زهوة عرفات تتذكر القليل عن والدها وتتطلع للعودة إلى فلسطين

«الشرق الأوسط» تنفرد بأول حوار صحافي مع ابنة الرئيس الفلسطيني الراحل

زهوة عرفات («الشرق الأوسط»)
TT

تخصص هذه الحلقة الرابعة والأخيرة لمقابلة فريدة مع زهوة عرفات ابنة الرئيس الراحل ياسر عرفات أو «أبو عمار» كما تصر السيدة سهى عرفات على الإشارة إليه، وهو الاسم الحركي الذي عرف به عرفات منذ انطلاقة حركة فتح في مطلع الستينات.

ومن شدة خوف السيدة سهى على ابنتها زهوة التي تحمل اسم جدتها لوالدها وهي «الشيء الوحيد الذي خرجت به من هذه الدنيا»، على حد قولها، من زوجها إضافة إلى بضع بزات عسكرية وصور عديدة، أنها ضربت حولها ستارا حديديا وحرصت على عدم تعريضها للصحافة ووسائل الإعلام وأبقتها بعيدا عما قيل وما يقال وما أشيع وما يشاع عن والدها ووالدتها.

غير أنها وفي إطار الحوار المطول الذي أجرته معها لـ«الشرق الأوسط» حيث تقيم في مالطا، وفتحت لها فيه قلبها وشقتها، سمحت بإجراء حديث مقتضب مع زهوة، في حدود ما يمكن أن تتحمله فتاة في عمرها الذي لا يتجاوز الـ16 ربيعا.

وزهوة فتاة في مقتبل العمر من مواليد 1995 تدرس بالمدرسة الدولية في مالطا في السنة ما قبل الأخيرة، متوسطة الطول تحمل بعضا من ملامح والده، لا سيما ابتسامته البريئة؛ بل «الساحرة» كما تصفها السيدة سهى التي تكرس حياتها لتربية ابنتها بعيدا عن السياسة.

وأدت زهوة مناسك الحج مع والدتها في يناير (كانون الثاني) 2005 بدعوة من خادم الحرمين الشريفين الملك الراحل فهد بن عبد العزيز.

تتحدث اللغات العربية والفرنسية والإنجليزية، وتفهم اللغة المالطية التي هي عبارة عن مزيج من اللغة العربية والإيطالية والإنجليزية. وتقول زهوة لـ«الشرق الأوسط» إنها تحب فلسطين حبا جنونيا وتتمنى هي أيضا العودة إليها، وتؤكد والدتها ذلك بالقول إنها لا تكف عن الحديث عن فلسطين والمطالبة بالعودة، وهي التي لا تعرف الكثير عنها بعد أن غادرتها وهي طفلة لا يتجاوز عمرها السنوات الست، تحت إصرار والدها الذي كان محاصرا بمقره في رام الله. وتقول السيدة سهى إنها اضطرت للسفر بعدما قصف الجيش الإسرائيلي منزلهم في حي الرمال بمدينة غزة، ولم يرد عرفات أن يبقى رهينة زوجته وابنته، ولهذا أصدر، حسب قولها، أمرا بالمغادرة الفورية إلى باريس.

وعادت زهوة مرة واحدة إلى فلسطين في 14 نوفمبر (تشرين الثاني) 2004 مع جثمان والدها وفي رحلته الأخيرة إلى رام الله، حيث دفن في ساحة المقاطعة التي ظل الجيش الإسرائيلي يحاصره فيها لعامين ونصف العام في ظروف في غاية الصعوبة والقساوة.

وتتذكر زهوة عن والدها أنه كان يدربها على فك وتركيب المسدس. وتتذكر أيضا زيارته مكتبه في غزة، ومساعدته لها في واجباتها المدرسية، وهناك صورة معروضة في شقتهما، للرئيس الراحل وهو يساعدها. كما تتذكر أيضا الحديث إليه عبر الهاتف وهي في باريس، ولكنها لا تتذكر إن كانت تقدم على فعل أشياء تغضب والدها منها.. ولا تدري إن كانت ستسير على خطى والدها المهندس علميا، فهي لا تحب الرياضيات ومادتها المفضلة هي التاريخ إلى جانب اللغة الإنجليزية.

