وزراء دفاع دول الخليج العربية يؤكدون بناء منظومة دفاعية مشتركة بين دول المجلس

الأمير سلمان وجه الدعوة لنظرائه في دول مجلس التعاون لحضور الاجتماع القادم بالسعودية

الأمير سلمان بن عبد العزيز يتوسط وزراء الدفاع في دول مجلس التعاون الخليجي في ختام اجتماعهم في أبو ظبي أمس (وام)
TT

وجه الأمير سلمان بن عبد العزيز، وزير الدفاع السعودي، الدعوة إلى نظرائه وزراء الدفاع في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية لحضور الاجتماع القادم الذي سيعقد في المملكة العربية السعودية. جاء ذلك في كلمته الموجزة التي ألقاها، أمس، أمام الاجتماع لمجلس الدفاع المشترك لدول المجلس الذي بدأ في وقت سابق أمس في العاصمة الإماراتية، أبوظبي، وفي ما يلي نص الكلمة:

«أيها الإخوة والزملاء.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

يسرني أن أشارك في اجتماعكم هذا بديلا لفقيدنا الغالي أخي وسيدي صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز آل سعود، رحمه الله، والذي أعلم جيدا مدى مكانته وتقديره لديكم جميعا لما قدمه للقوات المسلحة السعودية، ودعمه المتواصل لكل ما يخدم تطلعات قادة وشعوب دول مجلس التعاون الخليجي في جميع المجالات، وبهذه المناسبة أتقدم للإخوة الأشقاء في دولة الإمارات العربية المتحدة بالشكر والتقدير على الحفاوة والاستقبال وكرم الضيافة، ولدقة التنظيم، وللعاملين بالأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية على جهودهم المبذولة لإنجاح هذا الاجتماع، ولكم جميعا خالص الشكر وجزيل التقدير على ما سمعته من حضراتكم من مشاعر طيبة وعبارات صادقة تجاهي، وإنني أبادلكم نفس المشاعر ثناء وتقديرا واعتزازا، وأنتهز هذه المناسبة لأوجه الدعوة لكم جميعا لاجتماعنا القادم في بلدكم الثاني المملكة العربية السعودية، سائلا الله لكم جميعا دوام التوفيق».

وكان بيان صدر، أمس، في ختام الاجتماع العاشر لمجلس الدفاع المشترك لدول المجلس، أكد أنه تم استعراض حالات التعاون في الدفاع المشترك بين دول المجلس والدور الكبير والمهم الذي يحققه في ظل الظروف والمتغيرات التي تشهدها المنطقة، وكذلك ما يكتنف المستقبل من تهديدات واحتمالات مختلفة، وفي هذا الصدد أكد الوزراء أن بناء منظومة دفاعية مشتركة من خلال تحقيق تكامل دفاعي بين القوات المسلحة في دول المجلس وتطويره «هو الخيار العملي الفعال أمام دول المجلس للدفاع عن أمنها واستقرارها واستقلالها وسيادتها وثرواتها ومقدراتها المختلفة».

كما اطلع الوزراء على ما يتعلق بمشاركة قوات «درع الجزيرة» المشتركة مع قوة دفاع البحرين في تأمين بعض المنشآت الحيوية في مملكة البحرين خلال الأحداث المؤسفة التي تعرضت لها، وأكدوا وقوف دول المجلس وتضامنها مع مملكة البحرين في كل ما يحقق الدفاع عنها وحماية استقلالها وسيادتها واستقرارها، وأعربوا عن ارتياحهم وتقديرهم لأداء قوات «درع الجزيرة» المشتركة في الاضطلاع بالمهام الموكلة إليها، وما تشهده من تطور على مستوى التسليح والتنظيم والجاهزية.

وحول سير التعاون العسكري والدفاع المشترك في المجالات المختلفة، اطلع الوزراء على ما رفعته اللجنة العسكرية العليا في دورتها التاسعة (أبوظبي – أكتوبر/ تشرين الأول 2011م) من توصيات، واتخذوا حيالها ما يلزم من قرارات.

كما استعرضوا التحديات والتهديدات التي تواجه حركة الملاحة في البيئة البحرية خصوصا في الخليج العربي وبحر عمان والبحر الأحمر ومتطلبات تحقيق الأمن البحري بها، ووافقوا على إنشاء مركز تنسيق للأمن البحري لدول المجلس في مملكة البحرين واستكمال ما يتعلق بالقوة البحرية المشتركة من دراسات.

