عبد الله القادري.. عسكري دخل غمار السياسة

زعيم «الحزب الديمقراطي الوطني».. صريح ومباشر ويميل إلى أن ينضبط الجميع لتوجيهاته

عبد الله القادري
TT

مسار عبد الله القادري الأمين العام للحزب «الديمقراطي الوطني» حافل بالالتباسات. هذا الرجل جاء في واحدة من الحالات النادرة إلى الساحة السياسة المغربية من المؤسسة العسكرية. وصل إلى رتبة عقيد، وهي رتبة رفيعة في الجيش المغربي، قبل أن يتقاعد ويحترف السياسة ويترشح لانتخابات عام 1977 في مدينته «برشيد» جنوب الدار البيضاء.

مثل غيره من النواب «الأحرار» (المستقلين) انضم إلى حزب «التجمع الوطني للأحرار» عند تأسيسه عام 1978. لكن الراحل أرسلان الجديدي، والذي كان أبرز نقابي في مصانع الفسفاط في خريبكة، وقاد في يوليو (تموز) عام 1981 بإيعاز من إدريس البصري وزير الداخلية القوي أيامئذ، انشقاقا داخل «التجمع الوطني للأحرار» بحجة أنه لا يعبر عن البوادي والأرياف، وأسس رفقة مجموعة من بينهم عبد الله القادري الحزب «الوطني الديمقراطي».

ودارت عدة حكايات حول «علاقة ما» للعقيد عبد الله القادري مع الضباط الذين نفذوا محاولة انقلاب فاشلة في يوليو 1971، لكن القادري وبعد سنوات من تلك المحاولة أوضح أنه التقى فعلا الانقلابيين في ضاحية «بوقنادل» في شمال الرباط قبل تحركهم نحو قصر الصخيرات الصيفي على الأطلسي جنوب الرباط، وعارض فكرتهم وقفل راجعا، وأثيرت بعض التساؤلات حول ما إذا كان قد أبلغ عن المحاولة، أم أنه اكتفى بمعارضتها ورفض المشاركة فيها. بيد أن تفاصيل الحكاية كلها أصبحت في ذمة التاريخ، خاصة بعد أن انهمك القادري في العمل السياسي، بل أصبح وزيرا للسياحة في بداية التسعينات، على الرغم من أنه لم يبق في ذلك المنصب سوى ثمانية أشهر بعد أن اصطدم مع إدريس البصري. ويقول القادري إن عبارة سمعها منه رجل المغرب القوي خلال عهد الحسن الثاني هي التي أدت للقطيعة بينهما، بعد أن توترت علاقتهما بسبب تدخل البصري في وزارة القادري. يومها خاطب القادري البصري قائلا «من تظن نفسك.. عندما كنت ضابطا صغيرا في الشرطة كنت أنا عقيدا في الجيش».

يمارس عبد الله القادري السياسة بخلفية عسكرية. يميل إلى أن ينضبط الجميع لتوجيهاته. لغته تغلب عليها الفرنسية. صريح ومباشر. لكنه في بعض الأحيان يبدو غامضا، والرجل الغامض متعب لخصومه وأصدقائه على السواء، خصومه لا يعرفون بالضبط ماذا فعل وأصدقاؤه لا يعرفون كيف يدافعون عنه. يؤمن بأن السياسة هي «شهامة ومواجهات» لذلك لا تستهويه التنظيرات السياسية، ويهزأ بالثرثرة الجوفاء التي يتغرغر بها المثقفون. في طباعه رواسب من أصول قروية. علاقته مفتوحة مع الصحافيين، ويتحدث دون ضوابط أو تحفظات يحرص عليها عادة السياسيون.