سفير باكستان في واشنطن يعلن استقالته عبر «تويتر»

بعد اتهامه بالتواطؤ مع الأميركيين لتقليص سلطة الجيش في بلاده

عناصر من قوات الأمن الكوسوفية تقف خلال حفل تبديل القيادة في العاصمة برشتينا أمس.. وأشرف حلف الأطلسي على تدريب هذه القوات لتصبح جيش كوسوفو، لكن العملية تشهد تأخيرا بسبب حالات طوارئ مدنية (أ.ب)
TT

بعد أيام من التساؤلات حول مستقبله الدبلوماسي، أعلن السفير الباكستاني لدى الولايات المتحدة حسين حقاني أنه قدم استقالته إلى رئيس الوزراء الباكستاني يوسف رضا كيلاني أمس. وقبل كيلاني الاستقالة على الفور، إذ أوضح ناطق باسم مكتب رئيس الوزراء الباكتساني أن الاستقالة طلبت من حقاني، على خلفية اتهامه بالتآمر على تقليص نفوذ الجيش الباكستاني في الحياة السياسية الباكستانية. وجاءت هذه التطورات خلال زيارة حقاني إلى إسلام آباد بعد استدعائه على خلفية ادعاء رجل أعمال أميركي من أصل باكستاني، منصور إعجاز، بأنه تسلم مذكرة مثيرة للجدل اتهمت الجيش الباكستاني بالتخطيط لانقلاب، من السفير الباكستاني في مايو (أيار) الماضي.

وأعلن حقاني عن استقالته من خلال صفحته على موقع «تويتر» الإلكتروني للرسائل القصيرة، قائلا ظهر أمس: «لقد طلب من رئيس الوزراء كيلاني قبول استقالتي كسفير باكستان لدى الولايات المتحدة». وأضاف: «لدي الكثير لأقدمه لبناء باكستان جديدة خالية من التعصب الأعمى وعدم التسامح، سأكرس جهودي لذلك». وذكر التلفزيون الرسمي الباكستاني أن الاستقالة قبلت. كما أعلن أن عفت غارديزي، التي كانت تعمل في منصب نائب للسفير الباكستاني، عينت سفيرة بالوكالة.

وقد حضر حقاني اجتماعا رفيع المستوى مع قيادات باكستانية مدنية وعسكرية في إسلام آباد أمس لتوضيح موقفه بعد أن ادعى رجل الأعمال إعجاز أنه أوصل مذكرة من حقاني إلى رئيس هيئة الأركان الأميركية السابق مايك مولن بهدف العمل على تقليص الدور العسكري في السياسة الأميركية. وهو أمر ينفيه حقاني كليا. وقد حضر الاجتماع كل من الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري، ورئيس أركان الجيش أشفق كياني، ورئيس المخابرات الباكستانية أحمد شجاع باشا. إلا أنه في نهاية الاجتماع أعلن حقاني الاستقالة، في مؤشر جديد لمدى الانقسام بين زرداري والموالين له، ومن بينهم حقاني والمؤسسة العسكرية الباكستانية. وكان إعجاز قد أدلى بتصريحات إعلامية جاء فيها أن حقاني عمل معه على إقناع الإدارة الأميركية، ومن خلال التعاون مع القادة العسكريين الأميركيين، على الحد من النفوذ العسكري الباكستاني عقب مقتل زعيم «القاعدة» أسامة بن لادن في مايو الماضي. وهناك تساؤلات كثيرة حول إعجاز ومصداقيته، خاصة أنه لا يملك دليلا قاطعا على أن حقاني خوله القيام بالوساطة مع الأميركيين، خاصة أن من المعروف أن علاقات حقاني مع السلطات الأميركية، منذ توليه منصب السفير في واشنطن عام 2008، جيدة وليست بحاجة إلى وسيط. ولكن في الوقت نفسه، تعد علاقات حقاني مع الجيش الباكستاني والاستخبارات الباكستانية متوترة، وهو أعلن عدة مرات عن رغبته في الحد من نفوذ الجهات العسكرية. وعلى الرغم من استقالة حقاني، من المتوقع أن تستمر الضغوط على زرداري خلال الفترة المقبلة، إذ إن إعجاز يدعي أنه كان يعمل بناء على تعليماته للعمل بالتنسيق مع الأميركيين.