تضارب بين الثوار والمجلس الانتقالي حول اعتقال عبد الله السنوسي

سيف الإسلام مسجون بمكان حصين في الزنتان

TT

بينما جدد سيف الإسلام النجل الثاني للعقيد الليبي الراحل معمر القذافي والمعتقل لدى الثوار أن إصابته في أصابع يده اليمنى لم تكن نتيجة لتعرضه للاعتداء عليه من قبل الثوار، وإنما نتيجة لغارة تعرض لها في شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي من مقاتلات حلف شمال الأطلسي (الناتو)، برز أمس خلاف علني بين أعضاء المجلس الانتقالي والثوار حول حقيقة اعتقال عبد الله السنوسي صهر القذافي ورئيس جهاز المخابرات الليبية.

وقال سيف الإسلام في مقابلة مقتضبة للغاية عبر فيديو بثه المركز الإعلامي لثوار مدينة الزنتان، الذين يتولون حراسته في مكان وصفته مصادر ليبية بأنه حصين ومؤمن للغاية داخل المدينة، إن إصابته جاءت نتيجة لغارة من حلف الناتو مات خلالها 26 من المرافقين له.. نافيا بشكل واضح تعرضه لأي أذى أو اعتداء من قبل المقاتلين الثوار.

وأضاف نجل القذافي، في أول تصريحات له من نوعها بعد نقله إلى الزنتان بالطائرة من مكان اعتقاله بالقرب من سبها في صحراء جنوب ليبيا، أنه هرب من مدينة بني وليد التي سيطر عليها الثوار بعد معارك عنيفة خاضها الثوار ضد القوات الموالية لنظام والده الراحل، قبل أن يتعرض لهجوم من مقاتلات حلف الناتو الذي وصفه بـ«الصليبي الكافر».

وأضاف نجل القذافي الذي بدا هادئا إلى حد ما، وكان يرتدى زيا مشابها لملابس الطوارق، أنه تحدث لوضع حد لما سماه باللغط الإعلامي المتعلق بوضعه الصحي. وقال إنه طلب الحضور إلى الزنتان لتوافر الرعاية الطبية له ولمرافقيه.

وتابع نجل القذافي في لهجة ودودة لمرافقيه من الثوار، تخالف تماما تهديداته العلنية السابقة لليبيين بسحق انتفاضتهم الشعبية ضد نظام أبيه الراحل: «أنا بين إخوتي ولا توجد مشكلة، وبيننا حديث مطول في مختلف القضايا».

وقالت مصادر من ثورا الزنتان لـ«الشرق الأوسط» إن نجل القذافي يخضع لحراسة شديدة في مكان له مدخل واحد فقط يشبه مغارات الصحراء التقليدية، حيث يتولى تأمين المكان مقاتلون أشداء صعاب المراس.

إلى ذلك، وبعدما أعلن عبد الحفيظ غوقة نائب رئيس المجلس الوطني وقادة عسكريون من الثوار نبأ اعتقال السنوسي في قريبة بالقرب من سبها، عاد أمس كل من المستشار مصطفى عبد الجليل ورئيس الحكومة الانتقالية عبد الرحيم الكيب إلى القول إنه ليس لديهما أي معلومات أو أدلة قاطعة ومؤكدة عن اعتقال السنوسي، وقال الكيب إنه لن يؤكد ذلك إلى أن يتأكد بنسبة مائة في المائة.

ونقلت أمس صفحة قناة ثوار الزنتان على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، عن مصادر لم تحددها، أن اعتقال السنوسي تم استنادا إلى معلومات مهمة أدلى بها سيف الإسلام القذافي عقب اعتقاله يوم السبت الماضي. وقالت القناة إن نجل القذافي أخبر معتقليه أن السنوسي ما زال في منطقة قيرة جنوب ليبيا وأنه يتجول في سيارة من نوع داتسون وهو موجود في بيت شقيقته.

وقالت فرنسا أمس إنها تريد محاكمة السنوسي بشأن تفجير طائرة ركاب في 1989 في النيجر أسفر عن مقتل 170 شخصا بينهم 54 فرنسيا. علما بأن محكمة فرنسية في باريس قد أدانت في عام 1999 ستة ليبيين بينهم السنوسي، وحكمت عليهم غيابيا بالسجن مدى الحياة بشأن تفجير طائرة شركة «يو تي إيه».

وقال برنار فاليرو المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية «ينبغي إجراء محاكمة للمتهمين حضوريا في فرنسا»، وتابع «تجب محاكمة السنوسي على الجرائم التي ارتكبها»، مضيفا أن باريس سوف تتشاور مع الهيئات القانونية المختلفة لضمان محاسبته على تفجير طائرة «يو تي إيه».

إلى ذلك، يعكس قرار معتقلي سيف الإسلام القذافي بنقله إلى مكان سري في بلدة الزنتان الجبلية الليبية بدلا من العاصمة طرابلس مشكلة أوسع بين ميليشيا محلية قوية والحكومة المركزية الضعيفة.

ويقول القادة في الزنتان ومحتجزو سيف الإسلام إن السبب وراء الاحتفاظ به في البلدة لا تحت قيادة المجلس الوطني الانتقالي في العاصمة هو حمايته من المصير الدامي الذي لحق بأبيه. وقال فريد أبو علي المقاتل في الزنتان الذي أرسلته طرابلس لنقل سيف الإسلام من حيث ألقي القبض عليه في الصحراء بجنوب ليبيا إلى الزنتان «اضطررنا إلى نقل سيف إلى الزنتان جوا لأنه المكان الوحيد الذي نضمن فيه سلامته»، وأضاف «إذا نقل إلى طرابلس أو أي مكان آخر فهناك خوف من أن يقتله المقاتلون الغاضبون الذين يريدون الانتقام».