في إسطنبول.. تكلم العربية فقط وإياك التحدث بالإنجليزية

مدينة مسكونة بالسلاطين وسياحها يطاردون التاريخ

TT

لون البشرة، ملامح الوجوه، إيقاع الكلمات، كل هذا لا يشعرك بغربة في إسطنبول حين تكون عربيا. وإن أقمت كغالبية السياح، في منطقة «تقسيم»، أي في الوسط الغربي (الأوروبي) للمدينة فلن يخيب ظنك، إذ ستقع على من يتكلمون العربية أينما توجهت وبالتأكيد ليس الإنجليزية أو الفرنسية، حيث إن اللغات الغربية لم تدخل المدارس إلا مؤخرا. فأنت ستلتقي حتما السياح القادمين من مختلف الدول العربية أو أنك ستقع على الأتراك الذين يتداولون عبارات عربية، بحكم التعاطي المتزايد مع العرب، أو بسبب الخمسة آلاف كلمة المشتركة بين اللغتين.

على مبعدة أمتار من ساحة تقسيم تعثر على «شارع الاستقلال» الضخم المخصص للمشاة الذي تصطف على جانبيه متاجر من كل صنف، حيث تختلط المطاعم بمتاجر الملابس ومعها المنتوجات التقليدية التركية. خليط من البضائع، وعدد من الرواد، في شارع لعلك لم تر مثيلا له في العالم، حيث يزوره كل يوم ثلاثة ملايين إنسان، أي ما يوازي عدد سكان بلد مثل لبنان.

الوجهة الأولى التي لا بد أن تستقطبك كسائح عربي في عاصمة السلطنة العثمانية هي منطقة «سلطان أحمد»، أهميتها أنها كانت مركزا للمدينة طوال 900 سنة، أيام الحكم البيزنطي (المسيحي)، ومن ثم خلال العهد العثماني (الإسلامي). إنها خليط من الهندسة المعمارية التي تزاوج بين الفخامة الغربية والروحانية الشرقية.

وعلى الرغم من أن الشركات السياحية تخصص لمنطقة «سلطان أحمد» ومعالمها الباهرة يوما واحدا فقط، فإن الباب العالي وحده يحتاج يوما كاملا، لو كنت من عشاق قراءة الأشياء بتمعن. (تفاصيل سفر وسياحة)