واشنطن: المتهم بمناصرة «القاعدة» يواجه 5 تهم «جنائية»

أهمها التخطيط لصنع قنبلة واغتيال جنود أميركيين.. وتساؤلات حول رفض مكتب التحقيقات الفيدرالي المشاركة في القضية

رئيس بلدية نيويورك مايكل بلومبرغ خلال مؤتمر صحافي في نيويورك أمس (أ.ف.ب)
TT

وجهت محكمة مانهاتن بنيويورك خمس تهم جنائية إلى خوسيه بيمنتل المناصر لأفكار تنظيم القاعدة، وشملت قائمة التهم الجنائية (وليست تهما فيدرالية) التآمر من الدرجة الرابعة، والإرهاب، والتخطيط لبناء قنبلة، وحيازة مواد متفجرة، واستخدام القنبلة في محاولة اغتيال جنود أميركيين عائدين من الخدمة في العراق وأفغانستان، بعد قيام شرطة نيويورك مساء أول من أمس باعتقاله.

وقال قائد شرطة نيويورك راي كيلي في مؤتمر صحافي مساء أول من أمس، إن المتهم تمكن بالفعل من صنع ثلاث قنابل بعدما اشترى مكوناتها من عدة أماكن عبر مواقع الإنترنت، وإنه كان يخطط لاستخدام هذه القنابل في قتل جنود أميركيين عائدين من العراق وأفغانستان وتفجير مكتب للبريد وسيارات للشرطة في نيويورك. لكن ثارت تساؤلات حول ملابسات عملية القبض على بيمنتل على خلفية إصرار مكتب التحقيقات الفيدرالي على عدم الاشتراك في هذه العملية، ورفض المكتب تولي القضية عدة مرات في السابق، ورفضه توجيه تهم فيدرالية ضد المتهم. وأشارت بعض المصادر إلى وجود وجهين للقصة حول المتهم باعتناق أفكار إرهابية خاصة بعد إعلان النائب الجمهوري بالكونغرس بيتر كينغ أن هناك اختلافا فلسفيا بين مكتب التحقيقات الفيدرالي وشرطة نيويورك، وأن غياب عناصر مكتب التحقيقات عن مؤتمر إعلان القبض على بيمنتل «ليس علامة جيدة».

في حين وجهت والدة المتهم كارمن سوسا اعتذارا لمدينة نيويورك عن تصرفات ابنها وأوضحت أنها كانت قلقه بعدما لاحظت أنه كان مهووسا بأفكار «القاعدة»، لكنها نفت معرفتها بقيامه بصنع قنابل داخل شقتهما في غرب شارع «137» بحي هارلم في مانهاتن.

ودافع راي كيلي مدير شرطة نيويورك عن عملية القبض على بيمنتل دون مشاركة مكتب التحقيقات الفيدرالي، قائلا إن «وزارة العدل كانت على بينة من عملية التحقيق والقبض على المتهم رغم عدم مشاركتها معنا، وكان علينا التصرف بسرعة لأنه كان قد أوشك على الانتهاء من صنع القنبلة والقيام بتجربتها».

وأشارت شرطة نيويورك إلى أن بيمنتل خضع للمراقبة منذ مايو (أيار) 2009، وقامت الشرطة بمراقبة منزله وسجلت بكاميرات قيامه بتصنيع القنابل، وألقي القبض عليه قبل ساعة من قيامه باختبار فاعلية القنابل التي قام بتصنيعها. وأوضحت تحقيقات الشرطة أنه كان عاطلا عن العمل ومنفصلا عن زوجته، ويعيش مع أمه في حي هارلم، ونادرا ما كان يغادر منزله، باستثناء خروجه لشراء القهوة والسجائر والماريغوانا. وأوضحت الشرطة أنه كان يشارك في الصلاة والشعائر الدينية الإسلامية بشكل غير منتظم. وقال عمدة مدينة نيويورك مايكل بلومبرغ إن خوسيه بيمنتل (27 عاما) الأميركي هاجر من جمهورية الدومينيكان إلى الولايات المتحدة في سن الثامنة، وقد اعتنق الإسلام وتحمس لأفكار أنور العولقي وأسامة بن لادن وإنه كان ينوى تغيير اسمه إلى «أسامة حسين» لإعجابه بكل من شخصية أسامه بن لادن وصدام حسين، وإنه كان ينوي تصنيع واستخدام قنابل ضد سيارات الشرطة ومكتب تابع للبريد والتخطيط لقتل جنود أميركيين عائدين من العراق وأفغانستان.

وقال مايكل بلومبرغ: «بيمنتل كان يتصرف بدافع فردي متأثرا بدعاية تنظيم القاعدة، وتعلم من موقع على الإنترنت بعنوان (الإسلام الحقيقي) - كان يحرره رجل الدين الأميركي من أصل يمني أنور العولقي الذي قتل مؤخرا - توجيهات لكيفية صنع القنابل، لكنه لم يكن جزءا من مؤامرة خارجية أكبر، وقد خطط لصنع القنابل بشكل فردي دون اتصالات مع أي تنظيمات إرهابية». وأضاف بلومبرغ أن المتهم تحدث عن رغبته في أن يصبح شهيدا في سبيل الجهاد. وأشار عمدة نيويورك إلى أن المدينة لا تزال هدفا للإرهاب، وقال: «اكتشفنا ما لا يقل عن 14 مؤامرة إرهابية منذ هجمات الحادي عشر من سبتمبر (سبتمبر) ولم يحدث نجاح لأي مخطط». ويشير المحققون إلى أن الدافع وراء خطط بيمنتل لصنع القنابل هي الانتقام لمقتل أنور العولقي الذي قتلته القوات الأميركية في غارة جوية من دون طيار في اليمن في سبتمبر الماضي.

في حين دافع محامييه جوزيف زابلوكي عن موكله قائلا، إنه كان صريحا في مشاعره المعادية لأميركا وإعلانه الصريح عن تلك المشاعر وهو ما يتعارض مع فكره أنه شخص يقوم بالتخطيط لهجوم إرهابي. وقال المحامي: «لم يكن يخفي هذه المشاعر ولم يكن الأمر يستدعي تحقيقات معقده لمعرفة ما الذي يدور بشأن موكلي». وأكد جيران بيمنتل أنهم تفاجأوا باعتقاله، وأنه كان شخصا عاديا وهادئا ولم يثر أي شبهات حوله أفكاره ونواياه.