نائب في حزب الله يصفه بـ«فيلم هوليوودي» بعيد عن الواقع

الغموض يلف انفجار صور.. وتقرير أميركي يتحدث عن تفجير طائرة تجسس إسرائيلية

TT

لا يزال الغموض يلف الانفجار الذي هز منطقة صور في جنوب لبنان، الخاضعة لعمل قوات «اليونيفيل» ليل أول من أمس، ولم تعرف بعد أسبابه وخلفياته وأسبابه، باستثناء المعلومات غير الرسمية التي رجحت أن يكون ناجما عن تفجير مخزن للأسلحة عائد لحزب الله، ومرد ذلك التوقع إلى الانتشار الأمني الواسع لعناصر حزب الله على أثر الحادث، علما أن قيادة الجيش اللبناني رجحت أن يكون الانفجار «ناجما عن لغم أو قنبلة عنقودية من مخالفات الاعتداءات الإسرائيلية»، فضلا عن نفي حزب الله تفجير مخزن أسلحة له.

وفي وقت أوضح فيه مصدر قضائي لـ«الشرق الأوسط»، أن «الأجهزة الأمنية أبلغت القضاء المختص بوقوع انفجار في المنطقة المشار إليها فور حصوله، إلا أنه لم تتوفر معلومات حاسمة حول طبيعة هذا الانفجار وأسبابه». واعتباره أن «كل الروايات التي تروج عن تفجير مخزن أسلحة أو غيره تبقى مجرد تكهنات غير مستندة إلى حقائق». رفضت مصادر أمنية في المنطقة إعطاء أية معلومات أو تفاصيل عن الحادث، واكتفت بالقول «لقد تبلغنا بوقوع انفجار لكن لم نصل بعد إلى تحديد طبيعته وخلفياته».

في هذا الوقت، توقف المراقبون عند ما كشفه الصحافي الأميركي ريتشارد سيلفرشتاين، من أن «شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية (أمان) هي المسؤولة عن الانفجار الضخم الذي أعلن عنه في مخزن للذخيرة لحزب الله في خلة صالح بين صديقين وجبال البطم (قضاء صور)، بعدما نقلت إليه طائرة استطلاع إسرائيلية أسقطتها مؤخرا وكانت بمثابة (حصان طروادة)». ونقل سيلفرشتاين في تقرير نشر على موقعه الإلكتروني عن مصدر إسرائيلي لديه تجربة عسكرية كبيرة، قوله «إن (أمان) نجحت في خداع حزب الله، إذ سمحت عن قصد بسقوط طائرة استطلاع إسرائيلية في جنوب لبنان، سحبها مقاتلو الحزب إلى مخزن حيث بقيت مدة قبل أن يجري تفجيرها». وأعلن المصدر أن «الطائرة الإسرائيلية اختفت عن رادارات قوات (اليونيفيل) لدى وصولها إلى منطقة وادي الحجير، وأن حزب الله كان يسعى إلى معرفة الإشارات التي يمكن من خلالها التحكم بطائرة الاستطلاع، لذا عندما عثر مقاتلوه على هذه الطائرة ظنوا أنهم اكتشفوا مفتاح النجاح وجرتهم (أمان) إلى شباكها، حيث نقلت الطائرة إلى مخزن ذخيرة ضخم، قبل أن تسارع إلى تفجيرها مما أحدث انفجارا هائلا».

وعلق عضو كتلة حزب الله النيابية النائب وليد سكرية على هذا التقرير، فوصفه بأنه «ادعاء إسرائيلي لا أساس له من الصحة، وهو أشبه بفيلم هوليوودي». وأوضح سكرية (عميد متقاعد في الجيش اللبناني وخبير استراتيجي) في اتصال مع «الشرق الأوسط»، أن «الانفجار الذي وقع في صديقين لو كان ناجما عن تفجير مخزن للأسلحة كما يدعي هذا التقرير أو البعض في لبنان، لكان نجم عنه عدد كبير من الانفجارات ولوقت طويل ربما لا يقل عن نصف الساعة، ولو كان تفجير مستودع لـ(تي إن تي) لكان الانفجار أحدث زلزالا وارتفعت سحب النار إلى السماء ولكان الدخان غطى المنطقة». وسأل «هل يعقل أن ينفجر مخزن أسلحة بلحظة واحدة وبصوت واحد؟». وسخر سكرية من رواية أن «مقاتلي حزب الله أخذوا قطع الطائرة الإسرائيلية وخبأوها بمخزن أسلحة». وقال «إن أي شخص لا يفهم بموضوع السلاح لا يفعل هذا الأمر ولا يخبئ مثل هذه القطع الملتهبة والمحترقة في مخزن أسلحة، فكيف بأشخاص لديهم خبرة ومعلومات بهذا الأمر؟». وتوقع أن يكون انفجار صديقين «ناجما إما عن تفجير قذيفة هاون، وإما عن قنبلة عنقودية أو إصبع ديناميت وإما عن لغم أرضي». وأضاف سكرية أن «رواية التقرير الصحافي هذه تذكرنا بما أعقب انسحاب قوات المارينز من بيروت في عام 1983، بحيث وبعد أن خرجوا من لبنان مهزومين، ألفوا فيلما هوليووديا بطله يدعى (رامبو)، وهذا الرامبو شكل مجموعة من الأبطال واستقلوا دراجات نارية واقتحموا ضاحية بيروت الجنوبية واحتلوها وحرروا رهائن أميركيين كانوا فيها، إن ما قرأناه أقرب إلى الفيلم الخرافي وليس إلى الواقع».

بدوره نفى نائب الناطق الرسمي باسم القوة الدولية المعززة في الجنوب (اليونيفيل) أندريا تيننتي في تصريح له «المعلومات التي تحدثت عن إرسال (اليونيفيل) فريقا منها للكشف على المكان الذي حصل فيه الانفجار». وأوضح «أن (اليونيفيل) لا تملك معطيات أو معلومات عن ذلك، وهي على تواصل دائم مع الجيش اللبناني».