مخاوف من أن تؤدي رداءة أحوال الطقس في المناطق الجبلية إلى عزوف الناخبين

الوزير أوزين يتوقع مشاركة جيدة ويقول إن حملته تجنبت انفلاتا أمنيا بسبب استفزازات مرشح منافس

الوزير محمد أوزين في جولة عبر قرى منطقة أفران في جبال الأطلس («الشرق الأوسط»)
TT

عبر مسؤول حكومي عن خشيته من أن تؤدي رداءة أحوال الطقس في مناطق الأطلس المتوسط، إلى عزوف عدد من الناخبين في المناطق الجبلية من التوجه نحو صناديق الاقتراع للتصويت في الانتخابات التشريعية التي ستجرى يوم الجمعة المقبل. وقال محمد أوزين الوزير في وزارة الخارجية وهو واحد من 10 وزراء من الحكومة الحالية، يخوضون الانتخابات «يتزامن يوم الاقتراع مع موسم هطول الأمطار، وعادة ما تكون هناك صعوبات للتنقل في مناطق الأطلس الجبلية بسبب سقوط الثلوج».

وقدم أوزين كمثال على ذلك منطقة «ايت الليح» في ضواحي مدينة أزرو، في الأطلس المتوسط، التي يوجد بها ألف ناخب. وقال: «إن هؤلاء الناخبين يتحتم عليهم من أجل التصويت أن يقطعوا عشرات الكيلومترات حتى يصلوا إلى أقرب مركز اقتراع للإدلاء بأصواتهم، ذلك أن منازلهم توجد في مناطق متفرقة ووعرة المسالك».

وأوضح قائلا: «من الصعب أن تكون هناك تكهنات بنسبة المشاركة لأن الأمر يرتبط بحالة الطقس، لكن أعتقد أنها ستكون نسبة جيدة، ونحن لم نكن ندعو الناس للتصويت علينا فقط، لكن كنا نطلب منهم قبل كل شيء المشاركة الكثيفة في التصويت». وزاد قائلا: «نحن نبين ونشرح للناس أن هناك مغربا جديدا، لذلك يجب عليهم التصويت من أجل التغيير والمضي إلى الأمام لكي يكون لهم مستقبل أفضل».

ويتنقل الوزير محمد أوزين في هذه الأيام في قرى وبلدات إقليم أفران فوق جبال الأطلس المتوسط، حيث يسعى للقاء أكبر عدد من سكان هذه المنطقة الجبلية، ورغم تهاطل الأمطار وصعوبة المسالك الجبلية، كان أوزين أول من أمس يتنقل بين مناطق «القشلة» و«عين اللوح» في أزرو، وكان لافتا أنه استقبل بحماس من طرف أنصاره، وكان السكان يرددون شعارات «سوا اليوم سوا غدا أوزين ولا بد» (أي سواء اليوم أو غدا لا بد من أوزين) وكذلك «زنقة زنقة دار دار أوزين الذي سنختار».

وفي لقاء مع السكان شرح لهم أوزين طريقة التصويت، حيث يفترض أن يصوت الناخب على مرشحي الدوائر الجغرافية وكذا لائحة النساء الوطنية ثم لائحة الشباب الوطنية، وحث أوزين السكان على التوجه بكثافة يوم الجمعة المقبل إلى مراكز الاقتراع من أجل التصويت لاختيار المرشح الذي يعتقدون أنه أفضل من سيمثل المنطقة.

يشار إلى أن محمد أوزين مرشح من طرف حزب الحركة الشعبية، وهو أحد الأحزاب الـ8 التي تعرف باسم «تحالف الثمانية» ويسمى كذلك «التحالف من أجل الديمقراطية». وبشأن ما يتردد من أن أحزاب تحالف الثمانية تعمل على حصول حزب «التجمع الوطني للأحرار» على المرتبة الأولى، قال: أرى أن حزب الحركة الشعبية ليس في خدمة حزب آخر، ومضى قائلا حول هذه المسألة «نحن في تحالف الثمانية، لكننا لم ندخل بمرشح واحد، نحن نتنافس وصناديق الاقتراع هي التي ستحدد من سيكون في الحكومة المقبلة». ويعد أوزين من القياديين الشباب في حزب الحركة الشعبية، وهو يخوض الانتخابات البرلمانية لأول مرة، وسبق له أن فاز في المنطقة نفسها بمنصب عمدة بلدية «واد أفران» خلال الانتخابات البلدية التي جرت عام 2009.

وردا على سؤال حول أهم المشاكل التي يطرحها سكان هذه المنطقة الجبلية الوعرة، قال أوزين إن أهم مشاكل سكان المنطقة تنحصر في السكن والصحة والتعليم، إضافة إلى مشكلة الفقر، وقانون التعمير، مشيرا إلى أن تجربته كرئيس لجماعة «واد أفران» جعلته يتعرف عن كثب على مشاكل السكان. وقال في هذا الصدد «من أهم المشاكل التي تعانيها المنطقة هي البنية التحتية التي ترتبط بالتعليم والصحة، ذلك أن صعوبة المواصلات والتنقل بيت الجبال والثلوج تعد من المشاكل الأساسية التي يواجهها سكان المنطقة». ودعا أوزين إلى تغيير قانون التعمير الذي قال: «إنه زاد الأزمة استفحالا في المنطقة، وأدى خلال السنوات الماضية إلى تشييد الكثير من المساكن بطرق غير قانونية». وقال: «معركتنا في البرلمان الجديد ستكون هي إعادة النظر في قانون التعمير». وبشأن الظروف المعيشية للسكان، قال أوزين «سندخل مرحلة جديدة لوضع خطط للقضاء على الفقر الذي تعانيه هذه المناطق، وكذلك إيجاد حلول للمشاكل التعليمية، ومشاكل خدمات الماء والكهرباء».

بالنسبة للأجواء التي تمر فيها الحملة الانتخابية في منطقة أفران، أوضح أوزين أنه كان يتمنى أن تمر في ظروف ودية وفي ظل تنافس شريف، لكن وقع حادث كادت أن تنزلق الحملة الانتخابية بسببه نحو انفلات أمني خطير في المنطقة، بعد نشوب اشتباكات طفيفة (تدافع) بين أنصار أوزين من جهة، ومنافسيه في حزب آخر رشح فنانا شعبيا أمازيغيا، لكن تم تطويق تلك الواقعة. وكان أنصار الفنان الأمازيغي عمدوا إلى رفع لافتات ضد محمد أوزين تطالبه بالرحيل عن المنطقة، على أساس أنه لم يقدم شيئا للسكان، رغم أنه وزير. وهو ما أثار حفيظة أنصار أوزين، لكن الأمور لم تصل إلى حد الصدام بين الجانبين، وتقدم محمد أوزين بشكوى للقضاء ضد أنصار المرشح الذي يعتقد أنه تعمد رفع لافتات استفزازية.