وناقش الاجتماع تزايد المخاطر التي يمثلها انتشار وتطور الصواريخ الباليستية، وقرروا مواصلة استكمال الدراسة الخاصة بامتلاك منظومة إنذار مبكر موحدة لمواجهة هذا النوع من التهديدات، كما اطلع الوزراء على ما تحقق بشأن حزام التعاون والاتصالات العسكرية بين دول أعضاء المجلس، وأكدوا أهمية استمرار تطويرهما وإدامتهما ورفع كفاءتهما.

وفي مجال الاستفادة من خبرات وكفاءات العسكريين المتقاعدين المنتسبين للقوات المسلحة، رفع الوزراء إلى المجلس الأعلى توصية بالاستفادة المتبادلة من هذه الفئات في العمل في المؤسسات والجهات الحكومية ومؤسسات المجتمع المدني المختلفة.

كما أحيط الوزراء علما بمشاركة القوات البحرية بدول المجلس في قوة الواجب البحرية المشتركة (CTF-152)، وأشادوا بالمستوى الذي ظهرت به القوات البحرية لدول المجلس من خلال تأديتها لمهامها وواجباتها في هذه المهمة، وصادقوا على القرارات التي اتخذتها اللجنة العسكرية العليا في دورتها التاسعة بشأن مجالات التعاون العسكري والدفاع المشترك الأخرى.

وكان الأمير سلمان بن عبد العزيز، وزير الدفاع السعودي، وصل في وقت سابق أمس إلى مدينة العين في بداية زيارته لدولة الإمارات العربية المتحدة لترؤس وفد بلاده إلى اجتماعات الدورة العاشرة لمجلس الدفاع المشترك لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية الذي بدأ في وقت لاحق، أمس، في مدينة أبوظبي.

وكان في استقباله بمطار العين الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، وسلطان المنصوري وزير الاقتصاد، والدكتور محمد بن عبد الكريم العيسى وزير العدل في المملكة العربية السعودية، وإبراهيم بن سعد البراهيم سفير خادم الحرمين الشريفين لدى دولة الإمارات، وعدد من كبار المسؤولين، كما كان في استقباله في صالة التشريفات في المطار وزراء دفاع دول مجلس التعاون وعدد من كبار الضباط.

وقد وصل في معيته، أمين عام مجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور عبد اللطيف الزياني. وكان الأمير سلمان بن عبد العزيز غادر الرياض في وقت سابق من أمس، حيث كان في وداعه بمطار قاعدة الرياض الجوية الفريق الركن عبد الرحمن المرشد، نائب رئيس هيئة الأركان العامة، وقادة أفرع القوات المسلحة، وعدد من كبار المسؤولين من مدنيين وعسكريين.

ويضم الوفد المرافق كلا من الفريق أول ركن حسين بن عبد الله القبيل رئيس هيئة الأركان العامة، والفريق الركن عبد الرحمن بن صالح البنيان مدير عام مكتب وزير الدفاع، والمستشار محمد بن عبد العزيز الشثري رئيس الشؤون الخاصة بمكتب وزير الدفاع.

من جهة أخرى، حضر الأمير سلمان بن عبد العزيز، حفل العشاء التكريمي الذي أقامه له السفير إبراهيم بن سعد الإبراهيم سفير السعودية لدى دولة الإمارات العربية المتحدة، بمقر نادي ضباط القوات المسلحة في أبوظبي مساء أمس، ولدى وصوله إلى مقر الحفل كان في استقباله السفير السعودي ونائب السفير عبد الرحمن الخلف، والعميد علي مطلق المحيا الملحق العسكري، والدكتور صالح السحيباني الملحق الثقافي، والشيخ عزيز العنزي مدير مركز الدعوة وأعضاء السفارة.

حضر الحفل رئيس هيئة الأركان العامة السعودي، ومدير عام مكتب وزير الدفاع ورئيس الشؤون الخاصة بمكتب وزير الدفاع وسفراء دول مجلس التعاون والدول العربية لدى دولة الإمارات والوفد الرسمي المرافق لوزير الدفاع السعودي.