روسيا تتهم الغرب بـ«الاستفزاز» وحض المعارضة السورية على عدم التحاور مع النظام

زيباري ينفي مشاركة مسلحين عراقيين في القمع

TT

اتهمت روسيا الغرب أمس بتبني نهج «استفزازي» في الأزمة السورية، مؤكدة أن الدول الغربية توعز للمعارضة بعدم الدخول في حوار مع الرئيس السوري بشار الأسد. وفي غضون ذلك، استبعد وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري تدخلا عسكريا من أي نوع في سوريا حاليا، لكنه أعرب عن تخوفه من انزلاق البلاد نحو الحرب الأهلية وطالب بسرعة تنفيذ المبادرة العربية للأزمة السورية.

وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن تصرفات الغرب في هذا الشأن «تشبه الاستفزاز السياسي على المستوى العالمي»، بحسب ما نقلت عنه وكالتا ريا نوفوستي وإنترفاكس للأنباء.

وأوضح أنه بينما كانت الجامعة العربية تدعو إلى وقف العنف في سوريا، كانت عواصم غربية توعز للمعارضة بعدم الدخول في حوار مع الأسد، حسبما أوردته وكالة الصحافة الفرنسية.

وروسيا هي من الدول القليلة التي لا تزال تدعم الأسد، وقد دعت الغرب مرارا إلى تبني نهج أكثر توازنا في الأزمة وقالت إنه يجب إدانة العنف الذي تمارسه السلطة والمعارضة على حد سواء.

وقال لافروف إن روسيا متأكدة من أن الدعم الخارجي للمعارضة السورية يخلق مزيدا من الاضطرابات في المنطقة. وأضاف: «إن هذا يخلق بالتأكيد إغراء لمختلف المجموعات في الدول المجاورة في الشرق الأوسط، لمحاولة استغلال هذا الوضع لخدمة مصالحها».

ولكن وفي ضغط على نظام الأسد، أضاف لافروف أن على الدول أن تضغط على القيادة السورية «لوقف استخدامها المفرط للقوة».

وجاءت تصريحات لافروف حول سوريا ردا على سؤال حول مشروع قرار ستتقدم به عدد من الدول الأوروبية في اجتماع للجمعية العامة للأمم المتحدة لإدانة انتهاكات دمشق لحقوق الإنسان.

ويأمل المتقدمون بمشروع القرار من أن يزيد استصداره الضغوط لدفع مجلس الأمن الدولي إلى القيام بتحرك كامل بشأن الأزمة السورية.

وكانت روسيا والصين صوتتا الشهر الماضي ضد قرار من مجلس الأمن يدين حملة القمع التي تشنها قوات الرئيس السوري والتي قالت الأمم المتحدة إنها تسببت حتى الآن في مقتل 3500 شخص.

من جانبه، استبعد زيباري أمس تدخلا عسكريا من أي نوع في سوريا حاليا لكنه أعرب عن تخوفه من انزلاق سوريا نحو الحرب الأهلية.

وقال زيباري في مؤتمر صحافي عقده صباح أمس في الدوحة إن «التدخل العسكري (في سوريا) غير مطروح حاليا ولم يسمع أحد الجامعة العربية وهي تطالب مجلس الأمن أو الخارج بالتدخل»، وأضاف أن «الرأي السائد لدى الجميع هو عدم التدخل العسكري، ثم إن كل جهة مشغولة بهمومها».

وفي المقابل، عبر زيباري عن توجسه من حدوث حرب أهلية في سوريا. وقال: «الخوف من أن النزاع إذا أصبح مسلحا وطائفيا، تحدث الحرب الأهلية، وكلنا نرفض ذلك لما له من تبعات على المنطقة».

ويشترك العراق مع سوريا بحدود تمتد بطول 605 كيلومترات، حيث تقع محافظات عراقية ذات غالبية سنية كان ينظر إليها خلال الأعوام الماضية على أنها معاقل للتمرد ضد قوات الولايات المتحدة والحكومة العراقية.

وتتهم السلطات السورية من جانبها «عصابات إرهابية مسلحة» بارتكاب أعمال عنف في البلاد.

وقررت الجامعة العربية في 12 نوفمبر (تشرين الثاني) تعليق عضوية سوريا فيها لحين قبول الأسد تطبيق المبادرة العربية لإنهاء العنف ضد المتظاهرين، كما دعت إلى سحب السفراء العرب من دمشق.

وامتنع العراق عن التصويت فيما صوت اليمن ولبنان وسوريا ضد القرار.

واعتبر وزير الخارجية العراقي موقف بلاده هذا «متميزا بسبب أن لدينا مصالح وعلاقات متداخلة ولذلك كان موقفنا مستقلا»، بحسب تعبيره.

ومن ناحية أخرى دعا زيباري إلى «معالجة سريعة (للأزمة السورية) في إطار المبادرة العربية».

وقال: «نحن في صراع مع الزمن (...) كيف نستطيع تنفيذ المبادرة العربية ميدانيا وعمليا... هذا هو السؤال».

ونوه الوزير العراقي إلى أن نظيره السوري وليد المعلم «أبدى بعض المرونة في مؤتمره الصحافي الذي عقده أول من أمس بقوله: إنه (يجب أن يكون لأي لجنة الحرية في التنقل)».

وعلى صعيد آخر، نفى زيباري «نفيا قاطعا دخول أي مجموعات عراقية مسلحة إلى داخل سوريا» مثلما تردد في بعض المواقع الإخبارية عن التحاق ميليشيا جيش المهدي، الموالية للزعيم مقتدى الصدر، بالقوات السورية للمساعدة على قمع المظاهرات، وأضاف: «أنفي أيضا ما تردد من أن العراق قدم أموالا لسوريا».

وفي المقابل قال زيباري «هذا لا يعني عدم تأييد حرية الشعب السوري وحقوقه (...) فنحن لا نؤيد سفك الدماء ونريد أن تسود الحكمة في المعالجة».

ووصف الوزير العراقي ما يحدث من ثورات عربية بأنها «ثورات شعبية حقيقية بسبب التهميش الذي تشعر به شعوب المنطقة»، مؤكدا على أن «استقرار الوضع سيأخذ بضع سنوات».