مجمع البحوث الإسلامية يجتمع بحضور ممثل عن المجلس العسكري ووزير الداخلية للمرة الأولى

العيسوي تعهد بعدم المساس بأرواح المتظاهرين.. وأكد عدم استخدام ذخيرة حية أو خرطوشية أو مطاطية

TT

اجتمع مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف، أمس، والذي دخل على خط الأزمة المشتعلة في ميدان التحرير منذ عدة أيام، في حضور ممثل عن المجلس العسكري ووزير الداخلية، لأول مرة في تاريخ المجمع. واستجابت وزارة الداخلية لمناشدة الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر أول من أمس، للشرطة بأن تصدر أوامرها فورا ومن دون إبطاء، بوقف توجيه السلاح إلى صدور المواطنين من إخوانهم وأبنائهم المصريين.

وحضر اللواء منصور العيسوي وزير الداخلية، واللواء سامي دياب عضو المجلس الأعلى للقوات المسلحة، جلسة مجمع البحوث الإسلامية، برئاسة الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، وهي المرة الأولى التي يحضر فيها وزير داخلية وعضو بالمجلس العسكري (الحاكم) اجتماعا للمجمع. وتعهد العيسوي بعدم المساس بأرواح متظاهري التحرير، مؤكدا أن وزارة الداخلية لم تستخدم إطلاقا ذخيرة حية أو خرطوشية أو مطاطية ضد أي من المتظاهرين. وقال العيسوي «بالأصالة عن نفسي وبصفتي ممثلا لجهاز الشرطة، آسف ويأسفون أشد الأسف للأرواح التي أزهقت، وللمصابين من جراء هذه المظاهرات». وطلب وزير الداخلية من مجمع البحوث الإسلامية الاستمرار في جهود المصالحة والحيلولة دون الاحتكاك والعنف بين المتظاهرين والشرطة، إلى أن يتم استكمال إقامة الآليات التي تعهد المجلس الأعلى للقوات المسلحة بإقامتها لتحقيق هذا الهدف.

وقال الشيخ علي عبد الباقي، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، إن المجمع وهو يؤكد على ترحيبه بالوعد الذي قطعه وزير الداخلية بعدم المساس بالأرواح، يؤكد أيضا على التزامه بقيام قوافل من علماء الأزهر الشريف ووعاظه وأئمة الأوقاف ليحجزوا بين المتظاهرين ورجال الأمن، إلى أن يتم للمجلس الأعلى للقوات المسلحة استكمال الترتيبات اللازمة لضمان تحقيق هذه الغاية. وأضاف الشيخ عبد الباقي أن الأزهر إذ يؤكد مرارا على حق التظاهر السلمي وحرية الرأي والتعبير، فإنه يؤكد رفضه لاستخدام العنف من أي طرف ضد الأشخاص والممتلكات العامة والخاصة، قائلا لـ«الشرق الأوسط» إن «المجمع أهاب بالمواطنين أن يعملوا جاهدين على الحفاظ على السلم الاجتماعي لتمكين مصر من الخروج سريعا من هذه الأزمة، وبناء المؤسسات الدستورية المنتخبة التي تنهي الفترة الانتقالية وتبدأ بعدها مصر السير لتتبوأ مكانتها الجديرة بها في العالمين العربي والإسلامي». وفي سياق متصل، واصل أمس عشرات من أئمة وزارة الأوقاف المشاركة في مبادرة التهدئة بين المتظاهرين والأمن لحقن دماء المصريين بميدان التحرير. وقال الشيخ فؤاد عبد العظيم، وكيل وزارة الأوقاف لشؤون المساجد والقرآن، لـ«الشرق الأوسط»: «تم حشد الأئمة للقيام بالواجب الديني والوطني في حقن دماء المصريين، استكمالا لدورهم الذي بدأوه أول من أمس».

ومن جانبه، وفي أول رد فعل على ما دعا له الدكتور الطيب، أعلن الدكتور محمد البرادعي، المرشح المحتمل لرئاسة مصر، تأييده لدعوة شيخ الأزهر بمطالبة قادة الشرطة بضرورة إصدار الأوامر الفورية لوقف توجيه السلاح إلى صدور المصريين.