وعن غزة، فهي تتذكر الحديقة العامة والبحر، لكنها لا تعرف شيئا عن رام الله.

وزهوة صبية خجولة وهادئة جدا تتحدث بصوت خفيت لا يكاد يسمع، وربما تسألها أكثر من مرة لكي تسمع ما تقوله. وهي صبية عادية لطيفة، تريد أن تعيش حياة هادئة ولهذا لا يعرف أحد في مدرستها عن وضعها الخاص، إلا مديرتها.

تمارس زهوة حياة طبيعية كأية صبية في سنها، وهي متعددة الهوايات والمواهب.. تحب القراءة وممارسة الرياضة، وعلى وجه الخصوص التنس الأرضي، وتمارس هواية الرسم وتحب الاستماع إلى الموسيقى؛ العربية منها والأجنبية، ومن مطربيها العرب المفضلين تامر حسني ومروان خوري وكارول سماحة، وأجنبيا تحب الاستماع إلى موسيقى الجاز.

*هل زرت فلسطين مؤخرا؟

- لا.

*ماذا تتذكرين عن فلسطين؟

- شوية.. أتذكر صاحباتي (غادرت غزة وعمرها تسع سنوات).

*هل تتذكرين أسماء صديقاتك؟

- لا.

*في غزة هل كنت تذهبين إلى مدرسة عادية أم خاصة؟

- مدرسة خاصة.

*هل تتذكرين اسم المدرسة؟

(تدخلت والدتها وقالت إن المدرسة كانت تحمل اسمها «زهوة عرفات للراهبات الدولية»).

*هل تتذكرين والدك؟

- نعم (كانت ترد بخجل شديد فهي غير معتادة على الإطلاق على المقابلات الصحافية وأحيانا كان تجيب بالعربي وأحيانا أخرى باللغة الإنجليزية) وكان أحيانا يساعدني في واجباتي المدرسية.

*ماذا تتذكرين أيضا؟

- أتذكر الذهاب إلى مكتبه في غزة.. وأتذكر أيضا أنه كان يريني المسدس، وأتذكر الحديث معه على الهاتف من باريس.

*هل كان صبورا أثناء مساعدتك؟

- نعم.

*هل كان يغضب منك؟

- لا، لم أتذكر أنه غضب مني يوما.

*لم تقض وقتا طويلا معه؟

- لا.. فقط عندما كنا في غزة.

*ماذا تتذكرين عن فلسطين؟

- الحديقة العامة والبحر (في غزة).

*هل تودين أن تسيري على خطى والدك.. على الأقل في الدراسة؟

- لا أدري.

*ما المواضيع المحببة لديك في المدرسة؟

- مادتا التاريخ واللغة الإنجليزية.

*لا تريدين أن تصبحي مهندسة كوالدك؟

- أنا لا أحب مادة الرياضيات.

*كم عمرك الآن.. وفي أي فصل أنت؟

- 16 سنة وأنا في الفصل الـ11 (السنة قبل الأخيرة).

*كيف تعاملين في مدرستك الآن.. كابنة رجل مهم أم كأي طالبة أخرى؟

- لا أحد يعرف بوضعي غير المديرة.. وأنا في المدرسة طالبة كأي واحدة من الطالبات.

*كيف تقضين أوقاتك؟

- ألتقي صديقاتي وأشاهد التلفزيون.

*ما برامجك المفضلة؟

- أحب المسلسلات التركية.

*أي منها؟

- بائعة الورد.

*ماذا تريدين دراسته في الجامعة؟

- الفلسفة.

*هل تحبين الحياة في مالطا؟

- نعم.

*هل تشعرين بالملل؟

- أحيانا.

*هواياتك المفضلة؟

- أحب التنس الأرضي والسباحة والعزف على البيانو وكذلك الرسم.. وأحب الموسيقى.

*أي نوع من الموسيقى.. عربي أم أجنبي؟

- عربي وأجنبي وأحب موسيقى الجاز على وجه الخصوص.

*وأي من المطربين العرب تحبين؟

- تامر حسني ومروان خوري وكارول سماحة.