المعارضة اليمنية: بلغنا أن صالح سيوقع على المبادرة الخليجية اليوم

الناطق باسم المجلس الوطني لـ «الشرق الأوسط»: نأمل ألا يتراجع في اللحظات الأخيرة

جنود منشقون يرافقون مسيرة احتجاج ضد نظام الرئيس صالح في صنعاء أمس (إ.ب.أ)
TT

أعلنت المعارضة اليمنية أمس أنها أبلغت أن الرئيس اليمني علي عبد الله صالح وافق على التوقيع على المبادرة الخليجية اليوم الثلاثاء، وسط أنباء عن احتمال حضور أمين عام مجلس التعاون الخليجي إلى صنعاء لحضور مراسم التوقيع. وقال محمد قحطان الناطق الرسمي باسم أحزاب اللقاء المشترك في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط» في لندن «بلغنا أن الرئيس صالح وعد بالتوقيع على المبادرة الخليجية غدا (اليوم)». كما صرح صخر الوجيه المتحدث باسم المجلس الوطني للمعارضة وشباب الثورة أن المعارضة «توصلت إلى اتفاق مع السلطة حول آلية تنفيذ المبادرة الخليجية بعد وصول الأخوين باسندوة ونعمان من الخارج إلى صنعاء الخميس الماضي» وأضاف الوجيه «إذا مضت الأمور بشكل إيجابي فسيوقع الرئيس على المبادرة ومن ثم توقع المعارضة والحزب الحاكم على الآلية التنفيذية للمبادرة في صنعاء ثم من المحتمل التوجه إلى الرياض» وأضاف الوجيه «نأمل ألا يتم تراجع في اللحظات الأخيرة عن الاتفاق، ونحن ننتظر الغد وإن غدا لناظره قريب». وكان محمد باسندوة رئيس المجلس الوطني لقوى الثورة قد صرح للصحافة الفرنسية بقوله: «أثمرت جهود الأيام الثلاثة الأخيرة عن التوصل إلى اتفاق على توقيع المبادرة الخليجية وآلية تنفيذها غدا (اليوم)». ورغم ضغوط إقليمية ودولية كثيفة، رفض صالح الذي يواجه انتفاضة شعبية دامية في الشارع توقيع المبادرة التي اقترحها مجلس التعاون الخليجي في الربيع الفائت وتلحظ تنحيه مقابل حصوله على حصانة قضائية مع القريبين منه. ورفض باسندوة الذي شارك في مشاورات كثيفة أجريت في الأيام الأخيرة برعاية موفد الأمم المتحدة في اليمن جمال بن عمر ودبلوماسيين غربيين وخصوصا أميركيين، الإدلاء بمزيد من التفاصيل حول الترتيبات التي تم الاتفاق عليها لتجاوز الأزمة.

لكن مسؤولا آخر في المعارضة أوضح أنه تم بلوغ الاتفاق «بعد تعديلات طفيفة على الآلية التنفيذية». وقال هذا المسؤول رافضا كشف هويته إنه بموجب الاتفاق «سيتم التوقيع على المبادرة من قبل الرئيس غدا (اليوم) في صنعاء وعلى الآلية التنفيذية من قبل نائب الرئيس (عبد ربه منصور هادي) وقادة المعارضة وحزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم غدا كذلك (اليوم)»، لكنه نبه إلى أنه «اتفاق مبدئي» مذكرا بأن صالح كان أعلن مرارا أنه سيوقع المبادرة الخليجية قبل أن يتراجع عن ذلك.

