وعسكرية في إسرائيل، أمس، عن مخاوفها من «خطر تدفق آلاف اللاجئين السوريين إلى الحدود مع إسرائيل، هربا من بطش النظام أو في حال سقوطه وسيطرة الفوضى فيه».

وقالت هذه المصادر: إن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية تتابع الأحداث في سوريا عن كثب «مثلما تفعل دول كثيرة في الغرب وفي العالم العربي». وحسب صحيفة «معاريف» العبرية، فإن معظم قادة الأجهزة الأمنية في إسرائيل، ومن تبحث معهم في الموضوع من خارج إسرائيل، فإن «(الرئيس بشار) الأسد لن يصمد طويلا في الحكم». ونقلت، على لسان العميد إيتان برون، رئيس دائرة الأبحاث في شعبة الاستخبارات في الجيش الإسرائيلي، قوله: إن الأسد «يدير اليوم حرب بقاء لإنقاذ حياته ونظامه».

وأضاف برون أن الوضع على الحدود الشمالية (مع سوريا) يبدو هادئا كما كان طيلة عشرات السنين، باستثناء المظاهرات التي ينظمها سكان الجولان المحتل السوريون، والتي كانت، في غالبيتها، مؤيدة للأسد، وإن الجيش السوري ما زال منتشرا بقوات كبيرة على طول الحدود مع إسرائيل، كما كان دائما، و«لا يبدو أنه زاد من حجم قواته أو خفضها»، لكنه أضاف أن هناك مخاطر كثيرة من أن يتغير الوضع بشكل مفاجئ، فيتدفق آلاف السوريون نحو الحدود، طالبين اللجوء السياسي إلى إسرائيل، مثلما يفعل السوريون القاطنون على مقربة من الحدود مع لبنان أو تركيا؛ حيث يعيشون لاجئين في البلدين. وتابع أن المشهد الذي وقع يوم النكبة في مايو (أيار) الماضي؛ حيث تدفق اللاجئون الفلسطينيون نحو الحدود، يمكن أن يتكرر.

وأكدت تلك المصادر أن قيادة الجيش الإسرائيلي لم تحدد كيف ستتعامل مع وضع كهذا بعدُ، لكنها اتخذت احتياطات واسعة لرصد التطورات الميدانية، والتأهب لمواجهتها على الطريقة القديمة، بمنع دخول اللاجئين بالقوة. ومن الإجراءات الجاري تنفيذها: وضع نقاط حدودية جديدة لمراقبة مناطق واسعة في الأراضي السورية، بحيث يصبح ممكنا مشاهدة حافلات تنقل مواطنين أو قوات جيش تلاحق مدنيين، ووضع مجموعة من العراقيل المادية على طول الحدود (حفر، حواجز، مطبات)، وإعادة بناء المعبر الدولي بين سوريا وإسرائيل قرب مدينة القنيطرة.

كما تم نقل وحدة عسكرية لقمع المظاهرات من الضفة الغربية إلى الجولان، حتى يتم تفعيلها في الوقت المناسب، إذا بقي القرار الإسرائيلي بمنع دخول اللاجئين السوريين.

جدير بالذكر أن إسرائيل لا تتخذ موقفا رسميا من الأحداث في سوريا، لكن وزير الدفاع، إيهود باراك، صرح، قبل أسبوعين، بأنه يتوقع سقوط نظام الأسد خلال شهرين أو ثلاثة، وأن هذا سيشكل ضربة للحلف العدائي لإسرائيل في المنطقة، خصوصا إيران وحزب الله اللبناني وحركة حماس. ودعا، في حينه، أوروبا والولايات المتحدة إلى تشديد العقوبات على سوريا حتى تساعد الشعب السوري الراغب في إسقاط النظام، إلا أن رئيس الدائرة السياسية الأمنية في وزارة الدفاع، الجنرال عاموس غلعاد، نقض هذا الموقف، وصرح بأن سقوط الأسد يشكل خطرا كبيرا في حال سيطر الإخوان المسلمون على سوريا، فسوف يشجع ذلك على تشكيل حزام عدائي حول إسرائيل في غضون سنة أو سنتين، يضم سوريا والأردن ومصر والسلطة الفلسطينية.

اللافت أن أوساطا إسرائيلية تحدثت، أمس، عن قلق من الأوضاع في مصر أيضا، فقد أشارت إلى أن التدهور الأمني في ميدان التحرير يفتح بابا للفوضى بشكل خطير، ولا أحد يعرف إلى أين ستسير الأمور.