اتفاق بين السلطة اليمنية والمعارضة على آلية المبادرة الخليجية.. والتوقيع وشيك

مصدر حكومي لـ «الشرق الأوسط» : التوقيع على الاتفاق ينتظر وصول الزياني

الرئيس اليمني علي عبد الله صالح في لقاء مع كبار قياداته الأمنية والسياسية في صنعاء أمس
TT

تتوجه الأنظار في اليمن نحو اتفاق وشيك سيتم التوقيع عليه في غضون الساعات القليلة المقبلة بين الحزب الحاكم وأحزاب المعارضة في اليمن، في وقت أعلن فيه «شباب الثورة» احتجاجهم ورفضهم على لأي تسوية سياسية، في حين استمرت المظاهرات المطالبة برحيل الرئيس علي عبد الله صالح.

وينتظر اليمنيون أنباء توقيع الاتفاق بين حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم وأحزاب «اللقاء المشترك» المعارضة، بعد إعلان المبعوث الأممي، جمال بن عمر، أنه تم التوصل إلى صيغة اتفاق نهائية حول «الآلية التنفيذية» للمبادرة الخليجية التي تنص على تنحي الرئيس علي صالح.

وتضاربت الأنباء، أمس، بشأن توقيع الاتفاق، غير أن مصدرا مسؤولا في مكتب نائب الرئيس، الفريق عبد ربه منصور هادي قال لـ«الشرق الأوسط»، إن «التوقيع حتى اللحظة لم يتم، وإنه على وشك التوقيع وقاب قوسين أو أدنى، دون أن يتطرق إلى أسباب تأجيل التوقيع»، لكن مصادر سياسية مطلعة قالت لـ«الشرق الأوسط»، إن مسألة تأجيل التوقيع تعود إلى انتظار وصول أمين عام مجلس التعاون الخليجي، الدكتور عبد اللطيف الزياني إلى اليمن، في حين يتردد أن الاتفاق سوف يوقع في العاصمة السعودية في غضون الأيام القليلة المقبلة.

وقال جمال بن عمر، في مؤتمر صحافي أمس بصنعاء، إنه «تم التوصل إلى اتفاق بين الحكومة والمعارضة حول الآلية التنفيذية للمبادرة الخليجية الخاصة بانتقال السلطة في اليمن، مما يفتح الباب أمام توقيع الرئيس علي عبد الله صالح على هذه المبادرة». ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن ابن عمر قوله، إنه «تم الاتفاق مع جميع الأطراف لتنفيذ المبادرة الخليجية، وأشكر جميع الأطراف على تعاونها». وأضاف «نحن الآن بصدد نقاش الترتيبات العملية فيما يخص مسألة التوقيع».

وأكد جمال بن عمر، مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن، توصل الأطراف السياسية في اليمن المؤتمر الشعبي العام الحزب الحاكم وأحزاب «اللقاء المشترك» المعارض إلى اتفاق حول آلية تنفيذ للمبادرة التنفيذية المبادرة الخليجية، وقال بن عمر في مؤتمر صحافي مقتضب «يجري الترتيب للتوقيع على الآلية التنفيذية للمبادرة الخليجية، لكنه لم يحدد موعد توقيع الاتفاق».

على صعيد آخر، قالت مصادر قبلية في منطقة أرحب، إن المواجهات العسكرية بين رجال القبائل وبين قوات الحرس الجمهوري الموالية للرئيس علي عبد الله صالح امتدت إلى مناطق جديدة بعد اعتراض القبائل لحملة عسكرية على مشارف العاصمة اليمنية صنعاء، في حين قصفت طائرات حربية مناطق نهم وبني الحارث وأرحب صباح أمس. واندلعت اشتباكات عنيفة بين تعزيزات عسكرية للحرس الجمهوري في منطقة بني حشيش وبني الحارث أسفرت عن إعطاب دبابات واستسلام عدد من الجنود. وقالت المصادر لـ«الشرق الأوسط»، إن «القبائل في بني حشيش شمال صنعاء أوقفوا حملة عسكرية مكونة من دبابات ومصفحات وجنود قادمة من معسكرات الحرس الجمهوري في صنعاء، لفك الحصار الذي يفرضه مسلحو القبائل منذ يومين على معسكر اللواء 63 مشاة حرس جمهوري، في منطقة بيت دهرة». ولفتت المصادر إلى أن القبائل تمكنوا من إعطاب دبابات ومحاصرة الحملة العسكرية في منطقة بني حشيش وبني الحارث أثناء توجهها لمنطقة بيت دهرة لدعم قوات الحرس الجمهوري هناك، وفشلت تعزيزات عسكرية أخرى لفك الحصار عن الحملة العسكرية بعد نصب مسلحين كمائن، الأمر الذي أجبر جنود الحملة على الاستسلام وترك عتادهم لرجال القبائل الذين سمحوا لهم بالمغادرة بأسلحتهم الشخصية، بحسب المصادر القبيلة.

وكان الرئيس علي عبد الله صالح عقد مساء أول من أمس، اجتماعا مشتركا للقيادات السياسية والعسكرية والأمنية، وبحسب المصادر الرسمية، فقد ناقش الاجتماع، الأوضاع الأمنية واستمرار الاعتداءات المتكررة من قبل أحزاب «اللقاء المشترك» على معسكرات القوات المسلحة والأمن، والتي كان آخرها الاعتداء على معسكر اللواء 63 مشاة في بيت دهرة، وذلك بهدف إجهاض المبادرة الخليجية وقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2014. وأقر الاجتماع «مواصلة أداء الأجهزة الأمنية لمهامها في حفظ الأمن والاستقرار والتصدي للعناصر التخريبية الخارجة عن النظام والقانون التي تهدف إلى تمزيق الوطن وإقلاق السكينة العامة للمجتمع وزيادة معاناة الشعب».

واتهم مصدر مسؤول في وزارة الدفاع اليمنية من قال إنهم «مجاميع مسلحة من أحزاب (اللقاء المشترك) بالهجوم على معسكرات الحرس الجمهوري التي يقودها العميد الركن أحمد علي عبد الله صالح، في كل بيت دهرة وهاجموا اللواء 63 مشاة حرس جمهوري بمختلف الأسلحة مستخدمة الدبابات والمدفعية التي استولت عليها كغنائم من الجوف ونقيل بن غيلان وفرضة نهم في الأشهر السابقة». وقال إن «هذا الاعتداء يأتي في ظل أجواء التهدئة ومحاولة يائسة لإفشال مساعي مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة واللقاءات الجارية بين ممثلي المؤتمر الشعبي العام وأحزاب (اللقاء المشترك) بإشراف نائب رئيس الجمهورية للوصول إلى اتفاق لإنهاء الأزمة الراهنة.. ويؤكد هذا الاعتداء أن هناك قوى لا تريد الوصول إلى الحل وإلى إنهاء معاناة شعبنا من جراء أعمالهم العدائية والتخريبية».

في سياق آخر، أعلن مصدر عسكري بوزارة الدفاع اليمنية اعتقال قيادي في تنظيم القاعدة في محافظة أبين جنوب البلاد، الاثنين الماضي. وقال مصدر: «إن عبد الإله الظاهري أمير تنظيم القاعدة بمودية وسط أبين تم اعتقاله بعد اشتباكات ومحاصرة منزله ومقتل ستة من معاونيه وإصابة أربعة آخرين»، مشيرا إلى أن اعتقال الظاهري جاء بعد اشتباكات مع اللجان الشعبية في مودية، مما أدى إلى مقتل ثلاثة من مسلحي «القاعدة» وأصيب آخرون.