وعلى الصعيد الأمني قال أفراد قبائل يمنيون معارضون للرئيس اليمني علي عبد الله صالح إنهم اقتحموا قاعدة عسكرية قرب العاصمة تستخدمها قوات موالية لصالح أمس واستولوا على أسلحة. وقال حميد عاصم وهو زعيم قبلي خاض مناوشات مع قوات من الحرس الجمهوري بقيادة أحد أبناء صالح إن مقاتلين قبليين قتلوا عددا من الجنود وفقدوا 7 من أقرانهم في هجوم على قاعدة إلى الشمال من العاصمة قبل الانسحاب. وكان هذا الهجوم الأحدث في سلسلة من المعارك المستمرة بين أفراد القبائل في منطقة أرحب إلى الشمال من العاصمة صنعاء وقوات مؤيدة لصالح الذي يتمسك بالسلطة رغم الاحتجاجات المستمرة منذ 10 أشهر والتي تطالب بالإطاحة به.

وقد أفادت تقارير إخبارية أمس بأن قبليين مسلحين تمكنوا من أسر أكثر من 300 جندي من الحرس الجمهوري خلال محاولة للسيطرة على اللواء 63 للحرس الجمهوري في منطقة بني الحارث بضواحي العاصمة صنعاء، فيما تضاربت الأنباء بشأن سيطرة القبليين على مقر اللواء.

وأوضحت التقارير أن المواجهات أسفرت عن مقتل 7 وجرح 40 من رجال القبائل. وذكر موقع «مأرب برس» المقرب من المعارضة أن المواجهات التي اندلعت بين القبائل الموالية للثورة وقوات الحرس الجمهوري في بيت دهرة بمديرية بني الحارث أسفرت عن إلحاق خسائر فادحة في صفوف قوات الحرس الجمهوري. وقالت مصادر قبلية إن رجال القبائل قررت أن تسقط اللواء 63 حرس بعد استمراره في قصف قرى أرحب ونهم وبني جرموز، وإنهم تمكنوا من أسر 300 - 400 أسير من قوات الحرس الجمهوري. وأضافت المصادر القبلية أن عددا كبيرا من قيادات اللواء سقطت أثناء المواجهات المسلحة بين الطرفين، إضافة إلى سقوط أعداد كبيرة من القتلى والجرحى في صفوف الحرس. وفيما أكدت مصادر قبلية أن رجال القبائل يسيطرون في الوقت الحالي بصورة كاملة على اللواء ويحاصرونه من جميع الاتجاهات، نقلت وكالة «نيوز يمن» عن موقع الحزب الحاكم أن أبطال اللواء «تمكنوا من صد الهجوم الإرهابي وأوقعوا خسائر بشرية فادحة في صفوف العناصر المهاجمة التي لاذت بالفرار».

وعلى صعيد المسيرات الاحتجاجية احتشد آلاف المحتجين أمس في صنعاء في مسيرة تصاعد الاحتجاجات السلمية بشكل يومي ضد نظام الرئيس علي عبد الله صالح. وطالب المشاركون والمشاركات في المسيرة بتقديم صالح وأعوانه للمحاكمة رافضين أي ضمانة تقدم له من خلال أي مبادرات أو مفاوضات. وجابت المسيرة التي انطلقت من شارع الحرية أحد منافذ ساحة التغيير بصنعاء شارع القيادة متجاوزة المستشفى العسكري شمالا باتجاه شعوب ومسيك ومرت بجوار القيادة العامة لهيئة الأركان من جهة البوابة الرئيسية، ثم عادت بعد ذلك إلى الساحة حسب ما أفادت مواقع إخبارية محلية.

وأدت الأزمة السياسية في اليمن إلى تجدد اشتعال الصراعات مع الانفصاليين والمتشددين الذين سيطروا على مناطق في الجنوب مما أثار قلق الرياض وواشنطن التي مولت صالح في إطار الحملة على تنظيم القاعدة. وتراجع صالح 3 مرات عن التوقيع على اتفاق تسليم السلطة المدعوم من دول الخليج. وتسببت الأزمة المتعلقة بمصير صالح في شلل اقتصادي شبه كامل وأوقفت إنتاج النفط في واحدة من أفقر دول العالم التي تعتمد على صادرات النفط في الحصول على الإيرادات لتمويل واردات المواد الغذائية الأساسية.