تحكم في اختيار أنواع الأكل وكمياته

الخيارات المذاقية للطفل يمكن أن تتغير نتيجة لما تأكله الأم أثناء الحمل

TT

يشير الكثير من الناس إلى أن اتباع حمية غذائية قليلة الملح والدهون والسكر والمنتجات الحيوانية يغير من خياراتهم الغذائية. وتدعم بعض الأدلة العلمية هذه التجربة. وقد درس الباحثون أيضا أساليب تعديل الخيارات الغذائية للأشخاص بحيث تصبح الأطعمة الصحية أكثر جاذبية بالنسبة لهم. وبشكل عام، فقد لوحظ أن تفضيلنا للنكهات ولأنواع معينة من الطعام يكون أكثر مرونة في فترة الشباب، ولكننا كبالغين، ما زال بإمكاننا العمل على تغير خياراتنا.

ووجد الباحثون أن بعض آليات الدماغ التي تتسبب في استجابتنا باستمتاع إلى السكر والدهون هي نفسها التي تسبب استجابتنا للعقاقير الأفيونية مثل المورفين والكوديين. وتثير الدهون الاهتمام، فما من شك في أنها تعطي الطعام القوام اللازم فهي تكسبه اللزوجة وسهولة البلع. ولكن هناك أيضا بعض الأدلة غير المباشرة على أننا نتذوق الدهون من خلال مستقبلات للدهون قد تكون مشابهة في طريقة عملها لعمل مستقبلات المذاق الحلو والمر وغيرهما من المذاقات المعروفة.

وأظهر العديد من الدراسات أن الخيارات المذاقية للطفل يمكن أن تتغير نتيجة لما تأكله الأم وما تشربه في فترة الحمل. وفي دراسة شربت فيها مجموعة من الأمهات أما عصير الجزر أو الماء بشكل عشوائي خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة من الحمل، أظهرت النتيجة أن الأطفال الرضع للأمهات اللواتي شربن عصير الجزر قد أصبحوا يحبون تناول الحبوب بنكهة الجزر أكثر من أطفال الأمهات اللواتي شربن الماء.

ويمكن أن تتغير تفضيلاتنا للنكهات أيضا عندما نكبر، حيث أظهرت دراسات عديدة أن الأشخاص الذين يتمكنون من اتباع حمية منخفضة الصوديوم لعدة أشهر يصبحون أكثر تفضيلا لوجود كميات أقل من الملح في طعامهم. كما يمكن أيضا تغيير شهيتنا للسكر والدهون، حيث أوضحت نتائج دراسة بريطانية صغيرة في عام 2011 أن الأشخاص يصبحون أكثر حبا للأطعمة الحلوة المذاق بعد شهر من مداومتهم على شرب مشروبات الطاقة المحلاة. كما أظهرت نتائج دراسة نشرت قبل عدة سنوات أن الأشخاص الذين اتبعوا حمية قليلة الدسم قد أصبحوا يفضلون الأطعمة المنخفضة الدسم ولا يتلذذون بتناول الأطعمة عالية الدسم.